كانت الساعة تشير الى الثانية عشرة ظهراً، قيل لنا ان الغداء سيكون في الساعة الثالثة و العشاء في السابعة ... وما بين هذه الاوقات يوجد فعاليات اختيارية..
اما ان تتجول سيراً على الاقدام في مسارات الغابة الجبلية مع فريق التجول والذي ينطلق تمام الساعة الواحدة من امام الكوخ الرئيسي..او تذهب مع فريق المغامرات والذي يقوم ينشاطات بدنية كالتسلق او الانزلاق عن طريق بكرة مثبتة على حبل يصل ما بين جبلين، و عليك ان تمسك بالمقابض على جانبي البكرة، سيدفعك احدهم من الخلف لتنطلق معلقاً في الهواء الى الجهة الاخرى معلقا بالحبل الذي يصل طوله الى 70 او 80 متر تقريباً ويرتفع عن سطح الارض بنفس المسافة، ما يعادل بناءً من 22 طابقٍ تقريبا !
حسناً، يبدو هذا جنونياً..لكنني ارغب بتجربته!
لكن قررنا ان نذهب في رحلة السير على الاقدام و سنجرب التحليق غداً !تتكون مجموعة هذه الرحلة بشكل عام من 30 شخصاً بعضهم بقي في كوخه، واخرون ذهبوا مع فريق المغامرات.. والقسم الاخير معنا، في رحلة السير على الاقدام، من ضمنهم مجموعة "الحيويات الخمس"!
انطلقنا بالمسير الى قمة الجبل المجاور للمخيم، الطقس حارٌ قليلاً لكن محتمل .. اخذنا احتياطاتنا بارتداء قبعات تقي من اشعة الشمس ونظارات شمسية و احذية رياضية جيدة..كانت الرحلة ممتعة..التقطنا الكثير من الصور انا والاصدقاء و اخذ علاء يمارس هوايتة في تصوير المناظر الطبيعية والنباتات على جانبي الطريق، انه موهوب في ذلك !
لكن مع كل هذا، يوجد هالة غير مريحه في الاجواء.. اعني انت تشعر بذلك عندما تكون مراقباً طوال الوقت!
شعور ان تلتفت فجاة لتجد احدهم يحدق بك مزعج جداً، ويكون مربكاً اذا تكرر !لم تكف الفتيات عن، ذلك.. الى ان تجرأت احداهن واقتربت منا...وبدأت بالتحدث الي !!
-المكان لطيف صحيح؟ هل من الممكن ان تلتقط صورةً لنا لو سمحت؟ *قالت وهي ترفع شعرها عن وجهها
اخذت هاتفها واعطيته لعلاء
- انت جيد في هذا، التقط صورة، والحقوا بنا عندما تنتهي..!وادرت ظهري متجهاً للامام مع سيف، اظن انني كنت قاسياً قليلاً، لكن لا اعرف طريقة اخرى لأتصرف بها مع شخص لم يكن شعوري تجاهه مريحاً..
-واو عمر..لم اعلم ان بإمكانك ان تكون قاسياً هكذا!
-لست كذلك، انا فقط لا اشعر بالراحة مع الغرباء
- لكنك لم تكن كذلك عندما التقيتك!
-حسناً اظن بأن الامر مختلف في حالتك..فقد كنت منجذباً نحوك منذ اللحظة الاولى!
-...... انت حقاً تتمكن مني في اسوأ الاوقات...قل لي كيف لي ان لا امطرك بالقبل الان؟
- هههههههه اشتقت لامطارك حقيقة، لكن يبدو ان الطقس سيبقى صحواً لهذا اليوم
-توقف عن ذلك عمر ولا تزيد من غيضي *نبرة تهديد
- هههه حسناً اسف اسف
وصلنا الى قمة الجبل وكان المنظر لا يقل روعة عن جمال المكان بشكل عام، الوادي مغطى بالاشجار بشكل كامل، بحرٌ من اشجار الصنوبر والبلوط وانواع اخرى لا اعرفها... نسيم لطيف ومنعش وسماءٌ صافية!
جلسنا قليلا في الاعلى و حضر لنا مشرف الجولة الشاي على الجمر .. جلسنا على الارض متكئين الى جذوع الاشجار ونشرب الشاي الذي اخذ قليلا من نكهة الحطب، كان لذيذا لأقول الحق...نزلنا بعدها عائدين الى المخيم، اخذنا حماماً سريعا وتجهزنا للغداء في الكوخ الرئيسي، كبير من الداخل و مجهز ليشبه المطعم بطابع ريفي بسيط... جلسنا على طاولة بالقرب من النافذة المطلة على المخيم.. اتمنى لو كان لي منزل انا و سيف بشكل دائم هنا !!
افكر اثناء انتظار قدوم الطعام .. كان عبارة عن اطباق محلية.. ارز متبل و دجاج محمر، بالاضافة الى بعض المقبلات والعصير ... لذيذ ومشبع !قالوا لنا بعد ذلك انه يوجد عرض فني في المساء يبدأ الساعة الخامسة في الساحة امام الكوخ الرئيسي والحضور اختياري، سنشاهده بالطبع !
لمَ لا؟ فهي رحلة للاستمتاع بوقتنا ....
رجعنا الى الكوخ لننام قليلا قبل بدء جولة الفعاليات المسائية، قلنا ذلك لكننا لم نفعل تماما...!بدأ سيف بمضايقاته وحركاته العبثية كالعادة وانتهى بنا الامر باغلاق الباب والستائر لفعل ما كنت انوي عدم فعله...اسف ايها الكون فلم استطع!!!
وطبعاً فوتنا العرض الفني...
ذهب علاء و امين بمفردهما، لم يطرقا الباب ولم يسألنا احدٌ اذا كنا نريد الذهاب ام لا....تبا لك سيف هذا محرج! *اقول في نفسي
أنت تقرأ
ما زلتُ هناك ..
Roman d'amourمكتملة/ رواية على شكل مقتطفات ويوميات؛ مشاعر مختلفة وانعطافات من وحي الواقع...