205 33 291
                                    

لحظة انقشع ضباب الذكرى عن أعصابي السمعية ، سمعت أحاديثا تدور فوق رأسي ، و أحسست بأن كفي تحتويه يدان دافئتان ، أول من خطر في بالي لأناديه كان آخر من تواصلت معه ما قبل اشتعال الذكرى ، أعني هوني

="هوني.."=

="هذا أنا عزيزتي ، جاي"=

بات الإحراج يداهم دواخلي إذ أسمع اسم جاي ، لقد كان شاهدا على واحدة من نزوات مراهقتي المبكرة ، كما أنني أجهل بالضبط كامل ما حدث في ذلك اليوم

="هل أنت بخير؟ أرأيت ما يزعجك؟"=

="ليس تماما..أتذكر عندما أحضرتني من بيت صديقتي في المرحلة المتوسطة؟"=

="تقصدين يوم جربت التدخين؟"=

ما الذي يجعله ذاكرا لمثل هذا الموقف؟ بدوت غبية بما للكلمة من معنى ، كما لو كنت بحق مجردة من القوى العقلية.
لكن سابق الذكر ليس السبب الحقيقي و الوحيد وراء استعجابي ، فما يعبث بغيوم أفكاري شيء آخر تماما ، جاي فهم ما أريد إيصاله و دون شرح إضافي

="نعم..لم أر سوى بضع منه ، ماذا حدث بعدما وعدتك بألا أكرر فعلتي؟"=

="لا شيء"=

كلمتان باردتان دونما معنى كانتا جل ما حصلت عليه ، على العكس تماما مما أردت ، تلك الذكرى بالذات تبدو مهمة جدا في السياق الذي تتخذه حياتي ، أود لو أراها كاملة

="أخبرني!"=

="أفضل أن تتذكري ما حدث"=

="أين هوني؟ الحديث معك لا يجدي نفعا!"=

إلهي!
ماذا قلت!؟ كيف أخبره بهكذا كلمات!؟
لم تزر الخاطرة فكري قبلما تخرجت رغبة كلام ، أرجو بخشوع أن كلامي لم يبلغ سمعه أو استيعابه ، ليتني مت قبلما حدث هذا يا ربي!

="سأناديه لك"=

="جاي..لا تذهب.."=

لم يحتمل داخلي الغض نبرته ، تلك النبرة التي يستخدم ليتظاهر بأن كل شيء على ما يرام ، تؤلمني بقدر ما تؤلمني إصاباتي و يزيد.
لم أجد ما يقال في رأسي إلا بضعة كلمات أحاول بها استيقافه كحل سريع و مؤقت ، و لا توابع منقذة لها إذا ما ترك الحديث

="حددي ما تريدين ثم نادني ، حسن؟"=

="أريدك أنت"=

ثوان مرت ، صمت مطبق ، حتى أن الأحاديث المتناثرة في أثير الغرفة قد اختفت ، ظننتني سأعود لمشاهدة شيء ما ، لكن إحساسي بحراك يدي دحض الظن من فوره.
شعرت بنعومة تفوق الخيال سحرا تبعثر كياني إذ تلامس شفتي ، ظلت تختفي و تظهر في إحساسي مرات عدة متتالية تفصل ما بينها فواصل زمنية واضحة ، حتى ثارت كامل أجزاء نابضي و ما عاد في إمكاني السيطرة على أي منها

فتيان النجوم~ENHYPENحيث تعيش القصص. اكتشف الآن