دائماً نظن أن مرحلة ما في حياتنا قد أنتهت لكن بكل بساطة نكون مخطئين كما لو أن القدر لا يود تركنا لنرتاح قليلاً من عذاب قد اهلكنا وفي اللحظة التي نظن بأننا قد تخطينا كل شيء, يحدث شيئاً ما يعيد ذكرياتنا المؤلمة وتتفتح جروحنا من جديد.
اؤمن تماماً بما قالته أثير عبدالله, "أعرف اليوم بأننا لا نودع الحزن الا لنستقبل اخر .. بأن السعادة ماهي الا فاصل زمني يفصل عن الحزن الآخر .." حقيقة لا احد يستطيع إنكارها, فكم من روح سعدت وأتت صدفة غريبة حطمت دواخلنا ..
نعم يا آدم تلك الصدفة التي جمعتني بك بعد أعوام كادت ان تقطع أنفاسي .. جرح كبير يسلب روحي لكن لا يترك أثر ظاهر! كجرح تسببت به بحافة ورقة وجعلت العين تدمع آلما ..
اشفقت فعلاً على تلك التي تقف بجانبك يا أدم, فأعلم انك تعيد قصصك الواحدة تلو الأخرى حتى تصل مرحلة الضجر!
نظرت لي بعين حادة, "ومن تكون مهرة؟"
كانت على حق! من اكون بالنسبة لك يا أدم؟ عشيقة؟ حبيبة؟ صديقة؟ قريبة؟ ام ماذا؟ لن اكن اعرف أيهما كنت وقبل ان يهلكني جوابك لها قلت بسرعة, "صديقة قديمة!"
كحرب أود الانتصار بها للحفاظ على ما تبقى من كرامتي بحضورك! كلمة واحدة تقلب الاف من المواجع لن يشعر بها سواي. دائماً كنت تخبرني كما لو انها المرة الوحيدة التي كنت تصيب في الكلام, "متأذين بس نفسج!" كنت على حق يا أدم! لكن حتى كلماتك هذه كانت تحمل الكثير من التناقض!
نظرت لي وانت متعجب من إجابتي لكن نظرت ليد المرأة حاببة ان اعرف من تكون لكن لم تكن الا عشيقة! واحدة تلو الأخرى حتى تعبت من عدهم! يا الهي يا أدم الن تتعب قط؟ الا تصل لمرحلة تشعر بالملل؟ ام ربما تفعل! ربما تشعر بالملل لهذا اجدك في كل مرة بحضن آخرى!
قالت عشيقتك, "صديقة! لا اظن هذا أأنتِ متأكدة؟"
نظرت لكلاكما وكما لو ان سؤالها احرقني يا أدم. اردت لو تأخذني بيدي وتذهب بعيداً, أردت لو تخون احداهما معي! ادرت رأسي, "لست متأكدة, لكن هذا ما كان يريده دوماً!"
سرت في طريقي مسرعة تاركة ألمي خلفي. وكلما أتقدم الى الامام وابتعد عنك كما لو ان قلبي يود التحرر بسرعة لكنه مكبل بقيود كثيرة.
صمتك ذاك الذي يتعبني, أصبح كموسيقى أسمعها من دون أن تنطق بكلمة. كنت افهمك دائماً حتى في أشد لحظات صمتك لكن أدعي الغباء!
ذهبت الى عربتي وانا انفجر بكاءا. شغلت العربة وبدأت اتجول في شوارع المدينة غير مدركة أين أنا ذاهبة. بعدها فتحت الراديو وكما لو أن الجميع يشعر بحزني! وكلمات أغنية عبدالمجيد عبدالله بدأت تتشبع في داخلي!
احبس العبرات ويغرق داخلي
ليتني اغرق ويغرق بي غلاك
في ضميرك لي حكي ما قلتة لي
وفي ضميري لك حكي قلتة وراك ..