سأعود الى السكن، قلت لعلاء و امين اللذان يجلسان امامي بعد ان انتهيت من محاضرة الساعة الحادية عشر
-هل حدث امر ما؟ *سال علاء
-اه، لا..لا شيء، لدي ما اقوم به وسأعود، اراكما في الساعه الثانيه
-هل سيف في السكن؟ *سال امين
-...نعم لم تسأل؟!
-ههههه لا كان مجرد سؤال، هيا اذهب
-تبا لك *قلت له ممازحاً و ادرت ظهري خارجا من القاعه
دخلت غرفتي لأجد سيف واقفاً امام الطاولة الثانية، متكئاً عليها براحة كفيه ويحدق في عدة اوراقٍ امامه
-اه، كيف يجري الامر؟
-جيد، على ما اظن...لكنني متوتر قليلا
-لا بأس لا بأس
*سيقدم سيف اليوم عرضاً شفوياً، او ما يعرف بين الطلاب بـ"برزنتيشن" في محاضرة الساعة الثانية..بدا متوترا صباحا لذا نويت العودة الى هنا عندما انهي محاضراتي الصباحية!
حسناً، مهما كان احدنا واثقاً من نفسه لا بد ان يتوتر في هكذا مواقف، خصوصاً ان لم يكن معتاداً على ذلك من قبل..لكن اظن اننا مع الوقت سنتحسن، او يجب علينا ذلك...لان تخصصاتنا تتطلب منا الحوار والنقاش مع اشخاص مختلفين طوال الوقت
كنت قد قررت مسبقاً بان افعل ما افكر فيه دون خجل او تحفظ كالعاده، اذ كثيرا ما كنت افكر بلمسه وما الى ذلك لكنني لا افعل، اشعر بالخجل ربما او لا املك الجرأة كما يفعل، لكنني احبه، والحياة اقصر من أضيع وقتي بالتفكير في امور لا فائدة منها، على مجاراته ولو قليلاً!
اقتربت منه وعانقته من الخلف واضعاً ذقني على كتفه الايسر وانظر للاوراق التي امامه
-يبدو انك قمت بعمل جيد هنا، كل شيء مرتب!
-اه، وانت تقوم بعمل جيد الان...كنت متوترا لكن اشعر بأن التوتر ذهب لتأتي مكانه الحماسه!
*وضع يديه فوق يدي التي تلف خاصرته و لف رأسه وقبلني على خدي
-ههههههه، يبدو انك على ما يرام
-نعم، لانك هنا
-حسنا اذاً، هيا القي علي ما تدربت عليه، سأكون جمهورك المستمع
-هه، لا اظن انني سأستطيع تجميع افكاري وانت جمهوري!
*دق الباب..قمت لافتح...اوهه انتما! اهلا...
كانا علاء و امين، لا اعلم ما الذي اتى بهما الى هنا الان، لكن استقبلناهما بالطبع
جلس امين على سرير سامي والى جانبه علاء-هل قاطعنا شيئا ما؟ *قال امين
*ضربه سيف بحزمة الاوراق التي معه على رأسه
-نعم فعلتما، كنت على وشك القاء محاضرتي على مسامع عمر وافقد تركيزي هههه .. من الجيد انكما هنا، على ما اعتقد!
*هكذا هو دائماً، يحب ان يرمي اشارات هنا وهناك ولا يهمه ان تم فهمها او لا، يقتات هذا الفتى على التلميح...سيقتلني هذا يوماً ما!
-محاضرة؟ *قال علاء
-اه..لدي "برزنتيشن" اليوم و كنت اتدرب على القاءه، هل انتما مهتمان بعلم النفس؟
- الاصدقاء للاصدقاء *قال امين* هيا، سنكون المستمعين
بدأ سيف بالقاء محاضرته، وقد كان جيداً بالفعل، يلقي امين نكاته وتعليقاته احياناً ويرد عليه سيف بنقره على رأسه...يقول انها لتخفيف حدة جدية الامور وكانت فعلا كذلك هههههه
علاء هادئ على غير العادة، يستمع بصمت، استشعر طاقة غريبة منه...لا اعلم تحديدا ما هي لكنه يبدو غير مرتاحانتهى سيف وشجعناه على اداءه... الساعة تشير الى الثانية الا ربع، علينا ان نذهب الى محاضراتنا الان
وقف امين يرتب هندامه وضرب علاء على مؤخرة رأسه... ارخِ اعصابك قليلاً * قال له على نحو مفاجئ-هل من خطبٍ ما؟ *سألتهما
-لا، فقط قلت لهذا البائس ما يجري بينكما وها هو يتصرف كفزاعة الحقل الان!
*حدقنا بامين لوهلة!
-*اكمل قائلاً* حسناً، اعتذر...اعلم انني غير مخولٍ لفعل هذا..لكن لم أُرد لهالة التوتر ان تبقى محيطة بالجو كلما اجتمعنا، خشية ان يُكشف امركما...قد قلت له وطلبت منه ان لا يأتي معي الى هنا ان كان لا يتقبل الفكره، لكن يبدو انه يحبك فعلا عمر ...اقصد يحبك كصديق *يضحك*
حسناً، انا بالكاد استوعب ما يجري الان... اعني انا سعيد لانه يعلم ولست مضطرا للتمثيل امامه اكثر من ذلك، لكن حدث الامر فجأة... اريد لعن امين لكنني ممتن له ايضا!
-اللعنة على راسك هذا امين * قال سيف ممازحاً
-نعم نعم العني لانني ارغب باستمرار صداقتنا على نحو طبيعي *قالها بتهكم
-اه، اعتذر على تصرفاتي، ما زلت متفاجئاً قليلاً، لكن لا بأس...اعني كما قال لي امين... من انا لاتحكم بحياة شخص اخر العاطفية؟! الامر لا يعنيني طالما انكما شخصان جيدان ونقضي معا وقتا ممتعا... اعتذر مره اخرى ... *قال علاء
-هي علاء، استرخي اكثر يا فتى..هيا سنتأخر
*قال امين وسبقنا للخارج-الى متى ستتمر هذه المفاجئات بالظهور .. تبا لك امين!
*قال سيفمسحت بيدي على كتفيه...
-حسناً كان هذا مفاجئاً فعلا، لكنه جيد، اليس كذلك؟-*التفت الي وعانقني* نعم، جيد جدا
لحقنا بهما الى الخارج متجهين الى محاضراتنا...يوم جيد اخر، على ما اعتقد!
أنت تقرأ
ما زلتُ هناك ..
Romantikمكتملة/ رواية على شكل مقتطفات ويوميات؛ مشاعر مختلفة وانعطافات من وحي الواقع...