يومياتي: العبي حلو يا كابتن

58 18 14
                                    

مرة كنت بقلب في ريلز الانستاجرام في لحظة هرب من العمل لقيت واحدة بتتكلم عن الهوايات إللي لازم تكون عندنا.

قالت إنه لازم تكون عندك هواية تجيب منها فلوس، وهواية عشان صحتك، وهواية عشان تنمي معرفتك، وهواية عشان تسعد بيها نفسك على ما أظن، وكلام اللايف كوتشز إللي أنت عارفينه.

المهم أنا عندي هواية لعب كرة القدم من صغري، عشان اهتمام عائلتي بيها الدائم.

لاحظت في مرة كنت بلعب فيها أخويّ إني موهوبة بعض الشيء، شوية مش كتير، خاصة إني شخص يساري بيستعمل إيده ورجله اليسرى، فتحمست صراحة للموضوع، وأكتر من مرة يعني نلعب مع بعض وألاقي نفسي مش سيئة وقادرة أتحكم في الكورة.

المهم أنا من زمان جدًا نفسي ألعب بشكل مستمر مش بس مع أصحابي بشكل متقطع، وحبيت إني أنمي الموهبة دي.

فرحت من مدة لنادي ألعب مع بنات بيشاركوني نفس الحب دا، وفي الأول كانت التمرينات صعبة بالنسبة لي، ودا شيء طبيعي لإني مكنتش معتادة على المجهود دا، بس مع كل تمرينة بحس إني أفضل ومستواي بيرتفع لحد ما بقيت من أحسن الناس في الجروب إللي بلعب فيه.

فالنهارده جت لنا بنت جديدة عشان تتمرن معاها، وطبيعي برضو إنه أي حد مبتدئ يكون صعب عليه إنه يلعب ولسة محتاجة وقت.

الكاتبن قستمنا مجموعات، وجه حظي مع البنت الجديدة وبنت معايا برضو من قبلها.

كنا بنتمرن على التمرير بباطن القدم، عشان دي من أهم الأساسيات إللي لازم تتواجد في لاعب كرة القدم ولازم يكون قادر إنه يستلم بشكل صحيح ويمرر لزمايله في رجليهم الكورة.

وإحنا بنلعب لاحظت إنه البنت دي تمريرتها مش كويسة خالص، أقل حتى من المبتدئين، بتعمل التمريرة بوش رجلها وبتكون التمريرة قوية جدًا فبتلطع برا الملعب وإحنا بنقعد نجري وراها والوقت بيضيع.

الموقف دا اتكرر في كل تمرينة عملناها معاها بمختلف أنواعها، ولاحظت قد إيه البنت إللي معايا من قبل قد متضايقة منها، وعبرت عن غضبها وقالت لها: «العبي حلو يا كابتن».

البنت عادي واخدة الموضوع بهزار وبتضحك، وأنا بحاول ابتسم لها وما أبينش إني كمان تعبت من كتر الجري وراء الكورة ودا بيفصلني عن التمرين إللي بعمله.

لحد ما خلصنا مجموعة معينة من التمرينات راحت البنت القديمة تقول للكابتن إنها مش عايزة الجديدة معانا وإنها معطلانا وكدا.

أنا سمعت الكلمتين دول منها وحقيقي اتضايقت، لإنه الموضوع مش مستاهل تقول للكابتن، وكالعادة لازم أدي الناس محاضرات في الأخلاق والحقوق -بغض النظر عن أني أكثر من يحتاجها😂- وقلت لها إنها من حقها تلعب، ومتحسسيهاش إنها أقل منك خصوصًا دي أول مرة ليها يعني، وكلنا بنتعلم، مش عارفة كنت جاية منين الهدوء والسلام النفسي دا كله وقتها.

كملنا التمرين عادي بس رحت ألعب مع بنات تانيين، وطول ما أنا بلعب بفكر كام واحد اتعرض لموقف مشابه في بداية مشواره، كام واحد ساب حاجة هو كان بيعملها عشان آراء محبطة أو حتى نظرات استهجان؟

كام واحد ممكن يكون حلمه الصغير اتحطم بسبب موقف زي دا أثر شوية فيه، بجانب إداركه إنه فعلًا لسة قليل؟
أظن إنه من باب أولى الناس دي نحتويهم ونساعدهم يكونوا زينا، خاصةً إنهم بالفعل عايزين يتعلموا.

المهم أخرة الفلسفة دي كنا بنلعب لعبة بتركز على التدخلات والتمريرات، وأنا لسة غرقانة في أفكاري دي، وفجأة لقيت والكورة اتقطعت مني ونزلت ألعب في النص وجريت أكتر من ما البنت جرتنا في أول التمرين، ويا ريتني كنت جريت في الأول وأنا ساكتة.

نصيحة البارت: متفلسفوش كتير زيي.

تدوينةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن