23/ هدوء

185 22 12
                                    

بدأ الدوام الصيفي بالفعل، مر اسبوع على بدء الدراسة..الطقس حارٌ جدا نهاراً..و لان الفصل مدته قصيره فيتم ضغط المواد بحيث يُنجز اكبر قسم منها بوقت قليل، بالتالي ضغط في الدراسة و اوقات الاختبارات والمشاريع ايضا!

فوق ذلك الدوام يومي لنفس المواد والمحاضرات على خلاف الفصل العادي حيث يمكنك ان تسجل للمادة إما ليومي الاثنين و الاربعاء او أحد/ثلاثاء/خميس مما يعطيك مجالاً للتنفس قليلاً ان كانت المادة ممله او المحاضر ينتمي لفئة البؤساء !

لم اتوقع هذا صراحةً... ما زلت جديدا على هذا!
من الجيد اننا سجلنا عدد الساعات الادنى للفصل الصيفي بالتالي محاضرتين فقط في اليوم !

نعم، فنحن لم نسجل هذا الفصل لأننا نرغب بتخطي اكبر عدد من الساعات والتخرج سريعاً.. في الواقع نحن نبطئ بقدر ما يمكن حتى لا نتخرج بسرعة، لكن بالطرق المشروعه... ممنوع الرسوب المتعمد ويجب ان نحافظ على معدل دراسة جيد

يبدأ دوامي في العاشرة وينتهي في الثانية عشرة ظهرا، خرجت للتو من الكلية وسأذهب الى غرفتي بالتأكيد، حاول سيف جاهداً ان تكون محاضراته في نفس الوقت وقد فعل، لكن كل واحده في كلية مختلفه واحداها تقع في الجهة الاخرى من الجامعه!

سيخرج من هذا الفصل بلون برونزي لامع.. من المؤسف انه سيكون في وجهه وذراعية وربما ساقيه فقط...!
سيبدو مثيراً ان حصل على بشرة برونزيه موحده!

ااه تباً حرارة الشمس التي تسقط بشكل عمودي فوق رأسي تجعلني افكر بأشياء غريبه...متى اصل الى السكن!

دخلت اخيرا، جو السكن لطيف، مقارنة بالجحيم في الخارج!

توجهت الى غرفتي المثاليه!
فهي تقع في الجهة الشرقية-الخلفية من السكن، أي لا تطل على الشارع بل على الحديقه، ولانها في الطابق الارضي ويوجد اشجار كبيرة على بعد 40-30 متراً، فالشمس لا تدخل هنا الا صباحا ما بين الثامنه الى العاشرة تقريباً، لذا يبقى الجو فيها جيدا، الغرف التي تطل على الشارع تتحول الى جحيم منذ وقت الظهيرة الى الغروب لان الشمس تدخلها بشكل مباشر، عدا عن الازعاج القادم من الشارع احياناً !

سيعود سيف بعد قليل، اغتسلت وبدلت ملابسي..فتحت النوافذ وباب الغرفة لتبديل الهواء قليلاً ورتبت الفوضى التي حدثت صباحا...سامي غير متواجد لهذا الفصل لذا نحن وحدنا في الغرفه وسريره هو طاولتنا الجديده، ازلنا المرتبه ووضعناها خلف السرير بمحاذاة الجدار

شعور جميل واكثر راحة، ربما سأفكر جدياً بتقديم طلبٍ لغرفة ثنائية العام القادم واخبر سيف بفعل ذلك!

لا افكر بطهو اي شيء، ربما سنطلب طعاماً جاهزاً، او نتناول شيئاً خفيفاً الان ونخرج بعد الغروب لتناول شيئ في الخارج، لا مزاج لي بالوقوف في المطبخ امام الموقد الان...!

-لمَ باب الغرفة مفتوح؟ *قال سيف

-اه، قد عدت، هات حقيبتك واذهب لتغتسل...اشعر بان الشمس تجلس فوق كتفيك!

-اااه كم اكره الصيف...لكنني احبك اكثر !

-*ابتسم* وانا ايضا..هيا اذهب وعد حتى ترتاح قليلاً

*معدتي تدغدني قليلاً...هذا مضحك لكن يبدو الامر وكأننا متزوجين حديثاً .. تباً مجرد التفكير في هذا يجعلني محرجاً

عاد سيف وكما هي العاده خلع ملابسه ليبقي سرواله القصير و قميصا داخلياً فقط، والقى بنفسه على السرير، ذهبت لاغلاق الباب، اشار الي بالجلوس الى جانبه عند عودتي...كان مستلقيا على جانبه الايسر، رجع للخلف قليلاً مفسحاً لي المجال للجلوس

-ها قد اتيت، أتريد شيئاً؟

*اضع يدي على رأسه و اداعب شعره، بينما يقترب هو قليلاً لافاً ذراعيه من حولي ليطبق علي بالقرب منه وانا جالس امامه

-لا، ابقى هنا قليلاً فقط

-الجو حار، أتعلم؟

-اه..نعم، لكن رأسي يؤلمني بعض الشيء، واشعر أنني استرخي عندما تكون بقربي..هذا مريح! ربما علي ان اعاملك معاملة مسكن الالم من الان فصاعداً

*ضحكت، ونظرت اليه لوهلة ثم ملت لناحيته ورفعت قدماي عن الارض، تمددت الى جانبه، اصبح هو من خلفي وما زالت ذراعيه تحيط بي، رجع الى الخلف مفسحا لي المجال اكثر...هذه اول مرة استلقي فيها الى جانبه هكذا... لم يقل احدنا شيئاً.. عدلنا من وضعيتنا قليلاً فقط لتكون الامور مريحة اكثر ..
اتكأ بمقدمة رأسة على عنقي، اشعر بها تلمس مؤخرة رقبتي من الخلف

-شكرا لك عمر

-على ماذا؟

-على كل شيء، على وجودك في حياتي

*نبض قلبي يزداد شيئاً فشيئاُ، لكن الجو العام يغلب عليه الهدوء والطمأنينه

- وشكرا على وجودك في حياتي انت ايضاً

شددت على يده التي يضعها فوق خاصرتي..شعرت بقبلة خفيفه على عنقي من الخلف ثم عاد ليضع مقدمة رأسه كما كانت سابقاً...بقينا هكذا لفترة ثم دخلنا في نوم عميق!

كانت هذه اكثر المرات التي تجمعنا هدوءً و سلاماً، اعني الثقه والحب متواجدان دائماً، لكن الهدوء الذي خيم على الغرفة ومشاعري في تلك اللحظة كان شيئاً مختلفا، لا اعرف كيف اصف تلك اللحظة تماماً...

كلمة واحدة ربما تفعل " طمأنينه " ...

ما زلتُ هناك ..حيث تعيش القصص. اكتشف الآن