يومياتي: زحمة

72 31 23
                                    


تعرفوا؟ إن قرار نزولك للترفيه عن نفسك يوم الجمعة من أكثر القرارت الخطأ إللي ممكن تاخدها في حياتك؟

المدينة بتكون زحمة بشكل لا يطاق خاصة في الصيف.

وكشخص يعيش في مدينة ساحلية لازم يشارك معاكم معاناته مع كل دا.

دايمّا الناس بيفكروا إنه إللي عايش في مدينة فيها بحر بيكون طول الوقت هناك، وفي الحقيقة يمكن المصيفين بيشوفوا البحر أكثر من سكان المدينة، بل هم بياخدوا البحر لهم طول الصيف وإحنا نروح نشوف لنا مكان آخر نصيف فيه.

كورنيش البحر في الصيف بيكون زحمة بطريقة غير طبيعية، الناس من كل شكل ولون محتلين المكان، لايك مش عارفين نمشي بس نمر للجهة الثانية من كثر المصيفين.

ويا ريت عادي يمشوا أو يتصوروا، دول بيخربوا المكان ويملوه مخالفات وبيطلع المكان عشوائي جدًا وملوث والبحر مليان قشر لب وذرة مشوية وملابس بحر.

البحر بيستنجد! ارحموه شوية.

ولما تروح على نادي رياضي تلاقيه زحمة برضو، خير؟

قعدت أراقب الوضع ليه النادي بيكون زحمة بالشكل دا كل جمعة اتضح لي شي مؤلم شوية.

تعرفوا إنه في مصر حسب إحصائية اتعملت العام الماضي إنه في حوالي اتنين مليون حالة طلاق بتحصل سنويًا!

يعني اتنين مليون عائلة بتفكك، اتنين مليون طفل كل سنة بيقضوا طفولتهم بين المحاكم وبين نزاعات وبين حق الرؤية وكل أسبوع يخلوه يروح لشخص هو ما يحبه أو حتى يشتاق له جدًا.

أنا بجد حزينة على الأطفال إللي ملهمش ذنب، آه الطلاق ممكن يكون عشان الطرفين مش مناسبين لبعض ودا الحل الأحسن بس حقيقي الأطفال دول بيعانوا كتير.

وإللي بشوفه أكثر هي إنه الأب بيكون الشخص إللي بيترجى أطفاله يجوا يقعدوا معه، مش معنى كدا إنه الأمهات ملايكة، في أمهات بترمي عيالها وبتكون هي الطرف الظالم، والموضوع أكبر من كدا بكتير، ومش جاية أتكلم عن أسباب الطلاق.

بس متخيلين؟ أطفال من عمر أربع لعشر سنين يقولوا لوالدهم لا! مش عايزين نقعد معاك.

أنا قاعدة جنب كراسهم وسامعة أب بيترجى ابنه يقعد معه شوية، يا ترى الطفل دا شاف إيه من أبوه عشان يبقى عايز يمشي وميقعدش معاه؟

أو إيه إللي يخلي طفلة تقول لجدتها أنا مش بحب بابا وهقعد معاك هنا لحد ما يمشي، أو متسيبنيش معاه لوحدنا.
إيه الوجع دا؟ الأطفال دول إزاي توصل لهم المشاعر دي؟

أو هل يا ترى أكياس الألعاب هتعوضهم عن غياب دوره؟ هل الشوكولاتة دي هتنسيهم إنهم فقدوا حاجة كبيرة؟

وعلى الجانب الآخر في أطفال قاعدين مبسوطين مع آباءهم وفرحانين وبيتصوروا، بس هل دا كافي بالنسبة لهم؟
هل الساعتين إللي بيقعدوهم معاه في الأسبوع كله دا كفاية عشان يقعدوا مع شخص بيحبوه؟

كل دي أسئلة دارت في ذهني وأنا بشوف الناس حولي، أتمنى إنه الأطفال دي متتضررش على المدى البعيد...

تدوينةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن