"وفي خبر صادم، عثر على جثة لفتاة عشرينية في مدرسة مهجورة، وقد اصدرت نتائج المختبرات الجنائية انه تم الاعتداء الجنسي على الفتاة بطريقة عنيفة للغاية، وقال احد الناشطين انه تم تصوير تلك الواقعة ورفعها على الانترنت المظلم، ولم تكن تلك الواقعة الاخيرة، فقد وقعت حادثة مشابهة للشاب جايك، وصديقه أوليفر الذي قضى نحبه بجرعة مخدرات زائدة وماتزا...)
اغلق ديتر التلفاز ونهض مسرعا عن الاريكة وقد حضر تذاكر السفر للهرب خارج البلاد، بات الامر الان واضحا، هناك من يستهدفهم، وهو اخر فرد في المجموعة، ركب سيارته وطلب من سائقه اخذه للمطار، انطلق به سائقه في طريق غريبة بعد ان فقد ديتر وعيه، كان السائق قد وضع رذاذ منوم في فتحات التهوية الخلفية حيث سيجلس ديتر، اخذه لمزرعة نائية، هناك حيث افاق ووجد نفسه مكبل الاطراف ومربوطا بعمود في حظيرة مظلمة في مزرعة بعيدة
-اين انا؟
-لقد مر وقت طويل ديتر، هل افتقدتني؟
-من انت؟
-هل نسيتني بهذه السرعة؟
انهال يانغ يانغ على الفتى بيديه العاريتين وبكل قوته ومع كل ضربة كان يطلق سيل شتائمه باتجاه ديتر وكأنه يخرج غضبا تراكم مذ كان طفلا للان، ولم يكتف بهذا، ناوله احد الرجال عصا بيسبول معدنية واخذ يضربه بها بقوة غير ابه اين تاتي الضربة
-هل نسيتني؟ لك الحق في ان تنسى يا ديتر لكن بالنسبي لي انا لم انس، لم انس ولو لدقيقة واحدة الالم الذي عانيته بسببكم، لم انس دموع امي الحزينة الحائرة حول ماذا ستفعل بس لتحميني منكم، لم انس اي شيء ابدا، اما انت فبالتأكيد ستنسَ، فلم اكن الوحيد الذي تعرضتم له لديكم تاريخ طويل في القذارة
هذه لاجل كل الاشخاص الذين ظلمتهم
هذه لاجل اهلهم واباءهم
هذه لاجل والدتي
هذه لاجل ايلا
وهذه لاجلي انا يانغ يانغ
-كنت اعلم ان هناك خطبا ما ولكنني لم اكن اعلم من وراءه، أعني ساندي جايك واوليفر ان الامر واضح، ولكنني اعتقدتها ايلا لذا ارسلت الصور ومقاطع الفيديو لعائلتها
-ماذا؟
-ان لم تسرع فقد يقتلها اقاربها
-ايها الوغد
غادر يانغ يانغ بسرعة وهو يحاول الوصول نحو ايلا قبل ان يصل احد اليها ويصلي في اعماقه ان تكون بخير-كاترين هل هذا حقيقي؟ انا لا يمكنني ان أصدق، لا بد ان اكون في حلم
-اذن هل تريد ان انهي الامر الان؟
-ابدا ابدا!!
-هيا لنعد غدا مهمتنا صعبة
مشت كاترين وهي تلعن نفسها، هي لم تسمح لنفسها بالوقع تجاه يانغ يانغ بسرعة فقط بل وافصحت له عن مشاعرها في وقت مبكر، بينما خلفها يمشي يانغ يانغ وقلبه يتقافز من الفرح بعد ان تمكن من الحصول على اعتراف كاترين، انطلقا نحو الشاليه حيث نام كل منهما في غرفته.
-استيقظ ايها الكسول، حان الوقت ليس لدينا وقت لنضيعه
امسك يانغ يانغ هاتفه ونظر نحوه ليتفقد الساعة، انها الرابعة فجرا بالفعل، اغمص عينيه مجددا، تحسست كاترين اثار الحروق على عنقه مكان الصعقات الكهربائية، فتح عينيه مجددا بتثاقل ونهض، نظر نحوها وكانت يدها مازالت على عنقه، امسك بيدها وقبله، ابتسمت برفق
-لنذهب
قالت، ثم خرجت من الغرفة، تبعها يانغ يانغ وعينيه نصف مغلقات، هو لم ينم ليلة امس بشكل جيد فقلبه لم يكن مستقرا بعد ما قالته كاترين
-لم اخذت كل هذا الوقت للاستيقاظ؟
صرخ البيرتو وكان ينتظرهما خارجا، سحبت كاترين يانغ يانغ من كتفه ووضعت راسها عليه
-لا تصرخ بوجه صغيري هكذا
-لم استيقظنا في هذا الوقت المبكر؟
-ستصل البضاعة ظهرا
-اليس الوقت مبكرا حتى الظهر؟
-سنسافر برا حتى الصحراء حوالي اربع ساعات
-سيدتي الجميع مستعدون
خرجت كاترين وخلفها يانغ يانغ والبيرتو الذي لم يرفع عينيه عن يانغ يانغ وقد أدرك ان كاترين فكت الطوق عن عنقه، اعطت كاترين اوامرها للرجال واعتلت السيارة مع يانغ يانغ والبيرتو والسائق.
-الطريق مملة
قالت هذا وقد بدات الشمس تكشف الطريق امامهم، الصحراء الممتدة تبدو بلا نهاية، تنظر من النافذة في السيارة التي لم ينطق بها احد منذ ان انطلقوا، ابتسم يانغ يانغ وهو ينظر نحوها ثم ارخى راسه على كتفها
-انت محقة، انا اشعر بالنعاس
نظر البيرتو ليانغ يانغ نطرة مرعبة، حاول يناغ يانغ تجاهلها فاغمض عينيه وامسك بيد كاترين بقوة، هو خائف عليها وخائف من البيرتو، ولكن لا يوجد ملجئ غيرها.
-لم تمسك يدي بقوة؟
-هل يجب ان يكون هناك سبب لهذا؟
فهمت كاترين انها انه لا يريد الحديث امام البيرتو، اكتفت بالابتسام ووضعت شفتيها على شعره وهمست (لا تقلق انا هنا) ابتسم يانغ يانغ وغفى وهو يشعر بالامان بجوارها، يراقب البيرتو بهدوء ما يحدث بينهما، بعد ان غفى يانغ يانغ على كتف كاترين وهو ممسك بيدها، هي لم تبعد عينيها عنه ابدا ولم تفارق الابتسامة وجهها ابدا
-يبدو انك وقعت تماما له
- ما الخطا في هذا؟
-انت تدركين هذا صحيح؟ لقد وقعت في فخه
-انه يريد قتلي وانا اريد الخلاص لن امنحه نفسي قبل ان اصل الى ما اريد
-كاترين
-هناك العديد من الاشخاص المقربين مني ويريدون قتلي لذلك فانا لا اعتقد ان حبي له خطا
بعد عدة ساعات وصلوا اخيرا تلك المنطقة التي ستتم بها الصفقة، اقتربت كاترين جدا من وجهه ونفخت في وجهه ففتح عينيه بانزعاج ليقابل مباشرة زرقة عينيها الفاتنة اللاتي تتامله، ابتسم واخذ يمسح عينيه بيديه بينما اخذت كاترين تزيل بعض الشعرات التي انسدلت على وجهه كي لا تؤذي عينيه
-هل وصلنا؟
-اجل يا صغيري
-اخبرتك انني لست كذلك
-حقا؟
قالت هذا وامالت براسها قليلا فابتسم يانغ يانغ
-تبدين كطفلة اكثر مني
ضحكت كاترين ثم اعتذلت ونزلت من سيارتها وهي تقول له يجب ان ننزل