*افتحوا الفيديو اثناء القراءة *
في منتصف طريق طويلة باردة مظلمة، في بقعة ما على هذا الطريق، تقف الين وبالكاد وصلت عمر الثامنة عشر بعد ان ماتت والدتها التي كانت تسندها وخالتها التي كانت تربيها، وتركها حبيبها وخانها اصدقاؤها، في هذا البرد القارس والظلام الدامس اشعلت شعلة باستعمال انتقامها ووضعتها نصب عينيها، تضيء طريقها وتدفئها وتحميها من ظلم هذا العالم، ومقابل الحصول عليه ستدفع اي ثمن لذلك. في البقعة المقابلة يقف يانغ يانغ محاصرا بما اقترفت يداه غير قادر على الاتيان بحركة جديدة، يداه ملطختان بدم الانتقام الاسود الذي حصل عليه، وامامه جثة حبيبته الاولى التي قتلت بسببه وخلفه جثة والدته التي قتلت امام عينيه . كلاهما تنهال عليهما ذكراياتهما اللاتي حاولا نسيانها بقوة، جروح الماضي التي تفتحت بمجرد سماعهم ذاك الصوت الحزين، الدموع التي حوالا حبسها تفلتت بالفعل، قلوبهم المنهكة تماما والمثقلة بالصراعات آن لها الاوان ان تستريح من هذا الحمل الثقيل، عجبا لامر هذه الجموع، وزنها صغير ولكنها تزيح جبالا عن القلوب.
فتحت كاترين عينيها بينما دموعها مستمرة بالهطول، بينما استمر يانغ يانغ بعزف تلك المعزوفة حتى انتهى ونظر نحو دموعها فأدرك انه نجح
-هل نجحت؟
نهضت كاترين مثقلة بذكرياتها التي حاربت ضدها طوال الاربعة عشر سنة المنصرمة مشت محاولة مداراة ضعفها حتى تجاوزته
-تستطيع الخروج
قالتها وبالكاد صوتها يخرج من جوفها، سحبها يانغ يانغ من معصمها دافنا اياها في صدره، بينما هي لم تمنعه و لم تقل اي كلمة ابدا فقط دخلت في موجة بكاء مرير، اخذ يانغ يلنغ يعبث بشعرها حاثا اياها على البكاء اكثر، استمرت بالبكاء بقوة وتمسكت به بقوة ايضا حتى استسلمت بين يديه لنوم عميق. استيقظت كاترين وهي بحضن يانغ يانغ النائم هو الاخر والذي بدت على وجهه اثار البكاء ايضا، نهضت لتغسل وجهها ومازالت تفكر، هل سيغفر لها ذنبها بقتل والدته؟ هل سيبقى بجوارها؟ عادت وكان مازال نائما فجلست بجواره، تتحس اماكن الصعق على عنقه، تمرر اصابعها بشعره وتتلمس وجهه الطفولي برفق، لم يمر وقت طويل حتى استيقظ هو الاخر، استقام ونظر نحو كاترين ولم ينطق بحرف، فقط نهض واغتسل وعاد ليجدها كما تركها
-الا يجدر بنا الحديث الين؟
-لا اعلم ما الذي علي قوله لك تحديدا
-اخبريني كل شيء، عنك وماضيك عن هؤلاء الاشخاص وكيف تورطت معهم بهذا الشكل المرعب، انت لست شخصا سيئا فلماذا تتصرفين بطريقة سيئة؟ اريد ان اعرف كل شيء
-انها قصة طويلة للغاية
-لا اظن ان لدي شيئا الان سوى الاستماع لك
-بدأت القصة في قرية صغيرة في بريطانيا قبل حوالي خمس وثلاثين عاما في مقهى تديره امي وخالتي، كانت امي مئعروفة بجمالها وفتنتها، وفي فترة ما كان يتردد رجل ثري على المقهى وكان يبدو عليه انه مهتم بامي كثيرا وفي النهاية اخبر امي انه معجب بها، ومع كل المغريات حوله رفضته امي، لكنه استمر بمحاولة استمالة قلبها حتى انه تقدم للزواج منها لكنها ايضا رفضته ايضا، ولانه ثري قام من حولها بالضغط عليها وفي النهاية وافقت عليه، باعت المقهى وعاشت معه في منزل كبير جميل على اطراف لندن، بعد حوالي العام ونصف العام علمت امي انها حامل بي واخبرت بفرحة والدي الذي قابلها بخيبة امل قائلا :( عليك ان تجهضيه)، رفضت والدتي الامر رفضا قاطعا وما ان ولدت حتى اختفى والدي عن الوجود كان الارض انشقت وابتلعته، بعدها استمرت امي بالعمل وخالتي بالتربية حتى ان والدتي تمكنت من إدخالي مدرسة اشفورد للفنون وهناك تعرفت على البيرتو وارتبطت بستيوارت الذي كان يستغلني ليعبر عبري الاختبارات النهائية، وطوال ذلك الوقت حاولت امي البحث عن والدي ولم تجده، في النهاية وبعد ان اقتربت من التخرج والالتحاق بالجامعة مرضت امي بسبب انهاكها المستمر لجسدها وفي النهاية استسلمت للموت، في ذلك الوقت تقدمت للاختبارات النهائية بمعزوفة ايزابيلا التي كتبتها لوالدتي ونحجت بامتياز وتفوق ولكن عندما تقدمت للمنحة تم رفضي لان والدي لم يكن مسجلا في السجلات المدنية وبعدها انتشرت حولي العديد من الشائعات وانفصل ستيوارت عني ولم يكتفي بذلك فثط بل وارسل صديقتي مولي لمحاولة قتلي لكنها ماتت وهكذا وضعت انتقامي من والدي نصب عيني وانتهى المر بي امام ستيوارت مجددا
-الم تري والدك ابدا؟
-مرة في العاشرة من عمري، وهناك بعض الصور القديمة لهما
-في الواقع لقد كان موجودا في المدرسة عندما قمنا بتلك المهمة ولكن البيرتو حذف اسمه من السجلات
-ماذا؟
-في ذلك الوقت فقط تأكدت من ان البيرتو يعمل مع ستيوارت وانهما متعاونان على قتلك وفي ذلك الوقت ايضا اكتشفت انه والدك انا لم اكن اعلم من قبل
-هل تعني ان ستيوارت عثر عليه
-اجل
تنهدت بقوة انه الان امامها ولكن بالفعل انقضى الشرط، هي تعلم ان يانغ يانغ لن يقتلها ولكن ايضا لن يبقى بجوارها، نظرت نحوه لتشبع عينيها منه وهي تنظر له للمرة الاخيرة، التفت لها وادرك عينيها القلقة
-ماهذه النظرات؟ تبدين قلقة للغاية
-متى ستغادر؟
-هل هذا ما يقلقك؟
انزلت كاترين راسها ثم نهضت وتحركت مبتعدة عنه، الى اين؟ لا تعرف فقط تريد الذهاب بعيدة عنه انتفض بسرعة وامسك يدها وسحبها نحوه رفع يديه ووضع كلتيهما على راس كاترين واطبق بشفتيه على شفتيها ثم ابتعد قليلا عنها لتلتقط انفاسها، الصق جبينه بجبينها، انفاسهما اختلطت بمساحتهما الضيقة تلك
-الى اين تعتقدين نفسك ذاهبة؟
-الى اين سترحل؟
-اليك، انت المكان الوحيد الذي تبقى لي، سأدخلك بعمق، سأتغول بك كما لم يفعل احد من قبل، هل تعتقدين انني ساغادر الان، الين لقد اوقعت على نفسك هذه اللعنة التي هي انا، سالتصق بك الى ان اموت وبعد ان اموت ستلاحقك روحي، واذا مت قبلي سالاحقك الى الجحيم، ساتبعك لابعد مما تعتقدين الين، انا احبك
لم ترد كاترين فقط ابتسمت واخذت تبعد عن يانغ يانغ ملابسه، كلاهما بلغا الذروة بالفعل، دفعها نحو السرير وانقض على كتفها ممسكا بقوة بثدييها، وهناك اطلقت صرختها الاولى.
![](https://img.wattpad.com/cover/276605777-288-k445038.jpg)