حسناً، الحياة ليست وردية صحيح؟ ولكل منا مشاكلة فيها..ويبدو ان هذا اليوم هو احد ايام المشاكل "العويصة"
كان يوماً عادياً، بدأ الجو يميل للدفء قليلاً، ما زال الطقس بارداً لكن نادراً ما نشهد امطاراً هذه الايام...حل المساء وكنت في المطبخ استعد لتحضير عشاء خفيف لي و لسيف، غادر سامي صباحاً عائداً لمنزل والديه، تلقى اتصالاً يفيد بنقل والده الى المشفى إثر اصابته بوعكة صحية، يبدو انه ليس يوماً جيداً بالنسبة له ايضاً، اتمنى ان يكون بخير...اقف امام الخزانة وافكر ماذا سأحضر، سيف في الجهة المقابلة من خلفي يغسل بعض الاطباق، اقترب مني وانا اقف عند الخزانه وافكر عميقاً بعشاء اليوم، لا رغبة لي بنوع محدد...التفت لأسأله ان كان يرغب بشيء ما وانا انوي ذِكر ما لدينا من اغراضٍ في الخزانه، لكني تفاجأت به امامي...
-احب شكلك وانت متعمقٌ في التفكير، ينعقد حاجباك بشكل لا ارادي، أتعلم ؟
*قبلني بين عيني تقريباً، مكان انعقاد حاجبيصادف هذا المشهد "الرومنسي"دخول احد الطلاب الى المطبخ، جمدت مكاني للحظه و سيف كذلك...اما هو فشخص بصره على اتساعه وقال "ما هذا القرف!"
وخرج مسرعاً...نظرت الى سيف الذي بهت لونه من الموقف...حسناً اظن ان وجهي قد شحب ايضاً!
طلبت منه ان نعود الى الغرفه...شعور التوتر والخوف مقرف ومزعج .. عقلي يعمل بسرعة 350%... تدور في رأسي اسوأ السيناروهات...ماذا ان اخبر الجميع..الطلاب في السكن ماذا سيفعلون؟ ماذا ان انتشر الخبر في الكلية؟ ماذا عن سيف؟ماذا سيفعل؟ هل سأنتقل لجامعة اخرى؟ والداي... ماذا سيفعل والداي
سيف يجلس على سريره .. واضعاً كوعيه على فخذيه..يداه تحت ذقنه وينحني للامام قليلاً، يحدق في الفراغ...و وجه حانقٌ جداهيأته افزعتني...علي ان اهدأ
حسناً، ذلك الشاب هو "صديقنا الثالث" اسمه راضي ويسكن في الغرفة المجاورة وهو معي في التخصص..يعرف امين وعلاء جيدا ايضاً وله صديقٌ ينضم الينا اغلب الاوقات..علاقتي بـ راضي جيده الى حد ما لكن ما زالت تتخذ طابع "السطحية"، ليست كصداقتي مع علاء و امين، فهما اقرب الي!
وقف سيف وسألته الى اين سيذهب..
- لإسكاته
- و كيف تنوي فعل ذلك؟
-سأخيفه، ربما اهدده ان تكلم فأسبرحه ضرباً
*قفزت الى الباب واغلقته بالمفتاح*
-اهدأ، لا تزد الطين بِله...-ماذا سنفعل اذاً؟!
*اخذت نفساً عميقاً...
- حسنا فكر معي...لو كنت مكانه ماذا ستفعل؟-لا شأن لي!
-اه، هذا انت... لكن هو، لو كنت هو ماذا ستفعل؟
-....سأخبر اصدقائي بما رأيت، ربما!
- حسناً، اصدقاؤه هما علاء و امين، اللذان يعرفان مسبقاً..وذلك الشاب الثالث... ان تكلم مع علاء و امين لا اظن انهما سيفتحان له مجالاً لأن يتحدث عنا بسوء، و سيوبخه امين غالباً، لذا لنطمئن من هذه الناحية..
أنت تقرأ
ما زلتُ هناك ..
Romansaمكتملة/ رواية على شكل مقتطفات ويوميات؛ مشاعر مختلفة وانعطافات من وحي الواقع...