-اخبري مديرك انني هنا لرؤيته
-من تكون سيدي؟
-يانغ يانغ
دخلت السكرتيرة لحجرة مديرها لتبلغه بالغريب القادم لرؤيته على عجل، ولكنه لم يمهلها ذاك حتى فقد دخل وراءها الى الغرفة مسرعا، ليجد رجلا اشيب يجلس وراء طاولة المدير، واخر ثلاثيني يجلس على احد المقاعد الاخرى وبيده فنجان قهوة، صرخت السكرتيرة في وجهه لهذا التصرف السيء لكنه لم يتحرك مطلقا فقط علق عينيه على الرجل الثلاثيني، فهو يبدو هادئا للغاية على عكس الرجل الاشيب الذي بدا مرعوبا من شيء ما
-هل انت يانغ يانغ؟
سأل الرجل الاشيب بصوته الاجش
-اجل
اجاب يانغ يانغ وعينيه لم تتحركان عن الرجل الثلاثيني
-اجلس، لدينا حديث مطول
-كيف وصلتم الى تلك الادلة؟
-قصة طويلة للغاية ولكن هذا ليس هو المهم
-ما الذي تريدونه مقابل ذلك
-ان تقتل شخصا ما
-يبدو أن الخرف بدأ يسري في جسدك بدءا من دماغك
-لو لم ارَ الادلة لصدقتك، لكن شخصا قد قتل اربعة اشخاص سيكون قادرا على قتل الخامس
-من هو ذاك الشخص
-الين، تدعى الين وهي امراة متغطرسة
-ولمَ تريد قتلها؟
-لانها تسعى ورائي
-كيف علمت بذلك؟
-انت هنا لتجيب اجابة واحدة وهي نعم وليس لان تسال ايها الغر الصغير
-وكيف سأصل لها؟
-سيساعدك ستيوارت للوصول لها
-اسمها الين؟
-اسمها الحقيقي الين ولكنها تتعامل باسم اخر وهو كاترين
-اذن و انت ستيوارت؟
-اجل
-متى سأصلها؟-ألسنا ذاهبين للشاليه؟
-كلا، نحن ذاهبون لكندا
-الصحراء القاحلة ثم البرد القارص! كاترين انت حقا متناقضة
-سيكون العمل في كندا اسهل فهناك لا تمنع تجارة المخدرات الى هذا الحد
-وماذا عنك؟
-عني؟
-لقد اصبت بحروق في وجهك وجسدك
-انها حروق طفيفة لا داعي للقلق منها
طوال الطريق للمطار، كان البيرتو يبتسم ابتسامة ماكرة، ويبدو وكانه اسعد وهو متجه نحو كندا، انقبض قلب كاترين ونظرت نحو يانغ يانغ، فللنساء حصرا هذه الحاسة السادسة، هن يشعرن باقتراب الخطر وتحديدا اذا اقترب من احبائهم ولكنهن لا يستطعن التعبير، حاولت اخفاء قلقها وايهام نفسها انها تقلق عبثا ليس الا
-هل هناك احد ينتظر البضاعة هذه؟
قال البيرتو ليكسر الصمت الذي لا يطاق اثناء جلوسه معها في المطار
-جايمس
-انه سخي للغاية، انا متفائل
-تماما، ستكون مكافأتنا كبيرة
-هل تخططين لشراء شيء ما؟
-افكر في احضارها
-من هي؟
-والدته!
-هل تمزحين معي؟
-في النهاية سأموت انا وهو سيبقى وحيدا، لذا لا ضير باحضارها
-هذه اكثر خطوة غبية قد تتخذينها، اعلم حقيقة مشاعرك اتجاهه ولكن هذه خطوة غبية وخطيرة للغاية
-ما الذي تتحدثان عنه؟ تبدوان في غاية الجدية
سالهما يانغ يانغ بعد ان انهى تفقده لرجال كاترين وعاد نحوها
-ما الذي ستفعله بعد ان تحصل على مبلغ كبير من المال؟
-سأشتري قطين ولا أعلم ما الذي علي فعله بالباقي
ضحكت كاترين بصوت عال على احلام يانغ يانغ اللطيفة فابتسم يانغ يانغ
-ما الذي اضحكك الى هذا الحد؟
-انك لطيف للغاية يانغ يانغ
مع النداء الاخير، توجه الجميع نحو مقاعدهم في الطائرة لتبدأ رحلة العشر ساعات من مصر الى كندا، وطوال العشر ساعات لم تستطع كاترين ابعاد ناظريها عن البيرتو، هدوءه المصطنع وابتسامته الوقحة تثبت لها ان هناك شيئا سيئا سيحصل، لاحظ يانغ يانغ قلقها المتزايد هذا فامسك يدها لتلفت له
-هل هناك خطب ما؟
-لا اعلم، اشعر بالقلق فقط
-هل علي الغاء كل شيء؟.
-لا ، لا اعلم، لا اعلم ما الذي علي فعله
-كاترين ما الذي..
-يانغ يانغ، عدني انك لن تقتلني قبل ان تحصل على ما تريد
-اخبرتك بالفعل انني لم أعد اريد ذلك، الا تثقين بي؟
-بلى، لو لم اكن كذلك لما نزعت طوقك، ولكن لا اعلم لماذا اشعر بذلك، اشعر بان شيئا سيئا سيحصل لك بسببي
-لا تقلقي، مهما حدث سأختارك انت، انا اعدك
ابتسمت كاترين ومازال قلبها مرتعد، ما ان وصلوا تورينتو ونزلوا من الطائرة حتى بدأت كاترين بالترنح وهي تسير، هي لم تنم جيدا منذ تلك الليلة في الشاليه، بعد الاعتراف اللطيف وتلك المهمة الخطيرة في مصر وبعدها الطائرة وشعورها الغريب تجاه البيرتو، سحبها يانغ يانغ من اكتافها واقتادها نحو سيارة اجرة ثم انطلق بها الى فندق في المطار، نامت لوقت طويل قبل ان تستيقظ تقريبا ظهر اليوم التالي لوصولهم، استفاقت واستقامت لتجد يانغ يانغ نائما بجوارها داعبت شعره قليلا بيدها اغمضت عينيها قليلا وهمست في نفسها :(اخاف ان يطالك انت هذه المرة يا صغيري) تجولت قليلا في الغرفة ونظرت من نافذتها لتجد البيرتو يتجول امام باب الفندق وهو يتحدث بالهاتف، انه يحضر لامر خطير لا محالة، اغلقت كاترين النافذة واستدارت لتجد يانغ يانغ قد استفاق واستقام ابتسمت بشحوب وتقدمت نحوه ثم جلست بجواره واخذت تعبث بشعره بلطف
-هل انت بخير الان؟
-انا بخير وانت بجواري
-لا اعني هذا، اعني انك بدوت مختلفة امس هل هناك ما يقلقك؟
-لا اعلم، ولكن يبدو ان البيرتو يخطط لشيء ما ونحن هنا
-لا تقلقي لن ادعه يؤذيك
سحبها نحوه واخذ يمسح شعرها لتشعر بقليل من الامان
-يانغ يانغ، اليس الذي ارسلك ستيوارت؟
-كلا، لكنه يعرف ستيوارت
-هل طلبا منك قتلي؟
-طلبا مني قتل امراة تدعى كاترين ولكن اسمها الحقيقي هو الين
-كيف عرف ذلك الرجل اسمي؟
-لمَ لم تخبرينني به؟ اعني اسمك الحقيقي
-انت تعرفه بالفعل
-انه جميل
-انه جميل فقط عندما تنطقه، ولكن لا تنطقه مجددا
-فقط عندما نكون معا سوف افعل ذلك.... الين
