في ذات المكان الذي قتل فيه عميل الـ FBI يجلس الصينيون الثلاثة مقيدين من ايديهم واقدامهم بأصفاد الكترونية لم يروا مثلها أبدا معصوبي العينين مغيبين في عتمات ذلك المكان ذي الرطوبة العالية ورائحة الدماء الكريهة التي تعبق بالمكان الذي لا يعرف عنه أحد في العالم حتى الشمس والهواء ، جالسين ينتظرون مصيرهم الذي ستقرره K والذي على ما يبدو أنه اللحاق برفاقهم بأبشع الطرق على يد المرأة التي لا ترحم . فجاة وهم ينتظرون مصيرهم هذا ، بدأ صوت الأقدام بالتوافد الى المكان وتوقفت أصوات الأقدام وكانها تفسح الطريق للصوت القادم تاليا . طرقات على الأرض قادمة من الجحيم ، مع كل طرقة يقترب الصوت أكثر وتقترب الجحيم أكثر فأكثر ، توقف الصوت على مقربة كبيرة منهم تخلط عندهم رائحة الدم برائحة عطرها ، أشارت بيدها لرجالها لكي يفكوا عصبة أعينهم . نظرت K الى وجوههم التي تنظر اليها برعب ، ثلاثة ينظرون الآن الى نهايتهم ، الجحيم تتشكل أمامهم الآن على هيئة امرأة مثيرة ، يتوقونها ولكن خائفين حذرين من الاقتراب ، الاقتراب من الجحيم بالتلذذ بالخطايا ، وكاترين هي الجحيم والاقتراب منها بمحاولة التلذذ بمنظرها فقط
-من منكم يرغب بالبقاء على قيد الحياة ؟
نظر الرجال الثلاثة يحاولون فهم السؤال بالطريقة الصحيحة ، من منهم لا يريد البقاء على قيد الحياة ؟
-ألا يريد أحدكم البقاء على قيد الحياة ؟
-أ...أنا أريد ذلك !
قال الشخص الذي يبدو أكبرهم ، التفتت اليه وانتظرت قليلا فتوتر بسرعة وأردف :
-أعني لا يوجد شخص يريد أن يموت
-حسنا اذن سأمنحك الفرصة وليس أنت فقط بل ثلاثتكم
أشارت كاترين الى رجالها ليساعدوا ثلاثتهم على النهوض ، فوقفوا واقتربت منهم قليلا
-ما الذي يحتاجه الرجل ليشعر انه على قيد الحياة ؟ المال ؟ المنصب ؟
-انتِ
قال أحدهم ، فاقتربت منه حتى لم تعد تفصل بين أمشاط أصابع أقدامهم سوى بضعة سنتيمترات
-أنا ؟
-أنا أتكلم كرجل ، أنا لو امتلكت امرأة مثلك فأنا سأملك كل شيء ، أعني أنتِ تملكين المال والسلطة ، وأيضا انتِ تملكين جسدك هذا
قال جملته الأخيرة وهو يتفحص جسدها بعينيه ذهاباً اياباً ، ابتسمت كاترين ابتسامة صافية ليختفي بها توتر ذلك الرجل ، للحظة نسي بأنها K وان هذا النوع من الحيل لا ينطلي عليها . اقتربت كاترين من ذاك الرجل كثيراً حتى شاركته اوكسجينه الذي عز طلبه في هذه الغرفة
- اذن انت تقول انه إذا منحتك نفسي بالكامل ، فستكون كلبي الوفي ؟
-للأبد
اقتربت كاترين من وجهه حتى لامست مقدمة انفها مقدمة أنفه ، رفعت يدها اليسرى ووضعت ابهامها على شفته ومررته حتى وصلت به الى منتصف شفتيه ، ارخى الرجل دفاعاته بالكامل لدرجة انها بالكاد ضغطت بابهامها على شفته فانفتح فمه ، أمالت كاترين رأسها لتسمح بتقليص المسافة أكثر ، أغلق الرجل عينيه فابتسمت كاترين واخرجت مسدسها بيدها اليمنى ووضعت فوهته داخل فمه المفتوح ، لم يفتح الرجل عينيه لأنها كانت قد فجرت رأسه قبل ذلك ، هلع الرجلين الباقيين وسقطا ارضاً واخذا يصرخان ، التفت إليهم كاترين ووجهها الأبيض قد تلطخ بالدماء وملابسها اخذت نصيبها ايضاً فهلعوا أكثر ، إنهم الآن ينظرون الى الشيطان الذي سيقودهم نحو الجحيم .
-انت
وأشارت بيدها إلى أحدهم فتحرك رجالها وساعدوه على النهوض
-سأعطيك الحياة مقابل حياة صديقك
اقتربت كاترين ووضعت بصمتها على المكان المخصص فانفكت القيود عن يديه وقدميه ، رمت المسدس على الارض واستدارت كاترين وجلست على كرسي واضعة الساق فوق الاخرى كعادتها
- خذ هذا واقتل به صديقك وسوف انقذ حياتك
صرخ الفتى الذي من المفترض أن يُقتل على يد صديقه
-افعل ذلك اقتلني وعد لعائلتك اخي
نظرت كاترين باهتمام لذاك الفتى الذي يبدو صغيراً حتى على أن يدخل الجيش ، عادت تنظر الى الرجل الذي التقط المسدس عن الأرض وهو يرتجف
-أنا أسف أخي .. انا يجب ان أعيش
نهض الرجل ووقف امام زميله ورفع فوهة المسدس لتواجه وجه زميله ، ضغط الزناد دون اي تردد ، ولكن لم تنطلق الرصاصة ، بل انطلقت الرصاصة باتجاه الرجل الذي يمسك المسدس من الناحية المقابلة لتستقر في منتصف جبينه .
-انا اكره الخائنين
نهضت كاترين وهمت بالخروج من ذاك المكان ، وقفت أمام المخرج ووجهت كلامها لرجالها
-جهزوا أوراق السفر له ، سيكون من رفاقنا الآن ، بالنسبة للجثمانين فارموهما في اي مكان في شنغهاي ، سنرى كيف سيتعاملون مع غياب الرجل الثالث .
-امرك سيدتي
-ما اسمك أنت ؟
-انا ؟
رد عليها الصيني الأخير
- هل هناك شخص آخر غيرك هنا ؟
-يانغ يانغ
-ما هذا السم ؟ الصينيون غريبون بكل شيء حتى الاسماء
-ما الذي ستفعلينه بي ؟
-لا تستعجل يا صغيري ستعرف مصيرك في النهايةفي مكان ما في برلين ، يجتمع بعض الرجال متواريين عن الأنظار ، يتحدثون بصوت منخفض خوفاً من أن يسمعهم أحد ما
-لقد تمادت كاترين كثيراً علينا ان نضع حداً لجنونها قبل ان تطالنا كلنا
-إذن هل هناك اي اقتراحات للتخلص منها
-لا تستعجلوا لقد وضعت خطة بالفعل
-حقا ؟
- انا فقط انتظر تأكيدا
فجأة طُرق باب الغرفة ودخل رجل آخر ووقف خلف الرجل الذي كان يتكلم
-سيدي لقد وصلنا اتصال منه ، انه موافق على العمل معنا
-ألم أخبركم أنه علينا التروي فقط ، ان كنتم تريدون التخلص من كاترين عليكم تحطيمها من الداخل لا مهاجمتها مباشرة كما فعل الغبي رولوف قريبا وقريبا جدا سننتهي منها ، سننتهي من الكابوس كاترينتتجهز كاترين في الغرفة قبل ذهابها نحو المطار لتعود إلى برلين ، فطرق مساعدها كابروس باب غرفتها ، أذنت له بالدخول فدخل واحنى رأسه ،
-سيدتي كل شيء جاهز
-حتى أوراق يانغ يانغ ؟
-اجل
-لقد تم ذلك أسرع مما توقعت ،حسناً إذن لنغادر
مشت كاترين لتجد يانغ يانغ جالسا مكبلا كما أمرت كاترين تحديدا وقفت أمامه بفستانها الأحمر القصير والضيق وشعرها الأطول من فستانها ، وحذائها الطويل الاسود
-هل انت جاهز لتبدأ فصلاً جديداً من حياتك ؟
-ما الذي تعنينه ؟
-منذ هذه اللحظة أنت أحد رجالي
-لا لا اريد ذلك ، اقتليني فقط
-لن يكون من الممتع قتلك اذا كنت تريد ذلك ، سأقتلك عندما تكون في أشد تعلقك في الحياة
-انتِ حقا لستِ بشرا k
-ماذا ؟ k ؟ هل هذا لقبي عند رجال الشرطة ؟
-اجل !
-اسمي كاترين ، سررت بمعرفتك يانغ يانغ