5/الثالث

358 30 8
                                    

في اليوم التالي جاء زميلنا الثالث في الغرفه، يكبرنا بعامين دراسيين و يختص في علم النفس مثل سيف، ومن نفس المدينة الي اتينا منها، كانت سياسية السكن تتخذ منحى معين في تقسيم الطلاب على الغرف، تضع من هم في تخصصات ومناطق متاشبهه معا، وأظن هذا كان مفيداً لاشخاص مستجدين مثلنا، ان تجد من يشاركك الدراسة وطريق العودة للمدينة في نهاية الاسبوع بشكل سهل لهو امر جيد.

بدا ثالثنا شخصاً جيداً و طبعاً تبدو عليه هالة الطلاب الاكبر سناً، كان مرتاحاً اكثر و اجتماعياً و طبعاً اتفق مع سيف بسرعه بما انه تحيط بسيف هالة اجتماعية لطيفة مغايرة لهالتي المتحفظة نوعاً ما

كانت الامور تسير بشكل جيد، قسمنا اماكننا و رتبنا اغراضنا واتفقنا على امور مثل تنظيف الغرفه وطهي الطعام وما شابه، و غالباً كنت انا المسؤول عن امر الطعام بما انني أجيد ذلك، لكنني لم اتذمر فأنا احب الطهي عموماً

جرت الايام بشكل جيد، بدأت المحاضرات وأفتتحت القاعات، وكما هو اول يوم دراسي في اي مكان، لم تكن المحاضرات بتلك الجدية
كان المحاضرون يعرفون عن انفسهم والمواد التي يدرسونها وما هي خطة التدريس ومتى سيبدأ التدريس الفعلي وما الى ذلك

انتهيت من اخر محاضراتي وخرجت الى بهو الكلية التي لا اعرف احداً فيها، ثم اتجهت الى الخارج واخرجت هاتفي بنيّة التحدث الى سيف ليفاجئني صوته من الخلف

- عمر

- اه..كنت انوي التحدث اليك، ماذا تفعل هنا؟

-اوهه كنت سأفعل نفس الشيء، عندي محاضرة هنا.. او من المفترض ذلك!

- من المفترض؟

-اه.. يبدو انني لم اعرف مكان القاعة او ربما تغير مكانها

- ما هو رقمها؟ دعني ارى!

-تفضل

- اوهه -005 انها في الطابق السفلي، طابق المختبرات
يوجد بعض القاعات التدريسية الصغيرة هناك لمواد اللغه، هذا ما قيل لي

-حقاً؟ لم اعلم بوجود طابق سفلي!

- لا بأس، لا يوجد اي دروس لليوم غالباً

-نعم هذا جيد، الى اين كنت تنوي الذهاب؟
*واضعا يده على كتفي*

- لا اعلم كنت سأكلمك ثم نقرر...

-ممم لتناول الافطار، انا جائع!

-حسناً، سمعت بوجود مكان جيد قرب كليتك، أنذهب؟

-نعم هيا

سبقني وتركني مع خطوات مرتبكه، اهدأ يا غبي اهدأ...
وصلنا للكافتيريا وطلبنا وجبتين من الفطائر مع العصير وجلسنا تحت شجرة قرب المكان

-كيف كان يومك الاول *سألته

- لقد ضعت، كما رأيت ههههه

-هههه لا بأس لن تفعل المره المقبله

-تتحدث كوالدتي

-هههه اعتذر، اعتدت على هذا بما انني "الاخ الاكبر"

-لا تعتذر فأنا لم اعترض *يبتسم

-.....

*ما بال هذا الفتى، هل يتعمد ذلك؟!
لا لا هذا سخيف، لا تدع هذه الافكار الغريبه تتسلل اليك

تجولنا قليلا في الجامعه وتعرفنا الى معالمها اكثر، كبيرة جدا وفيها اشياء ملفته ورائعة، اه احب هذا المكان، انا حقاً افعل!

عدنا الى السكن، حمام سريع و عشاء خفيف وبهذا يكون انتهى يومنا الاول من الدوام الجامعي..كانت ليلة عاديه كما ستمر غيرها..

نحن الثلاثة في الغرفه نتبادل الحديث احيانا وتشغلنا امور اخرى كالهاتف و بعض الترتيبات احيانا اخرى، لكن اكثر من يُسمع صوته في الغرفة هما سيف و زميلنا الثالث سامي

ما زلتُ هناك ..حيث تعيش القصص. اكتشف الآن