ندم

18 4 0
                                    

استيقظت لونا وهي بالكاد قادرة على تحريك ساقيها، واخذت وقتها لتفهم ما حصل ليلة امس، نهضت وتفقدت جانبها ولم تجد يانغ يانغ،  نهضت مسرعة نحو هاتفها لتتفقده لتجد انه قد ارسل لها رسالة
"عزيزتي، لقد استيقظت قبل واتصلت عائلتي بي تطلبني على عجل لذا غادرت، خدي قسطا من الراحة ريثما يصلك الفطور وغادري، لقد دفعت كل شيء لاجلك، احبك"
استلقت على فراشها وهي تستذكر ليلتها الماضية وتضحك بصوت عال، تظن ان يانغ يانغ وقع في حبها، على الجهة الاخرى يبدو ان يانغ يانغ لم ينم ليلة امس على الرغم من كونه متعبا، لكن ذكرايته كانت قادرة على طرد نومه من راسه تلك الليلة، اغمض عينيه وهو بالحافلة قي طريقه لكاترين لتتوافد ذكرياته المؤلمة مجددا، فهاهي ايلا توقظه بعد ليلة قضاها معها كتلك التي قضاها مع لونا، تلمس شعره برفق وتطلب منه النهوض لياكل فطوره قبل ان يخرج للعمل
-قليلا بعد فانا منهك للغاية
-انهض انت لم ترتد ملابسك حتى
-اخبرتك انني متعب
-ما الذي علي قوله قوله اذن؟
نهض يانغ يانغ وشدها نحوه هامسا في اذنها
-لقد تمكنت مني ليلة امس
ابتعد بسرعة وهي تضحك ضحكتها اللطيفة التي اعتادها يانغ يانغ منذ ثماني شهور
-اخرج قبل ان تبرد قهوتك
رفع يانغ يانغ يده ووضعها على وجهه ثم تفقد القرط الذي لم يخلعه ابدا منذ جاءت ايلا للبيت، ابتسم ابتسامة عريضة لم يبتسم مثلها منذ زمن، يبدو انه اكتفى من التمتع بايلا وحان وقت الانتقام، حان وقت تحويل حياة ايلا الوردية الى جحيم، وما الجزاء الا من جنس العمل، كانت ايلا هي الفتاة التي صورت اعتداء الطلاب على يانغ يانغ وقامت بنشره، وهذا ما سيحصل قريبا، لقد صور يانغ يانغ كل شيء عبر كاميرا سرية مثبتة في قرطه الصغير واليوم حان وقت نشر كل شيء. على طاولة الفطور تجلس ايلا منتظرة يانغ يانغ ويبدو ان لديها كلام كثيرا في فمها لتخبره اياه ويبدو انها بالكاد تنتظر فهي تحترق من الهلع كل يوم وتشعر انه يجب عليه معرفة بعض الاشياء، لكنه كان دائما يؤجل ذلك وهي تعتقد ان الوقت تاخر وعليها اخباره بكل شيء. حلس يانغ يانغ قبالتها بعد ان استحم وتجهز للخروج، تناول عدة لقم على عجل، وهو الاخر بالكاد ينتظر ليبدأ انتقامه الحقيقي
-اريد اخبارك امرا ضروري
-ان كان بشأن الماضي اخبرت..
-لا اعتقد انك ستسامحني بهذه السهولة لذا يجب علي اخبارك
-تحدثي اذن
-قبل عدة سنوات وعندما كنت في سنتي الاعدادية الاخيرة كنت في مدرسة مختلفة عن تلك التي درسنا السثانوية فيها معا اتذكر؟
-اجل
-في ذلك الوقت كان ديتر يزورنا باستمرار، اعني يزور المدرسة التي كنت فيها، لقد كان يلاحني من ركن الى ركن حتى في النهاية اخبرني انه معجب بي، في الواقع لم اكن اعلم ما الذي علي فعله لقد كنت صغيرة وطائشة و..
شهقت بصوت عال ليلاحظ يانغ يانغ دموعها التي انسابت ولتلاحظ نظرات البرود التي على وجه يانغ يانغ، لذنها اغمضت عينيها واكملت
-في سنتي الثانوية الاولى قمت بالكثير من الاشياء الغبية من بينها انني دخلت في علاقة جسدية معه، في النهاية قال لي انه غير قادر على الاستمرار بعلاقة معي لذا فان علينا الانفصال ووافقت، فيما بعد اكتشفت انه على علاقة بساندي والتي كانت صديقتي الوحيدة، بينما ساندي فقذ ساعدتني على الانتقال لمدرستها حيث اكتشفت هناك ان ساندي وديتر واخران هم مجموعة متنمرين ليس الا وعندما علم ديتر عن نيتي بانني ذاهبة لابلغ عنهم إدارة المدرسة ارسل لي انه قد صور كل شيء وانه ان قمت بالتبليغ عنهم سيقوم بنشرهم او ارسالهم لافراد عائلتي، عائلتي هم افراد متشددون لذلك لو علموا انني كنت على علاقة بشاب فسيقتلونني، لذلك اجبرني على العمل معهم كي يضمن انني لن اقوم بالتبليغ عن احد، وفي ذلك اليوم اعني الحادثة الاخيرة التي تعرضت لها، لقد صورت كل شيء وعندما طلبوا مني نشره قمت بحذفه والتظاهر بالغباء لكنهم اوسعوني ضربا وقتها والحقوني بك للمشفى، وعندما خرجت كنت قد عزمت ان اخبرك ما حدث، لكنني وجدت انه قد فات الاوان، عندما سالت عنك قالوا انك عدت للصين، لذلك عملت لفترة طويلة حتى اجمع تذكرة السفر وغادرت وراءك لاعتذر ولاخبرك بكل شيء لكنني لم أجد سوى والدتك لذلك اعتذرت منها وعدت خالية الوفاض، عندما عدت استقبلتني ساندي واخبرتني بانه لا باس ان بقيت عندها، لم تكن جيدة معي لكن البقاء معهم افضل من الموت في الشارع، حاولت البحث عنك لكن كل الطرق كانت موصدة في وجهي، في النهاية قررت بالفعل الانتحار منذ مدة، اعني قبل ان التقي بك مجددا، عندما اخبرتني انه علي تجاوز الماضي ادركت انك تخطط لشيء ما ولكن ان انسحبت وقتها ولم اخبرك بكل هذا ساكون الخاسرة الوحيدة في نهاية المطاف
-هل هذا حقا ما حدث بينكم؟
-استطيع ان اخمن ما الذي تفكر به ولست خائفة مما سيحدث اتعلم لماذا؟ لقد اخبرتك منذ قليل، انا افكر بالانتحار منذ مدة لذلك مهما فعلت انا ساموت في النعاية وارتاح من كل هذا الذنب الذي حملته لمدة طويلة
-ايلا
سحبها يانغ يانغ نحوه وعانقها بقوة بينما كان كلاهما يبكيان، كلاها عاشا تحت تهديد اشخاص اقوى منهم لان العالم غير عادل ابدا، قبل راسها واخذ يمسح دموعها برفق
-انت ستبقين معي، اعدك ان الاطباء لن يجدوا فيهم عظما ليجبروه
-لا اريد ايذاء احد ارجوك
-لا يمكننا ايقاف هذا عزيزتي انها سنة حياة، اننا في دوامة متقابلة، ما فعلته سيرتد عليك عاجلا ام اجلا، لقد تحملت كثيرا وحان دورهم، لنبدا من جديد وسوف اريك ماذا سيحصل لهم، تحديدا ساندي وديتر الوقحان

K-atrinحيث تعيش القصص. اكتشف الآن