part 12

1.5K 52 1
                                    


كرهت من يخبرني بأنني طيبة القلب! فما هي الا سذاجة تجعلك تظن بأن جميع من حولك ما هم الا ملائكة. أعلم بأن قول الله تعالى, "أن بعض الظن إثم." لكن نحن لا نعيش الا في غابة ويجب عليك أن تحذر من الذئاب التي حولك قبل ان ينهش جسمك تماماً!
كنت طيبة القلب لدرجة تكاد تخنقني الآن! فما جنيت من هذه الطيبة الا وجع القلب. أصبحت أحذر من حولي جداً حتى بدأت انعت بصفات ليست أنا! "أنانية", "قاسية القلب", "متبلدة", مستبدة", "قوية", "عنودة", وغيرها كثير! نعم هكذا اصبحت مهرة بسبب مطبات القدر وقساوة من حولي.
أذكر بأنني كنت أجلس مع عائلتي وكنا نتحدث حول أمر ما. بادر والدي, "دائماً تحبين تحصلين على كل شي." نظرت له بعجب, "وليش ما أحصل على الاشياء الي اريدهة؟" اجابني بعقلانية, "لازم تفكرين بغيرج الاول." تنهدت قليلاً في اجابتي ناظرة لهذا الكائن العظيم أمامي! بالرغم أنني اخذت معظم الصفات منه لكنه مختلف فلديه طيبة قلب تكاد ان تذوبني! "ادري اني قاسية قلب أحياناً بس افكر مرات بالغير!" ضحك أبي حتى لمعت عيناه. ناظرني كأنه لا يصدق بأن ابنته كبرت وأصبحت تعترف بقساوة قلبها. لم يجبني بعدها لذا اخذت يده مقبلة لها وأنا انظر في عينيه التي تحمل الكثير من المعاني ..
أصبحت افتخر بهذه الصفة فكيف لي ان لا افعل هذا وانا اذكر بأنني وثقت بأشخاص ليس أهلا للثقة تلك. بعد ان أنهيت حديثي مع أدم شعرت كما لو أنني علمت اشياء كان لابد لي ان أعرفها قبل اكثر من خمس سنوات! وبحماقتي الكبيرة التي كنت احملها أمسكت هاتفي وارسلت رسالة طويلة للمدعية صديقتي شاكرة لها على ما فعلته من مجهود خوفاً على مشاعري ..
في هذه اللحظة كنا قد اتفقنا انا وأدم سوف نكون أصدقاء وبأنني سأحاول. لقول الحقيقة أردت المحاولة فقط لأنني احبه بجنون, لدرجة أردت ان اراه سعيد حتى لو طلب مني ان اكون صديقة لكن لم اود الكذب عليه واخباره بأنه ليس الا صديق لانني علمت بأن هذا الشيء سوف يتعبني كثيراً للحدوث او ربما عدم حدوثه!
بعد مرور ست أيام لم تظهر يا أدم!  لن اكن أراك تتردد على أي من مواقع التواصل الإجتماعي. أصبت بخيبة امل كبيرة, انتابني الخوف, شعرت كما لو اني هزمت ولا استطيع النهوض بعد الآن! اصبت بوعكة صحية لدرجة لاحظ كل من في المنزل تغييري المفاجئ! كنت مرعوبة جدا ان يعلم والدي او أخي الاكبر حول هذا التغيير لذا كنت أخبرهم بأنني متعبة بسبب دراستي والامتحانات الجامعية! جننت يا أدم فكيف لك الاختفاء هكذا بعد ان وعدتني بأننا سوف نتحدث؟ يا الهي كم كنت متحجر القلب!
تحدثت كثيراً مع زينة واختي الكبرى والصغرى وحتى المدعية صديقتي حول الموضوع .. كنت ضائعة لا أعلم ماذا يجب علي فعله! كنت مكبلة الايدي لا استطيع فعل شيء. أذكر بأن زينة أخبرتني بأن اسايرك بمطالبك لرؤية ما سيحدث وحتى أخواتي اخبروني الشيء ذاته ماعدا المدعية صديقتي فقد كانت تظن بأنه يجب ان أبتعد عنك نهائياً لان لا صالح لي في هذه العلاقة الخاسرة!
فكرت كثيراً, أخبرت نفسي مراراً وتكراراً بأن سبب استحالتك لقربنا لم يكن الا لحجة واضحة لدرجة أحياناً لا أود ان تحل المشكلة كي لا اصدم بك أكثر ويؤكد الزمن لي بأن اعذارك لم تكن الا أوهام يا أدم! بينما كنت تخبرني, "مهرة, كافي تعيشين نفسج بأوهام." يا رباه كم كنت قاسي يا أدم.
قسوتك تلك جعلت مني إنسانة محطمة في الوقت الذي اتيت لك راكضة وأنا اعلن عن حبي لكنك لم تكن الا رجل يحب ان يرفض ما يأتيه ..
جريت نحوك محتظنة لك .. أردت ان تكون لي موطنا يشعرني بالدفئ .. لم اكن اعلم بأنك مغزو من قبل أخرى .. او ربما كانت الحرب العالمية الثالثة تسكن بداخل قلبك .. مشتت الافكار لكنك تتظاهر بالقوة .. قرار مابين النعم او لا؛ متردد في تحويطي بين يديك الدافئتين او تركي في وسط اهاتي ..
كنت مغفلة بما فيه الكفاية لاذهب لك وحاملة تلك المشاعر, مشاعر يصعب عليك تحمل مسؤوليتها. حب من الصعب ان ينتهي لذا بدلاً من ان تقوم بشم رائحتي لتسكن داخلك ونتبادل النظرات تاركاً قلوبنا تهمس فيما بينها إخترت اسهل الطرق! انزلت يديك التي كانت محوطة لي لتدير ظهرك وتذهب بعيداً واهما نفسك بأننا لا نصلح لبعضنا بينما كنت متيمة العشق بك مفضوحة بنظراتي التي باتت ترى الجميع أنت .. وبسبب كبريائي واستبدادي قمت بنسيانك او ربما حاولت فعلها لحظة التفاتك والمضي الى الأمام ..
لذا ارسلت لك تلك الرسالة يا أدم مخبرتك:
"مرحباً أدم .. اسفة على كل ما حدث بالرغم من إني لا أعلم لماذا اخترت التحدث معي حول الموضوع لان كلامك جرحني اكثر ولن يعطني اي حل بالعكس أحسست بأنني ضائعة بسبب كلامك. ارسلت لك هذا الكلام لانني شعرت بأنك تتهرب مني حتى لو كنت مشغول هذه الفترة .. لقول الحقيقة لا أستطيع ان افهم افعالك ولا اعلم لماذا تفعل شيء كهذا! ربما لو اخبرتني ما يدور في رأسك بالفعل لارتحت افضل بكثير من تعاملك هذا ..
احسست بأن السبب الذي جعلك تتكلم معي فقط كي لا يأنبك ضميرك بعد فترة لانه لا يوجد شخص مهتم يفعل افعالك!
انه صحيح بأنني انتظرتك ثلاث سنوات وتألمت لكن الان توجعت أكثر من افعالك وكلامك ذاك! لا أعلم لماذا ارسل لك هذا الكلام لكن ربما لأنني لا اريد تشويه صورتك التي رسمتها في مخيلتي ..
نعم أحببتك كثيراً ولا اظن سوف يأتي يوم يجعلني أقوم بمحبة شخص آخر بهذا الحجم لكن ان كنت تصر على ما قلته فلا داعي لان نتحدث بعد الآن .. لان تفكيرك بأمري ومعاملتك هكذا تميتني! لاكون صريحة كنت انوي الحديث معك من قبل واخبرك ما يحمله قلبي لكن كنت خائفة جداً من ردة فعلك! لكن مع الأسف عندما اتيت وتكلمت معي واخبرتني بأنك تعلم بحبي بذاك الاسلوب, شعرت كما لو أنك صوبتني بمسدس واصبح ما كنت خائفة منه!
أقسم لك بأن كل كلمة اخبرتك بها كان من الصعب قولها لكن أنت من قام بغلق جميع الأبواب أمامي ولم تجعل لي خيار أخر!
ما اقصده من كلامي هذا, أن كنت فعلاً لا تفكر بالأمر فياليت ان تبقى بعيداً عني وحتى كلمة "صديق" التي أخبرتني بها حطمتني لانه من الصعب جداً ان تحب إنسان بهذه الطريقة المجنونة ويأتي هو بكل بساطة يخبرك ان تصبح له صديق! واخبرتك بأنني سأحاول فقط كي اريحك لكن أكتشفت بأنني أقوم بقتل نفسي بيدي! بالرغم من انني بدأت بقتل نفسي بطيئاً من اليوم الذي قمت بالتفكير فيك!
لا أعلم ان كان هذا الكلام صحيح لإرساله لكن أخبرتك بأنني لا أريد تشويه صورتك التي برأسي أكثر .. لا اريد ان أراك بعد فترة ولا استطيع النظر اليك بسبب تصرفاتك التي المتني بها الان!
أتمنى من الله يوفقك ويسعدك في حياتك ..
أعلم بأن كل شيء له بداية ونهاية وأعلم بأن الذي بداخلي من الصعب ان ينتهي لكن على الأقل دعنا نتصرف على أساس بأننا اشخاص كبار وننهي ما يحدث الآن!
سلام."
ضغطت على زر الإرسال وأنا ضائعة حول فعلتي هذه, أن كانت صائبة ام لا!

رواية أحببتك بشجاعة رجلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن