مر شهر ونصف على التخرج، لم أرى فيه سيف لكننا كنا نتحدث على الهاتف احيانا او بالمراسلة...كانت فترةً مليئةً بالاعمال التي تتبع التخرج.. تصديق اوراقٍ وتقديم طلبات للعمل وما الى ذلك
و...سنلتقي اخيراً .. بشكلٍ مميز، على ما اعتقد!
كنت ارى ما في هاتفي كالعادة و اتنقل بين حساباتي في مواقع التواصل الاجتماعي، لأرى اعلاناً عن رحلة تخيمية ينظمها احد المكاتب السياحية في العاصمة...رحلة الى مخيم جبلي في مدينة قريبة من هنا لثلاثة ايام !اخذت صورةً للإعلان وارسلتها لمجموعة المحادثة في whats app وسألت ان كان احدهم مهتما بالامر، وارسلت لسيف في الخاص " انت مهتم بالطبع ولن اقبل بأي اعذار! "
صحيح انني ارغب برؤية سيف على وجه الخصوص، لكن رحلات كهذه تكون اجمل مع مجموعة من الاصدقاء..انتهى الامر بتسجيل كلٍ مني انا و سيف و علاء و امين في الرحلة التخيمية، أما سامي واثنين من اصدقاء سيف اعتذرو عن ذلك!
لا بأس، بل على العكس هذا افضل..سامحني يا سامي *اقول لنفسي
موعد الرحلة بعد اسبوع، المكتب المسؤول عن الرحلة يقع في العاصمة لذا سيذهب كلٌ من علاء وأمين للموقع التخيمي مباشرة حيث يوجد نقطة للتجمع هناك، بينما نحن سننطلق من نقطة تجمع اخرى حددها لنا المكتب مع عدد من المسجلين الاخرين في مدينتنا
انا متحمس جدا.. سيف، علاء و امين، ومخيم جبلي !
سيكون هذا رائعاً ..جاء اليوم الموعود والتقيت بسيف اخيرا... وسيم وانيق كالعاده!
كان يوجد بعض المجموعات الصغيرة من الناس التي سترافقنا في الرحلة...شبان وشابات و عائلة واحدة..لم أكن مرتاحاً لمجموعة الفتيات، واظن ان غريزتي كشخص أعجب وأحب شخصاً ما تنبهني الى ان حركاتهن ليست ببريئة... لا احب ان احكم على احد من مظهره لذا سأحاول ان لا اعير اهتماماً كبيرا للامر...
لكنني لا اظن انني سأكون هادئاً ان حاولت احداهن التقرب من سيف !!انطلقنا في طريقنا الى المخيم وبالطبع اجلس جنباً الى جنب مع سيف الذي لا يتوانى عن العبث معي في اي فرصة سانحة!
جلست الفتيات من خلفنا وعددهن خمسة، يبدو انهن صديقات في مجوعة واحدة.. و كلهن "حيويات" على نحو مزعج قليلاً...كان الطريق الى موقع المخيم جميلاً، يتجه صعوداً بين الجبال والاشجار والطقس لطيف جداً
يبدو سيف مرتاحاً وسعيداً جدا...لم يتوقف عن مداعبة يدي واصابعي طوال الطريق... اشتقت اليه ولحركاته العبثيه حقاً!وصلنا موقع التجمع في المخيم والتقينا علاء و امين اخيراً، كان لقاءً جميلاً... اتى مسؤول ومشرف الرحلة ليلقيا على مسامعنا تعليمات الامن والسلامة وبرنامج الرحلة وموقع المبيت ومواعيد الوجبات والى ما ذلك ثم وزع علينا مفاتيح الاكواخ الخشبية التي سنبيت فيها...
كوخنا يتسع لخمسة اشخاص..غرفة بها سرير ثنائي وخزانة و مرآة عمودية و اخرى بثلاث اسرة مفرده وخزانة ومرآة، مطبخ تحضيري صغير به موقد كهربائي و سخان ماء يعمل بالكهرباء ايضاً وثلاجة صغيرة، بعض الاكواب والصحون وما شابه و علب وضع فيها شاي و قهوه و سكر، وغرفة جلوس صغيرة، ينفع لعائلة!
طبعا تم التقسيم بشكل طبيعي بدون تخطيط، انا و سيف في الغرفة ذات السرير الثنائي و علاء و امين في الغرفة الاخرى والسرير الخامس فارغ...
كان ذلك محرجاً جدا... اعني حسناً، اصدقاؤنا يعلمون بأمر علاقتنا وكنا كذلك لسنوات ... لكن ان تصبح الامور هكذا!
محرج جدا... مع اننا لن نقوم بفعل شيء على وجه الخصوص، لن اسمح بذلك!!
لكن ما يزال الامر ......وضعنا اشياءنا وتجولنا في الكوخ قليلاً.. ناداني سيف الى الغرفه، تظاهر علاء وامين بعدم سماع ذلك..
اللعنه لم اتخيل ان الامور ستكون على هذا النحو!امسك بي وعانقني بشدة لحظة دخولي...بقينا هكذا لفترة
-اشتقت الك جدا *قال
-وانا كذلك، اشتقت لك كثيراً، و تبدوا وسيما بشكل مفرط اليوم! هذا غير مسموح!
- هههه!! ماذا تقصد بغير مسموح!
- لا اعلم، لكن انتبه لنفسك
-اه..عمر! نحن في كوخ جبلي مع اصدقائنا في الغرفة المجاورة و اناس لا نعرفهم في الخارج!
أيعقل انك تريد فعل ذلك الان؟ *وضع يديه على عينيه ممازحاً*-*ضربته على رأسه* بالطبع لا.. لم اقصد ما تفكر به!
اقصد مجموعة الفتيات الاتي كن يجلسن خلفنا في الحافلة...لست مرتاحاً لهن وانت ملفت الى هذا الحد !!-انت الملفت هنا، بوجهك القاتل هذا وطولك ذو المترين تقريباً *يبتسم*، لا تخف، لن اسمح لهن بفعل اي حركة تزعجك او تزعجني، كنت منتبهاً لذلك من البداية، سأقتل من يحاول التقرب منك!!
- ههههههه حسناً حسناً، لكن دع مواضيع القتل لو سمحت...
تبادلنا القبل سريعاً وخرجنا لغرفة الجلوس
-اهلا بطيور الحب *قال امين
-اصمت ارجوك لا اريد سماع نكاتك السخيفة امين *قلت
-لمااااذا؟ لقد وجدت مادةً دسمة لنكاتي... لا استطيع منع نفسي، اعتذر
*ضحكنا جميعاً
-تبا لك امين... و شكرا لوجودك الرائع بيننا
-نعم استحق الشكر، لله دري هههههههه
يبدو انها ستكون رحلةً ممتعة بحق!

أنت تقرأ
ما زلتُ هناك ..
Romantizmمكتملة/ رواية على شكل مقتطفات ويوميات؛ مشاعر مختلفة وانعطافات من وحي الواقع...