part 14

1.3K 43 13
                                    


ما الحب الا حماقة, لكن ايجب علينا ان نكون حمقى لنسمى عاشقين؟ ايجب علينا تجاهل اي ظن سيء ليطلق علينا طيبين؟ ايجب علينا ان نتغاظى عن الخيانة لنبقى مع من نحب؟ أعلم بأن الخيانة واحدة مهما كانت الأسباب متعددة ولحماقتي لن أستطيع خيانتك في حياتي قط ان كانت خيانة كبيرة او صغيرة لكن كم وددت أن اخونك بأكبرها فكما قالت أحلام مستغانمي, "أكبر الخيانات النسيان." وددت كثيراً هذا يا أدم! ولحسن حظي ان قلبي قوي جداً وأحياناً يستدعي القوة لكنه يجيدها فهذا هو قلب مهرة وأنت من علمها يا أدم!
حتى أنني أذكر بأن والداي كانا يتحدثان عني, كان أبي متعجب من فعلي لأمر معين اراده مما جعله فخور بي لتحمل تلك المسؤولية. ضحكت مقاطعة لهم, "ليش متعجبين ترة أقدر أسوي كل شي." قالت والدتي, "أي مهرة قلبها قوي مو مثلي." اجاب أبي, "هذا شيء جيد." اعجبني ما سمعته لكن لم يكن يعلما ما مررت به لأصبح بتلك الشجاعة او على الأقل والدي .. فوالدتي تعرف تفاصيل ما عانيته!
عندما أرسلت لي تلك الرسالة بدأت بالبكاء لدرجة الهستيرية, احتظنت أختي وكنت اجهش بكاءا على كتفها. كانت تحاول مواساتي بسبب فعلتك يا أدم وكلامك الجارح, "لتبجين ميستاهل والله. تستاهلين واحد أحسن منة." كنت اتكلم بصوت مختنق وأنا أحاول إخراج الكلمات, "بس اذاني بحجية, كأنه كل الي يهمة هو اذيتي." طبطبت على كتفي, "كافي بجي مهرة. والله ميستاهل هو الخسران." حاولت أخذ النفس وأنا بين يديها, شعرت بالاختناق يا أدم. لماذا في لحظات وجعي أكون بين احظان غيرك وليس حظنك؟ كم تمنيت لو أبكي على صدرك يوماً واشكي لك ما يوجعه قلبي منك .. أهي احظانك كتبت ان تكون لغيري يا أدم؟
دخلت علينا والدتي وانا بتلك الحالة المأساوية. صدمت لرؤية وجهي المتعب .. "شنو الي صار؟ شبيج مهرة؟" لم أستطع التحدث حينها لكن بادرت أحدى أخواتي قائلة, "أدم!" قمت من مكاني متوجهة الى الحاسوب .  قمت بمسح كل ما يتعلق بك واضعة حد لهذه المأساة. لم تقل والدتي شيء, نظرت لها, "مسحتة يمكن هذا أحسن شي." ناظرتني والدتي بعجب, "أكيد أحسن." لا أعلم ان كان هذا ما كان يجب علي فعله لحظتها لكن لو عاد بي الزمن الى الوراء لقمت بأعادة الشيء ذاته فلا يوجد مكانا للندم في كتاب حياتي .. دائماً أحاول ان أتعلم من فعلتي تاركة الندم الى الوراء! فمنها تعلمت من هم حولي ومن خذلني كالمدعية صديقتي!
عند مغادرة والدتي ظهرت المدعية صديقتي على أحدى مواقع التواصل الاجتماعي, "مالذي حدث؟" كأنها كانت تود سماع كل شيء مخيب ﻷمالي, "أرسل لي رسالة غبية وقد اتبعت نصيحتك وقمت بمسحه!"
"خير ما فعلتي." لم يكن خير في يوم من الأيام بسبب ما كانت تفكر به المدعية صديقتي .. لم يكن الا وجعا وصدمة قوية تسببت بها! صدمة جعلت ثقتي تنعدم بمن حولي ...
"كلماته كانت جارحة جدآ, هل تحدثتي معه؟" كنت اشكي لها همي كمغفلة. لم أعتقد لحظتها بأنها ستحاول ازادت وجعي وجعا .. "لم نتحدث من ذاك الوقت الذي أخبرني بأنك أرسلت له تلك الرسالة." انهينا حديثنا حينها لكن بدأت الامور تتغير يوماً بعد يوم, لماذا يا أدم؟
أذكر عندما تحدثنا لأول مرة أخبرتني قائلاً, "إني ماعندي أي شي اتجاهج بس من واحد يشوف إنسان كدامة هيج مهتم وراح يموت يحس ويحاول يسوي شي." يا الهي حتى كلامك هذا جارح فبعد ما فعلته لي أدركت بأنك تود ايذائي فقط لأسباب اجهلها, فمالذي فعلته يا رجل ومالذي شعرت به؟ فكيف لرجل مثلك متجمد المشاعر يقوم بالاحساس بشخص يعشقه؟
مرت أيام كثيرة ولاحظت ببدء الخيانة محاولة السيطرة على ما سيحدث قبل فوات الأوان! كانت جميع مواقع التواصل الإجتماعي للمدعية صديقتي انا من قام بفعلها فقد كانت تخبرني بأن اقوم بفعلها لكن لاحظت بعدها بأنها قامت بأضافتك على الوحيد الذي لا أعرف ماذا تكون كلمة السر له كأنها كانت تخطط لكل شيء منذ البداية ولا تود أن أقوم بقراءة ما سوف يحدث بينكم!
كنا نتحدث كعادتنا سائلة لها, "هل تحدثتي مع أدم؟" أخبرتني كأن الامر طبيعي, "نعم لقد تحدثت معه أمس."
"لماذا لم تخبريني؟" تعجبت حينها وغضبت كثيراً, متوترة خلف ذاك الحاسوب, منتظرة سبب مقنع لعدم إخباري, "لم يحدث الكثير, فقط كنت واضعة أغنية جنب أسمي واخبرني لمن, سائلاً ان كان لدي حبيب!"
"حسناً؟" كنت أنتظر اجبتها لأنني اعلم جيداً بأن لديها عشيق, كانت تحادثني حول أمره دائماً لكن لصدمتي أجابت, "اخبرته لا يوجد."
"ماذا عن حبيبك؟" أحسست حينها بأنني طعنت, "اقرر الانفصال عنه." جننت لحظتها يا أدم. وددت الصراخ ومعرفة ما يحدث خلفي. شعرت بأنني لست الا مغفلة حتى زادت التساؤلات في رأسي حتى كاد قلبي أن ينفجر وجعا.
كنت أعلم بأن هذه العلاقة التي بينكم ليست الا علاقة غبية, نزوة لكن لا أعلم سببها وانتما كلاكما تعنون لي شيئاً. "لماذا لا تتوقفين عن التحدث معه؟"
"دعيه يصل الى مايريده حتى انتقم لك." يا الهي كانت الاعذار مقدمة لي بسرعة وكانت تافهة جداً فكان العذر اقبح من الذنب نفسه! "ومن قال لك بأنني أود الإنتقام؟" لن أطلب منها قط يا أدم شيء كهذا! "لحظة يا مهرة انه يتحدث معي!" اغلقت بسرعة لا أعلم ماذا علي فعله. بدأت اتخايل حديثكم فقد أصابني بالجنون يا أدم! وضعت السماعات في اذني فاتحة أغنية عبدالله السالم, "ما قدرت احكي." وانا أبكي على كل ما حدث لي وما وصلته بسببك!
ما قدرت أحكي ولا انطق بكلمة
اخنقتني عبرتي وعيى لساني
يوم شفتك مع هذاك الي تكلمة
قلت في نفسي ليت الله خذاني
أنت ما ظنيت قلبك فيه رحمة؟
عيني عينك خنت عشرتنا بثواني
قلبي المسكين قلبي شون افهمة؟
اهو يحبك وانت تحب ثاني ...

رواية أحببتك بشجاعة رجلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن