ضحية ومذنب

20 5 0
                                    

تترنح ايزابيلا قبل دخولها البيت فهي لم تنم جيدا على اقل تقدير منذ شهر، فتقريبا هي تنام كل اسبوع حوالي الاربع وعشرين ساعة متقطعة، انها تكافح لتدع ابنتها تعيش حياة كريمة في مدرسة فخمة كأشفورد، وتوفر لها اعلى مراتب الحياة، فتحت الباب ببطء كيلا توقظ الين و اليزابيث في هذا الوقت المتأخر، بهدوء دخلت المطبخ لتبحث عن شيء يسد جوعها لتجد الين وهي تعد القهوة، ركضت باتجاهها وعانقتها عناقا كبيرا لتشبع روحها من والدتها التي لم تهنأبالبقاء معها يوم واحد
-أمي، افتقدك
-لم يبق الكثير الين، ستتخرجين من المعهد وتحصلين على منحة كاملة لانك متفوقة، وقتها سنبقى معا كأي ابنة و أمها
-كان عليك الرفض منذ البداية
-هل كان علي رفض دخولك للمكان الذي يناسبك لانني لا املك مالا؟
-لكن امي
-لم تخبريني ما سبب بقاءك مستيقظة حتى هذا الوقت؟
-احضر المعزوفة النهائية من اجل التخرج
-حقا؟؟
-ليس لدي اي افكار لا أعلم ما الذي علي فعله
-هل انت بحاجة لرحلة لتستجمعي شتاتك؟
-لا تتحدثي عن هذا انت لا تملكين المال
-لا باس يمكنني جمع البعض منه
-لا تتحدثي عن جمع المال وكانه بهذه السهولة
-على كل انا سعيدة لانني تمكنت من التحدث اليك
-عليك اخذ اجازة غد امي انت مرهقة بالكامل
-لا استطيع صغيرتي
نهضت ايزابيلا ومشت خطوتين ثم التفتت لالين وابتسمت بارهاق
-شكرا على وجودك في حياتي
وسقطت ارضا، صرخت الين صرخة كانت كفيلة بان توقظ بريطانيا باكملها لقوتها وعلوها. لم تستيقظ ايزابيلا ابدا بعد تلك الليلة، ماتت وهي تحاول جاهدة جعل ابنتها تعيش حياة لا تندم عليها بدون وجود والدها إلى جوارها. بعد اسبوعين من موت ايزابيلا، امسكت الين الكمان كتبت معزوفتها الاخيرة قبل ان توقف عزفها للموسيقى للابد.

في غرفة المدرسين يراقب البيرتو هاتفه وقد لاحظ اقتراب شخص ما من خزانة لونا، تمكن البيرتو من رؤية وجه الطالب جيدا، قام بتصوير الشاشة وارسل إشارة لكاترين ليخبرها بما حدث
-لدينا وجهه فقط وهو ليس في صفها، كيف سنعرف من هو؟
-سجلات الطلاب
اجاب يانغ يانغ كاترين بسرعة
-نحن بحاجة لالهاء الاستاذ المشرف عن السجلات
نظر كل من البيرتو ويانغ يانغ باتجاه كاترين فاشاحت ببصرها فورا وقد عرفت بماذا يفكران
-لن افعل ذلك ابدا
-بل ستفعلين، وسيبحث البيرتو في السجلات
-وانت؟
سال البيرتو، فاجابه يانغ يانغ وهو يعدل سترته وقميصه
-لدي موعد
اقتربت كاترين من يانغ يانغ وضربت صدره بكفها فتجمد قليلا
-لا احد يلقي علي الاوامر
-انا فقط اتحدث من اجل المهمة لا تسيئي فهمي
-سنفعل ذلك، وانت ابحث عن شيء مفيد مع تلك الفتاة
-نحن في موعد ما الذي علي معرفته ونحن في موعد هل فقدت صوابك؟
-ان عدت خالي الوفاض اعدك انه لن يكون هناك راس فوق هذا الجسد
-هل انت غيور الى هذا الحد؟
-لا تستفزني، انا بالفعل مستفزة مما سافعله للاستاذ
سحبها يانغ يانغ نحوه وقال بنبرة حادة لم تعهدها من قبل
-لا تدعيه يلمسك، لانني لن اكون هادئا ابدا
-ليس لانني سمحت لك بتقبيلي هذا يعني انني اصبحت ملكك انا فقط كنت اخدعك ايها الصغير
ابتعدت كاترين ونزلت مسرعة، شرد يانغ يانغ قليلا يفكر بما تفعله كاترين لكنه فزع عندما انتبه لقرب البيرتو المفاجئ منه
-انا ايضا اريد
-ماذا تريد؟
-ما فعلته لكاترين، اريد قبلة منك
غطى يانغ يانغ فمه وابتعد مسرعا
-اخبرتك ان تتوقف بالفعل
هرب يانغ يانغ مسرعا ودخل قاعة الموسيقى حيث يتجمع الطلاب لبدء فصل الموسيقى، دخل البيرتو ونظر نحو الطلاب ثم تفقد الحضور وعرف عن نفسه بانه روبرت المجرس المؤقت لمادة الموسيقى
-بداية جميعكم تعرفون كيفية العزف على هذه الآلات ولكنني ارغب برؤية مهاراتكم الفردية لذا من يتقدم اولا
-سأبدا، انا
رفع يانغ يانغ يده باذن له للبيرتو، تقدم قليلا ووقف امام الكمان واخذ نفسا عميقا،
-ادرك انني لست جيدا بما فيه الكفاية ولكنني ساحاول
بدا يانغ يانغ بالعزف بينما تراقبه كاترين، اعين الطلاب معلقة عليه يعزف المعزوفة التي اعطته اياها كاترين، يبدو جميع الطلاب متاثرين بما يعزف يانغ يانغ، على عكس كاترين والبيرتو. انهى يانغ يانغ العزف بينما صفق الطلاب له بحرارة
-لم تصفقون له؟ لقد عزفها بطريقة خاطئة
قالت كاترين بينما تقدمت نحو يانغ يانغ واخذت الكمان من يده، بينما علامات العجب على وجه الطلاب وعلى وجه البيرتو، فكاترين لم تعزف ولم تقترب من الموسيقى منذ مدة طويلة. بدات كاترين العزف فتغيرت نظرة الطلاب تماما، الفرق واضح جدا، التأثر كبير جدا لدى الطلاب، لقد تمكنت كاترين من اسر والتاثير على كل الحضور، صعق يانغ يانغ من قوة المعزوفة بعد ان عزفتها كاترين جعلت يانغ يانغ يفكر الف مرة ما الحزن الذي تخبئه كاترين خلف قناع القوة الذي ترتديه، انتهت كاترين ونظرت نحو يانغ يانغ الذي يبدو مضطربا اكثر من اي مرة سابقة، اخذت اذنا وخرجت من الفصل، بينما تمشي وهي تحاول لمام شتاتها بعد ان تذكرت الاف الذكريات المرهقة، التفتت الى مجموعة من الطالبات وهم يضحذون على شيء ما في هاتفهم، مشت قليلا لتفهم ما يحدث فسمعت أحداهن تقول
-لونا ارسلت مقطع الفيديو هذا يا اللهي هذه الفتاة لا تصدق
-احمد الرب الف مرة لانني في مستواها والا فعلت بي كما فعلت بتلك الفتاة
تراجعت كاترين نحو الصف وهي تفكر بعمق، هل حقا لونا ضحية ام مذنبة

K-atrinحيث تعيش القصص. اكتشف الآن