ها قد اتى اليوم الغير منتظر، يوم التخرج!
اليوم سأودع هذا المكان رسمياً...بشوارعه واشجاره وكلياته وكل معلمٍ فيه حتى القطط التي اعتدنا رؤيتها حول "الجمعية" سأفتقدها!سآتي الى هنا بين الحين والاخر بالتأكيد، لكن يُقال انك حالما تتخرج من الجامعة ستصبح غريباً عنها حتى وان عدت اليها زائراً، ستصبح مكان اشخاص آخرين، ضحكات جديدة و وجوهٌ مختلفه، لا اكذب ان قلت انني احسد من دخلها للتو!
يفترض بان اكون سعيداً...سأحاول ذلك، من أجل والدي الذي عمل جاهداً للحصول على بطاقات دعوة زيادة على الاربعة التي منحني اياها مكتب القبول والتسجيل في الجامعة يوم انتهيت من اجراءات براءة الذمه...حصل على 8 بطاقات دعوه واتصل بجميع اخوته ليفرحوا معه بتخرج ابنه الاكبر عمر من اولى الجامعات في العاصمة...
قد اتو جميعهم بحافلة استأجرها والدي خصيصاً من اجل هذا اليوم!!
حفل تخريج سيف كان في الامس، لذا لن يكون هنا اليوم، فقد عاد مع عائلته... هذا مؤسف ...
حدث ذلك لان ترتيب كليته في ادوار التخريج فرض عليه ذلك...يمتد حفل التخرج في جامعتي لمدة اسبوع، في كل يوم 2-3 كليات، بحسب عدد طلاب الدفعة في كل كلية .. يبدأ الساعة الثالثة عصراً وحتى السادسة مساءً تقريباً او قبل ذلك بقليل..
وفي اخر يوم يكون حفل تخرج طلاب الدراسة العليا لدرجتي الماجستير و الدكتوراةحفل جامعتنا رائع، يكاد يكون الأجمل بين كل الجامعات، والتي لم احضر احداها من قبل لكنني متيّقن من ذلك!
يبدا التجمع في الصالة الرياضيه ثم نخرج بشكل منظم الى الساحة الخارجية خلف الملعب الرياضي للجامعة... يجلس الاهالي على المدرجات مترقبين خروج أبنائهم وبناتهم بأرواب وقبعات التخرج...
تبدأ الشارة الموسيقية معلنةً خروج الخريجين.. نخرج جميعاُ بطابور منتظم بمسربين، يتجه احدها يميناً والاخر يساراً ويتقدم كل طابور ثلاثة طلاب من لجنة التنظيم يرتدون زياً موحدا ، بنطال كتان باللون البيج و سترة خضراء غامقه، يحملون 3 رايات ، علم الدولة، علم الجامعة، و راية تدل على الكلية والتي تكون بنفس لون الجهة الداخلية لكم روب التخرج، يختلف من كلية لأخرى ...
لنمشي حول الملعب من جانبيه، على الدرب البني المخصص للجري عادةً، نحيي الاهالي ونلوح لهم ...
ثم يلتقي الطابور الايمن بالايسر في المنتصف ليتجهوا عائدين الى مقاعدهم المتواجدة بمنتصف الملعب، يمشون في طريق تم تحديده بأعمدة معدنية ذهبية صُفّت على الجانبين و يربط بين كل عمود واخر شريط احمر اللون والارض بها سجادة حمراء على طول الطريق تصل الى منصة التخريج ثم تنقسم الى شقين لليمين و اليسار ..كأنه طريق استقبال لأحد المشاهير!تتموضع المقاعد على يمين ويسار المنصة ويجلس فيها الطلاب بحسب الترتيب المتبع، يوجد طلاب من اللجنة التنظيمية يقومون بذلك...
نجلس منتظرين ان يُنادى على اسمائنا، وفي هذه اللحظه نحدث اصدقائنا ونلتقط الصور شرط ان نبقى في مقاعدنا حتى لا نثير الفوضى...
يبدأ الحفل بشكل رسمي ... استطيع رؤية والداي، اخواتي الستة..جدتي لوالدي..عماتي واعمامي وابناؤهم
جاؤوا جميعاً لحضور حفل تخرجي ... انا سعيد بهذا واشعر الان انني انجزت شيئاً مهما !تخرجت انا وامين وعلاء في نفس اليوم، حسناً على الاقل اصدقائي المقربون هنا...
ودعتهم واتفقنا على ان نبقى على اتصال وبالطبع سنفعل!
واتجهت للمنزل مع عائلتي الصاخبة التي سمع صوت اهازيجهم وتصفيقهم و زغاريدهم احتفالاً بتخرجي كل من كان في الطريق من العاصمة الى باب منزلنا !كان هذا محرجاً...ومفرحاً جداً... لم أعد اشعر بالحزن بدرجة كبيرة كما السابق .. اعتقد هذا
أنت تقرأ
ما زلتُ هناك ..
Romanceمكتملة/ رواية على شكل مقتطفات ويوميات؛ مشاعر مختلفة وانعطافات من وحي الواقع...