13/ شتاء

266 25 20
                                    

مر شهر على بداية الفصل الثاني والامور تسير بشكل جيد للان، محاضراتي جيدة علاقتي باصدقائي رائعة واقضي اوقاتاً ممتعة برفقتهم، و سيف... حسناً، كما هي العادة رائع بشكل مفرط!

تقع العاصمة في مكان مرتفع الى حد ما، ومنطقتنا التي توجد بها الجامعه ترتفع بمقدار 1400 متر فوق سطح البحر، مما يعني شتاءً باردا وثلجاً كثيفا لكن ليس كألاسكا بالطبع!

وكان هذا افضل ما يمكن ان يحدث لشخص محب للشتاء مثلي، من حسن الحظ ان السكن مجهز بتدفئة مركزية تعمل بشكل مستمر طوال الشتاء وتصل لكل الاماكن بما فيها قسم الخدمات الصحيه، المطبخ، البهو، صالات الجلوس وحتى السلالم

كان دافئاً جدا، أن تتجول في السكن بقميص بأكمام قصيرة و سروال قصير وفي الخارج امطار ورياح!
احب هذا
لكن ما إن تخرج حتى تشعر ببرد الشتاء القارص، مع ذلك كنت مغرماً بالطقس، كثافة الاشجار تخفف من شدة الرياح لذا كانت اغلب الاوقات لطيفة رغم البرد

اذكر في احدى المرات تأخرنا في الجامعة الى ما بعد الغروب انا و سيف، عاد جميع الاصدقاء الى غرفهم او منازلهم وما زلنا نحن الاثنان نتجول في الجامعه، البرد شديد جداً، لم اعد اشعر بأطرافي
مع هذا بقيت لانه مجنون بالشتاء مثلي، كنت انتظر منه ان يقرر العودة، لا اريد استباق ذلك...مع هذا بدأت افقد شعوري من شدة البرد

-الطقس بارد، لقد تجمدت *قلت

-اه معك حق، الشتاء هنا ابرد منه في مديتنا، أليس كذلك؟

-اه، قليلاً

-أترغب بالعودة؟

-جسدي البارد يرغب بذلك!

-هل اقوم بتدفئتك؟

-لا تتحامق *قلت وانا أدير وجهي

-هههههه ما امرك، قصدت ان أعيرك معطفي!

-قلت لا تتحامق، انا من سيعتني بك اذا مرضت جراء تبرعك بمعطفك، ولا ارغب بذلك!

-كاذب *قالها بجدية
على اي حال، فلنعد بسرعة والا مرضنا نحن الاثنان وابتلي بنا سامي هههههه

عدنا ولم انطق بحرف، الطقس بارد، قدماي تؤلمانني
نحن حقاً زوج من المجانين!
كان يمشي امامي يسبقني بخطوه ويدندن لكن لم افهم جيدا ماذا يقول، التفت الي فجأة واخرج يديه من جيبه ووضعهما على اذني

-اشعر بان اذنيك ستنكسر من البرد، هكذا افضل! *قال

-......وكيف يفترض بنا ان نمشي ونحن هكذا؟!
ابعد يديك وانظر امامك هيا

*قلبي مضطرب جدا..انه يعبث معي!!

-اااه... انت ممل اليوم!

-ماذا تقصد؟

-لا شيء، هيا لنسرع

ما الذي يقصده بأنني ممل اليوم؟
انه حقا يعبث معي، المشكلة انني لا اكره ذلك!

وصلنا الى السكن الدافئ...اه هذا الدفء رائع ... لكن يديه ايضاً كانت دافئة و لطيفة *قلت لنفسي

ما زلتُ هناك ..حيث تعيش القصص. اكتشف الآن