لا أذكر كيف التقينا! لا أعلم متى بدء قلبي بالنبض لك, كحلم سريع مر مرور الكرام .. في كل مرة أجلس فيها مع نفسي لافتش عن تفاصلينا صغيرة كانت ام كبيرة لا اجد الا سراب!
حلم صعب علي الاستيقاظ منه, لا أعلم ان كان خوف ام سذاجة مني لكن بكل تأكيد حماقة! كصحراء كبيرة ضائعة بها لا أعلم بدايتها من نهايتها! يضحكني محمود درويش عندما قال, "أن النهاية أخت البداية, فأذهب تجد ما تركت هنا في أنتظارك." وكيف لي ان اعرف نهايتي يا محمود أن كنت أجهل البداية؟! ضائعة بسبب ما حل بي بسببه لكن لحظات كثيرة تغيرنا, أفعال تصدمنا كفعلك ذاك الذي طشرني ولن يجمع اشلائي سواي!
غيرني ذاك اليوم جعل مني إنسانة مختلفة ولدت من جديد! دائماً اراك ذاك اللعوب يا آدم! لا تستطيع الاستمرار في طريق وتطلق على كل شيء تجهله بالمستحيل!
بعد مرور اكثر من عشر أعوام عادت ذكرياتي معك كأني في أول العشرينات من عمري فكم كرهت تلك الصدفة التي جعلتني التقي بك!
كنت اتجول في المول ناسية او ربما متناسية غيابك المفاجئ في حياتي ويصادفني صوتك كموسيقى, كناي حزين يفتت اشلائي!
قلت لي بصوت وصلني تدريجياً غير مستوعبة ماسمعته اذني محاولة الالتفات لاصدق ما سوف تراه عيني, "مهرة!"
سقطت الملابس التي كنت امسكها كأن جسمي لسع من حشرة مخدرة. اردت الالتفات لاصدق بأنه أنت, اردت ارى ملامحك التي كانت محفورة في ذهني لأعوام حتى صدمت بصوت امرأة بجانبك, "من هذه يا أدم؟"
استجمعت نفسي, اغمضت عيني, وتنفست حتى أحسست بأن هواء المكان قد انتهى! التفت ورأيتك يا أدم تقف أمامي! رأيتك كما لو اني لن افارقك طول هذه الفترة, نعم كنت أنت الذي اخذ قلبي ولن يسترده لي الى الان! لن يسترده حتى عندما تكون مغزو من قبل الاف النساء فدائما انت هكذا, دائماً امرأة واحدة لا تكفيك!
قلت متعجب كأنك لا تصدق وجودي, "هذه حقا انت يا مهرة! لم تتغيري قط!"
اجبت محاولة الحفاظ على كبريائي, "وأنت كذلك لم تتغير!"
امسكت بك المرأة التي تقف بجانبك بقوة وكأنها خائفة من فراقك كما فرقتنا الأيام وخوفك من مواجهة ذاك المستحيل! سألتك للمرة الثانية, "من هذه يا أدم؟"
اجبتها ببساطة كأن جميع العالم يعرفني, يعرف كم كنت ساذجة عندما أحببتك كل هذه الفترة, عندما جازفت بمحبتك و اردت مواجهة هذا العالم من أجلك. كنت مستعدة للمواجهة صدقني! اه يا رباه ليته يعلم ما كان في قلبي لبكى استحياء من فعلته! "انها مهرة!"
