نجمي الثاني

1K 76 317
                                    

الساعة قد تجاوزت منتصف الليل ،
و عقلي لا يزال صاحيا.
يتوجب علي الاستيقاظ باكرا غدا لئلا توبخني الناظرة،
لكنني كذلك يجب أن أعطي حالي الإجتماعية بعضا من اهتمامي ، حتى لو كان هذا الاهتمام متأخرا بعض الشيء.
أين جاي الآن؟ تأخر حقا!
أخبرني أنه سيتركني بعد المدرسة ساعة واحدة ، لكنها استحالت ساعات الآن.
يتحمل هو مسؤولية ما يحدث في اللحظة، فهو من فتح علي أبواب هذا الأمر المقيت الذي طالما ردعت نفسي عنها..أمر وحدتي

="لماذا اللطيفة مستيقظة حتى هذا الوقت؟"=

هذه المرة قد قفز الصوت في أعماقي دون سابق إنذار.
شعرت بأنه قادم من تحت السرير أو ما شابه، لكنني أيقنت فيما بعد أنه صادر عما وراء باب الشرفة.
قفزت عن السرير متوجهة إلى منبع الصوت..
وجدت خيال شاب طويل تصعب علي رؤيته بشكل واضح.
فهو في رأسي ، و ليس أمامي حقيقة.
أعرف تماما أنني أتهيأ، و لا يزعجني الأمر مطلقا.
أهذا هو جاي؟ لماذا يبدو ضخما هكذا؟

="جاي؟"=

="صباح الخير! ألا يجب عليك الاستيقاظ باكرا؟"=

="بلى..لكنني لم أستطع النوم"=

صوته بات مختلفا تماما عن صوت جاي بعد مضي ثواني اللقاء الأولى.
و ما أثار الشك داخلي حقا هو تجاهله سؤالي الأول ، عما إذا كان جاي

="و لماذا؟"=

="هل أنت جاي؟"=

="لا ، أنا صديقه المقرب ، انسي الأمر و أخبريني ، لماذا لا تستطيعين النوم؟"=

صديقه المقرب؟ يعجبني هذا.
بت أعرف اثنين الآن ، و هما صديقان كذلك.
بت منذ اللحظة واحدة من مجموعة محددة مع من سيؤنسون وحدتي بالمعنى الحقيقي ، التابع للخيال طبعا

="قصة طويلة"=

="أنا موجود لسماعها متى أردت"=

كادت دموعي تسيل لو لم أستطع التحكم بها في آخر لحظة.
أنا على حافة الانهيار الآن و أي دفعة صغيرة ستودي بي في الهاوية.
لماذا أنت لطيف إلى هذا الحد؟
لم أعتقد يوما أنني سيتواجد بقربي من هو على هكذا وصف.
حركت يدي إلى حيث أتخيل أنه يقف ، استحال التخيل قريبا جدا من الحقيقة.
أحاط دفء غريب بكفي ، و كأن شخصا ما قد احتواه بين راحتيه

="شكرا لك..شكرا لك حقا!"=

="لم أفعل شيئا بعد ، أخبريني الآن ، كيف تحبين مناداتي؟"=

="تعال معي"=

ركضت باتجاه غرفتي ، شعرت به يتبعني.
بحثت في الصندوق حيث أضع ألعابي عادة،
و أخرجت مجموعة وضعتها على الأرض بقرب الباب حيث جلست،
سبعة مكعبات متوسطة الحجم ، كل منها عبارة عن نرد يحوي مجموعة أحرف عشوائية الترتيب.
اخترت منها ثلاثة مكعبات ، و رميتها تباعا.
حصلت على أحرف الهاء و السين و الياء،
يصعب علي ترتيبها في كلمة ما

="هيس!"=

="هيس؟"=

="اسمك!"=

سمعت ضحكة خافتة و هادئة، و شعرت بلمعان ابتسامة في عتمة الغرفة.
كان هذا ساحرا حقا.
كنت أشعر به و كأنه يجلس على الأرض أمامي مباشرة.
يروقني هذا حقا ،
فأنا دائما ما حلمت بأن أقضي الليل مع مجموعة أصدقاء كما في الأفلام

="هل نلعب لعبة أخرى..هيس؟ ماذا أناديك؟ يبدو هيس قليل التهذيب"=

="لنلعب غدا ، قبل العطلة"=

باغتتني فرحة كبيرة و حماس للقائه و جاي مجددا ، لن أستطيع النوم أبدا.
أود أن نطيل في هذه الجلسة ، و مع أن الأمر يبدو صعبا بعض الشيء

="كم عمرك؟"=

طرح سؤاله بشكل عفوي ، لكن تفكيره في أمر آخر كان واضحا جليا.
ليس لأنني أراه واضحا كما أتمنى ، و لكن لأننا معا قد طال بنا الصمت قبلما تلفظ هو

="سبعة عشر"=

="و تريدين أن نلعب؟"=

="أحب اللعب!"=

="لطيفة!"=

الأمر ليس بديعا حقا كما بدا له و كما يبدو لي شخصه هو.
فهو مكون من شقين ،
أحب اللعب لأنني ليس لدي شيء آخر أفعله.
و أحبه لأنه النحو الوحيد الذي به أحافظ على جمال البراءة داخلي

="هل لديك إخوة؟"=

="لدي واحد يصغرني بعامين..لم تسأل؟"=

="ما رأيك بأخ أكبر؟ ألا يبدو جيدا؟ ليكن اسمي هيس!"=

🌟يتبع🌟

فتيان النجوم~ENHYPENحيث تعيش القصص. اكتشف الآن