4/تعارف

447 34 26
                                    

نام سيف، و سأعتاد على ذلك فيما بعد اذ تبين انه ينام اكثر مما يستيقظ، كالباندا!
عدت للإمساك بهاتفي، هذا ممل

قررت الخروج والجلوس في بهو السكن، صنعت كوبا من الشاي واخذت هاتفي وسماعاتي، اشاهد مقاطع عشوائية و لا اهتم كثيرا لمن يمر من امامي فأنا لا اعرف احدا

لم يمر وقت طويل حتى رن هاتفي، كانت أمي
تطمئن على حالي وتسأل عن الاوضاع، قلت لها انني تعرفت الى اول شخص سيشاركني الغرفة ويبدو شخصا جيداً و في نفسي اكمل و "وسيم جدا" ~
سعدت بذلك و دعت لي بالتوفيق واغلقت الخط

بعدها بقليل خرج سيف و انتبه الى جلوسي في البهو فأقترب مني، كانت الساعه تشير الى السادسة مساء تقريبا وبما اننا في فصل الصيف فالطقس مثالي للمشي في الخارج

-اوه انت هنا، اعتقدت انك خرجت للتجول في الجامعه

-فكرت بذلك لكن من الممل والغريب فعل ذلك لوحدي

-ممم اترغب بالذهاب معا اذا، عندي فضول لاستكشاف المكان!

-عظيم، فأنا اشعر بالملل هنا

-حسنا اذا سأبدل ملابسي و أرجع

خرجنا و أمام السكن يوجد مفترق للطرق، يمينا و يساراً و واحداً للامام ثم ينحدر قليلاً.. سلكنا الطريق المنحدر لانه بدا لطيفا ومحفوفاً بالاشجار

كان الطقس لطيفا جدا والشمس على وشك الغروب، تحدثنا عن التسجيل واختبارات الثانوية العامه وعن شكل الجامعه الجميل وكم كنا متحمسين للدراسة فيها..
بعد فترة وجيزة وجدنا انفسنا عند اهم معالم الجامعه، برج الساعه

انه بمثابة منارة للطلاب، اي شخص لا يعرف اين هو يستدل به ولم يكن بعيدا جدا عن السكن، انه في اخر الطريق المنحدر..
رائع، هذا اول خط في الخريطة الذهنية التي احاول رسمها في رأسي لاحفظ شوارع ومعالم هذا المكان

مشينا بشكل مستقيم تاركين برج الساعة خلفنا متوجهين الى المدخل الرئيسي للجامعه

-ممم ماذا الان؟

-لا اعلم، أترغب بتناول شيءٍ ما؟

-جيد، فلقد وصلت الى السكن ونمت ولم اتناول اي شيء للان

-حسناً، ستكون هذه فرصه رائعة لمعرفة ما خلف هذا الباب الكبير

-نعم هههههه اشعر اننا طفلين في اول ايام المدرسة!

- ههههه حسناً لسنا ببعيدين عن ذلك على اي حال!

خرجنا وكانت الخيارات المتعددة والمتنوعة كثيرة خارج الاسوار، فأخترنا مكاناً تناولنا فيه العشاء وعدنا للجامعه،كان هذا جيدا بالنسبة لليوم الأول..

-لقد سلكنا هذا الطريق للخروج، اتريد الذهاب من هناك للعودة؟ *سألني وهو يشير يساراً

-نعم.

كان الطريق اطول قليلا لكنه مستقيم و واسع على عكس المنحدر الذي اتينا منه، بعدها بقليل مررنا بكليته وكليتي وكان ذلك جيدا، فقد اتممت رسم خريطتي الذهنيه وعرفت موقعيهما، ثم اتجهنا يميناً وبدأ الطريق يميل صعوداً شيئاً فشيئاً باتجاه السكن...

كان الجو موحشاً قليلاً لان الإضاءة خافتة والشمس قد غربت ولا احد في الطريق، أمرٌ بديهي .. فهذا حرم جامعي وليس طريقاً عاما!
عدا عن ان الدوام الرسمي يبدأ بعد 3 ايام.

كنت متوترا جدا في تلك اللحظة تحديدا..وشعرت ببرودة في اطرافي، لم يحدث شيء يستدعي ذلك لكن افكاري تمكنت مني للحظه..

الشاب الذي لفت انتباهي من اول مره يمشي الى جانبي الان وسنعود معا الى نفس الغرفة، الطريق خالٍ والجو هادئ .. لا املك مشاعراً من نوع خاص تجاهه
لكن اللحظه، الطقس والمكان كلها جعلت من حضور الافكار مثل - وسيم جدا، لطيف،انيق،مهذب،هادئ....- بارزةً في عقلي
افكار مثل...اللعنة انه نوعي تماماً

-عمر

-اه..نعم

-لا شيء لكنك ابطأت المسير، هل من خطب ما؟

- لا شيء، اتأمل المكان فقط "اتأملك" قلت في عقلي و اللعنة

-اه..مكان جميل، لكن الظلام بدأ يشتد والاضاءة هنا خافتة، أراهن على انه أجمل في وضح النهار

-نعم صحيح

تابعنا المسير وانا افرك اطراف اصابعي..اللعنه...هل انا منجذب نحوه؟ انه اول يوم يا هذا...!!!

وصلنا للسكن ... بدلنا ملابسنا وجلس كلٌ منا على سريره..اخذ سيف هاتفه يحادث احدا ما بالمراسلة لكنه بدا منزعجاً !

لم اسأله ما به.. ذهبت لأعد لي كوباً من القهوه وقررت ان اصنع له واحدا من دون ان اسأله، بما اننا نعيش معاً الان فلا احب ان أطيل في امر الرسميات

عدت ومعي كوبين ومدتت يدي اليه بواحد

-تفضل، صنعت لك كوبا من القهوه، من دون سكر
يوجد القليل في الخزانة ان رغبت باضافته

-اه حقاً؟!
جاء في وقته، ولا داعي للسكر احبه هكذا، شكرا جزيلاُ

-سأخرج لصالة الجلوس، أترغب بالمجيء؟

- اه نعم سيكون ذلك جيدا

فتح احد ادراج المكتب واخرج منها علبة بسكويت بقطع الشوكولاته لنتناوله مع القهوه

جلسنا واخذنا نتعرف الى بعضنا اكثر ومن دون اسئلة محددة، كان الجلوس معه مريحاً جدا والكلام ينساب بسلاسة
قلت له انني رأيته من قبل واندهش عندما علم بذلك، صدفة رائعة، قال

قلت له انني كنت مع والدي، وعرفت ان المرأة التي كانت ترافقه هي اخته الكبرى، والدته كبيرة بالسن و والده متزوج من امرأة اخرى ويسكن معها وهو اصغر اخوته
على عكسي ف أنا الاكبر و والداي يعتبران شابين نوعا ما
كانت صدمته عندما علم انني الاكبر و الوحيد بين 6 اخوات

-اذاً، انت المدلل !

-و انت مدلل ايضا هههههه

- نعم انا كذلك و احب ذلك، لذا لا تقسو علي

-....

صدمني قليلا عندما قالها، مع انه لم يقصد بها شيئاً اعلم ذلك، لكنني قلت في نفسي لن افعل

اه يبدو أنني في ورطه

ما زلتُ هناك ..حيث تعيش القصص. اكتشف الآن