17/ اختبار حقيقي!

249 21 20
                                    

الساعة الواحدة ظهراً، عدت للتو من الجامعة الى السكن لكنني لا استطيع تبديل ملابسي بعد، لدي اختبار في تمام الثالثه، اتيت الى هنا برفقة امين لندرس سوية قليلاً قبل الاختبار، رتبت الغرفة الى حين عودته من دورة المياه
الغرفة دافئة وهادئة، الدراسة هنا افضل من اروقة وقاعات الكلية، انه اختبار في مادة تخصص وكانت دقيقة بعض الشيء لذا علي الانتباه

-حمامات مدرستكم نظيفه، انا مطمئن عليك الان يا ولدي!

* قال امين فور عودته، ضحكت، حسناً هذا هو طبعه، يخلق نكتة من اي شيء، مرافقته ممتعه وخفيفة على القلب

دخل الغرفة متوجها للجلوس على سرير سيف لانه الاقرب لجهة المدخل، قفزت من مكاني مشيراً اليه بالجلوس على سريري وجلست انا على سرير سيف، حسناً لا اعلم ما السبب الحقيقي لفعل ذلك لكن جسدي تحرك قبل ان افكر ، ربما حتى سريره اصبح خاصا بي ! لا اعلم...
وضعت الكرسي الخشبي في المنتصف بيني وبينه ليشكل طاولة الدراسة وبدأنا بمراجعة المعلومات المهمة سوياً

سيف ما زال في الجامعة، قال انه يعمل على ورقة بحث مع زملاءه لذا لن يعود حتى الثالثه، الساعه تشير للثانية الان، يُفتح الباب... انه سيف!

-اوهه لقد عدت!

-اه، نعم..سارت الامور جيداً واكملنا ورقة البحث سريعاً لذا عدت الى هنا، أما زلتم تدرسون؟

-نعم، الاختبار يبدأ في الثالثه

-اه حسنا.. وماذا بعد ذلك؟

-لا اعلم، لا شيء محدد

-جيد، سأترككم الان لتنهوا ما انتم فيه

*وضع معطفه وما بيديه وذهب للخارج..تباً، ما زال قلبي ينبض في كل مرة أراه فيها واشعر بأن جسدي سيذهب لا اراديا تجاهه، لم انتبه لأمين الذي كان يعلق نظره بوجهي طوال هذا الوقت الا حينما تنحنح...

-احم، يا مراهقنا الذي حصل على قبلته الاولى للتو، فلنتابع

*تجمدت في مكاني و اصفر وجهي..نظرت اليه بملامح لا تعبر الا عن الفزع...شخصت عيون امين ونظر الي بملئ عينيه !

-اللعنه... اللعنه عمر..كنت امزح.. لم اتوقع ان ذلك.... هل  حدث هذا فعلا؟!

احسست ان سقف الغرفة سقط فوق رأسي..يا لغبائي..كشفت امر نفسي بنفسي..بقيت صامتا لا اعرف ماذا اقول
قام امين من على السرير يتجول في الغرفة ذهاباً و عودة ويمسح على رأسه...

-انا اسف *قلت

وقف ينظر الي متسائلاً على ماذا اعتذر... انا نفسي لا اعلم لمَ اعتذرت... جلس على سرير سامي في الجهة المقابلة..ينظر الي تارة وفي الفراغ تارة اخرى...

انا احب سيف، و واثق من مشاعري هذه.. واثق في سيف ايضاً، اذا لمَ اشعر بكل هذا الضغط والخوف؟!
اثق في امين كذلك...اعني انه حتى ولو لم يتقبل ذلك، فهو لن يقول شيئاً للاخرين صحيح؟! *اقول لنفسي

اخذ امين نفساً عميقاً بعد فترة قصيرة من الصمت بدت وكأنها عام،جعلني ذلك انتبه اليه وقال

-حسناً، هذا لا يهم، صحيح؟ اعني... انا مصدوم قليلاً لا انكر ذلك! لكن ما شأني بقلبك و علاقتك الخاصه، لا شان لي بهذا!

*نظرت اليه بتعبير منذهل .. سألته ان كان متأكداً مما يقول!

-نعم..ربما *اجاب وتابع* اعني حتى ان كنت برفقة فتاة، ما الذي سيغيره هذا؟! لن يؤثر علي ما تفعل في حياتك الخاصة... او ربما كان سؤثر، على الاقل سيف في مجموعتنا ونجلس سوياً، ربما لو كانت فتاة لما رأيناك مجددا ههههه

*عجيبة قدرة هذا الفتى على اطلاق النكات في اوضاع كهذه! اعني ما زال يبدو عليه ثِقل وقع الخبر مع ذلك ما زال يمزح ويحاول تخفيف حدة توتر الجو المحيط، انا محظوظ به كصديق... حقاً

- شكرا لك امين، شكرا حقاً

- لا تفعل يا احمق، ولا تعتذر على ذلك ايضاً، لا اظن انك قمت بفعل شيءٍ خاطئ...انا من يعتذر على ردة فعله، لكنني تفاجأت حقا...على اي حال انت شخص جيد وكذلك سيف، اتمنى لكما السعاده

*اشعر انني على وشك البكاء، انا ممتن جدا للقدر الذي احاطني بأشخاص رائعين...

-شكرا مجدداً

-اهلا وسهلاً، هيا لنتابع الدراسة فلم يتبقى الكثير من الوقت

*عاد وجلس على سريري لنتابع ما بدأنا به، لكنني ما زلت تحت تأثر التوتر ولم استطع التركيز في البداية...لكن شيئاً فشيئاً بدات استعيد تركيزي

تشير الساعه الى الثالثه الا ربع، علينا الخروج الان، ارتدينا معطفينا وهممنا بالخروج، كان سيف يجلس في البهو ممسكا بهاتفه، القينا التحية وقلت له اننا ذاهبون الان، قال لي ان اكلمه عندما انتهي من الاختبار...نظر اليه امين وقال

-لا تخف سأنتبه عليه، هذا ولدي الغالي * واضعا يده على كتفي

- ههههه نعم يجب عليك ذلك والا سيكون حسابك معي!

*هييي ما الذي يفعلانه، الى اين تتجه هذه المحادثة!
هل يتعمدان ذلك؟ اعني، سيف لا يعلم بمعرفة امين لما يحدث...اذا ما الذي يفعله؟

- اعلم اعلم، لا تخشى شيئاً يا صهري *يبتسم

سادت لحظة من الصمت، ضحكت ونقرت امين على رأسه

-كفاك مزاحاً !

-اه، ماذا...اسمع سيف، انا اعرف كل شيء حسناً يا صديقي و مبارك لكما ... هيا فلننهي هالة التشنج هذه *يضحك

ان كنت اريد وصفه، فهو كالماء...مرن جدا والتعامل معه مريح... صُدم سيف قليلاً لكننا لا نملك وقتا الان، اخبرته انني سأقول له كل شيء عندما اعود و خرجنا من السكن

حسنا على ان اركز في امر اختباري الان، التوتر الذي شعرت به قبل ساعه كان اضعاف الذي اشعر به الان، كان اختباراً حقيقياً!

لذا علي ان اكون بخير الان...اتمنى ذلك

اتمنى ذلك

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
ما زلتُ هناك ..حيث تعيش القصص. اكتشف الآن