بيقولوا إنه إمبارح كان عيد ميلاد الفنان القدير أوي مروان بابلو، وبمناسبة ٢٧ سنة من التراكات الهادفة جدًّا، خلونا نتكلم شوية عن الفنان، أو مش بالضبط أوي عنه.
كان واحد من التراكات إللي عرفت بيها بابلو هو تراك الجميزة، وكان بيقول فيه البار المشهور:
«عايزين عيشة من النظيفة، عايز أصاحب المضيفة.»والحقيقة فكرة تقبل المجتمع لحاجة معينة دي حاجة غريبة؛ عشان إحنا متفقين إننا مجتمع بيكره كل حاجة وبيكره نفسه.
بس مع ذلك التصور الاجتماعي للمضيفين بين الناس إنهم حاجة لطيفة وذوق، مع إنه العكس تمامًا، أغلبهم ناس سخيفة جدًّا ومتكلفين، يهيأ لك من طريقة لبسهم وطريقة تعاملهم الظاهري إللي بنشوفه في الإعلانات إنهم فعلًا ناس في حتة تانية.
زي المهندس والدكتور بالضبط في عين المجتمع.
وغالبًا أي حد في الطيارة بيقى ملاك، بدايةً من الطيار إللي اتقدم لكل بنات مصر ورفضوه، لحد المضيفة إللي كله عايز يصاحبها، والركاب إللي بيجوا من الخليج يبوظوا الجوازات، أو أي حد سافر قبل كدا، تحس الطيارة دي مش وسيلة مواصلات، لا دا مجتمع يوتوبيا الفاضل.بس في علم المعادن بيقول إنه مش كل حاجة تلمع تبقى دهب، عشان تتأكد الحاجة دي ذهب اخدشها وشوف الباودر إللي نازل منها لو كان أصفر يبقى دا دهب.
وفعلًا الحاجة مش بتبان غير لما نحتك بيها وقتها بتبان، أنا حاسة إني مأفورة بس مش مشكلة أنتو متعودين على الأفورة.فخلينا نحتك كدا ونشوف هيطلع لنا إيه، وأنا بصراحة كدا جاية أشيطن المضيفين.
مش فاكرة كانت دولة إيه بس الوقت كان متأخر بليل لما الطيارة نزلت، الدنيا كانت ساقعة أوي ومكنتش متحملة البرد، فأنا كنت متغطية بغطاء خفيف كان في الطيارة مفروض بينزل لكل راكب، وطلعت بيه على باب الطيارة.
راح المضيف السخيف قال: الله! حلو الشال دا وريهولي كدا.
وراح ساحبه من على كتفي بمنتهى قلة الذوق والسماجة، ولا كإن في حاجة اسمها مساحة شخصية ولا حتى استئذان، مع إنه مش من حقة ياخدها عشان مفروض تمنها بيتدفع ضمن تكلفة التذكرة، وهم أصلًا بيرموها عشان مينفعش حد يستعمل الحاجات دي تاني.غير موقف بجد حازز في نفسيتي أوي.
المضيفة بتاعت تشيكن أور ميت.أنا كنت صغيرة وقتها، حوالي ٨ سنين كدا، ومكنتش فاكرة الفرق بين chicken و meat لسبب أجهله، أهو كلهم حاجات بتتاكل.
ووقتها مقاعد الكري بتاعتي أسرتي كانت متفرقة وكل واحد قعد لوحده والمضيفة أصرت إنه كل واحد يقعد مكان تذكرته بالضبط، فكان في ولد جنبي قال meat، فأنا قلت زيه وخلاص، وقاعدة منتظرة بقى الفرخة، وفجأة ألاقيها جابت لي لحمة!أنا كان هاين عليَّ أعيط وقتها، أنا فاكرة قد إيه كنت باكل الوجبة وأنا حزينة جدًّا عشان كان في حد في الجنب تاني معاه فراخ، وأنا كنت هموت وأبدل معاه.
يمكن دي كانت أول صدمة في حياتي وفضلت عاملالي أزمة مع اللحوم لفترة كبيرة أوي لحد ما بدأت أتقبلها.
ما تقولي لحمة ولا فراخ حبكت يعني؟ أديني اتدبست في وجبة مش عجباني وعملتِ لي تروما ومش مسامحاكِ.
لسة برضو عندكم نفس التصور عن المضيفة؟
أنت تقرأ
تدوينة
General Fictionدعنا نُبرم عقدًا لا شروطَ جزائيةً فيه؛ لأن إمكانية فسخه مُحالة. ستكون مستمعًا حسنًا يشاركني كل هذه التفاصيل المملة دون ملل. ومُضيك قِدمًا نحو أول فصل هي إمضاؤك بالموافقة على جميع شروطي. -تحديثٌ شِبهُ يَوميِّ، فصوله تكتب بعد منتصف الليل. رقم واحد في...