part 19

1K 43 2
                                    

أبتعدت عني من جديد, كنت تحادثني بعد أشهر. دائماً أنت هكذا تبتعد عندما توجد لديك حبيبة وتعود عندما تكون خالي القلب, تشعرني كأني عاهرة وتأتي ترتمي في حضني .. يقتلني هذا الشعور, كانت علاقتنا مختلفة فكيف ترتمي بحضني وأنا أبتعد عنك بقارات؟! بدأت أكره نفسي قبل كرهي لك ..
كنت تأتي لي وتحادثني عبر ذاك الحاسوب اللعين! لم أطلب منك الكثير غير أن لا تقتلني, الن تسمع ما قاله محمود درويش؟ "لا أطلب من قلبك غير الخفقان." لكن للأسف كنت متحجر القلب لدرجة لا تعلم كيف يقوم قلبك بالخفقان!
أردت مواجهتك والحديث معك وجها لوجه وكأن الفرصة أتت لي عندما سمعت بأن والدتي كانت تناقش والدي حول سفرها للعراق, بدء قلبي يطير فرحا, أخبرت نفسي, "أنها فرصتي الوحيدة كي أرسى على بر معك!"
وافقت والدتي في بادء الأمر لكن اتى ذاك اليوم وقلب جميع خططي رأسا على عقب!!
أخذني الشوق اليك من جديد لذا حافظت على كبريائي ورضيت بموقع الفيس بوك لأرى مايحدث معك محاولة تهدئت شوقي قليلاً لكن صدمت, انهرت باكية أمام ذاك الحاسوب لدرجة كرهت وجود شيء يطلق عليه "الإنترنيت." كنت واضع بأنك على علاقة مع إحداهن!
اشتعلت نار الغيرة بداخلي وأنا انظر لها, تفحصتها كثيراً, تحدثت مع نفسي, "شنو حب بيهة؟ محلوة!" كنت أقنع نفسي بهذه الكلمات وأنا منهارة .. دخلت أختي الكبرى ورأتني بهذه الحالة المجنونة, أحتظنتها وازداد بكائي, "شنو صاير مهرة؟ ليش تبجين؟"
"شفتي الفيس بوك؟"
"لا شنو صاير؟" كانت تسأل بنفاذ صبر لأنها تعلم أدم وتعلم مصائبه التي تجعل قلبي ينفطر .. لم أستطع اجابتها, لم أستطع تصديق ما رأيته لذا اخبرتها قائلة, "شوفي الفيس بوك."
بقيت طريحة فراش لثلاث أيام غير مستوعبة ما رأته عيني .. لم أستطع قول ماحدث لوالدتي لذا اكتفيت بالصمت ..
سألتها بعدها, "يمة متى نروح بغداد؟"
نظرت لي قائلة, "يمكن منروح وحتى لو ردت أروح وحدي!" صدمت, أردت مقابلتك يا أدم .. تمنيت هذا كثيراً .. سألتها بصدمة, "ليش؟"
صدمتني أكثر قائلة, "ليش جنتي تبجين قبل كم يوم ووضعج هيج جان؟" تلعثمت في كلامي لا أعرف ماذا يجب علي قوله. تجمدت أمامها كمسمار, "من ورة أدم؟"
"لا ماكو شي! من وراه متقبلين اروح لبغداد؟"
"اي مكنت ادري تحبي هلكد!"
كنت أقف أمامها لكن جلست بالقرب محطمة وبدأت أبكي بقوة والدموع تتناثرمن عيني, "كتلج من قبل أحبة!"
"توقعت راح تنسي. ليش جنتي تبجين قبل كم يوم؟" أعادت علي السؤال!
"مصار شي بس أكتشفت أنه على علاقة مع وحدة." قلت هذه الكلمات ونصرفت من أمامها مسرعة, أحسست بأنني متعبة جداً .. مرت أيام وأنا أحاول إقناع والدتي لكن لا جدوى, كنت أود الذهاب أيضاً لرؤية زينة فقد اشتقت لها كثيراً لكن منعت بسببك يا أدم, لم أستطع رؤيتها ولا رؤيتك ولا أعلم متى سوف التقي بها بسبب حبي لك. كم كنت أناني يا أدم ..
أحسست بأن العالم قد أنتهى, كما لو أن الشيطان وزني ﻷعارض ربي .. خضعت له وقمت بأخذ ثمان حبات, كنت قد قرأت يوماً بأن ثمان حبات من دواء معين قادرة على إنهاء حياتي بالكامل. شعرت بتنمل جسدي, وجع في معدتي, لم أستطع الحركة لحظتها, ظننت بأن هذه اللحظات آخر لحظات حياتي. لحسن حظي ولأن الله يحبني لن افارق الحياة, بقيت هكذا لمدة, بدأت بالبكاء الشديد, قمت توضئت وصليت ركعتين لعلي أستيقظ من هذا الكابوس طالبة من الله السماح ..
رأيت زينة وبدأنا بالحديث وأنا اشكي همي لها وعن منع والدتي من السفر وعن علاقتك بتلك, أردت التحدث كثيراً لعلي ارتاح قليلاً وخصوصاً حول ما فعلته وأنا أغضب ربي, تكلمت معها ولا أحد كان يعلم بما فعلت لكن دائماً يقولون بأن الصديق الحقيقي يسمع اخطاءك ولا يقوم بتغيير نظرته الأولى عنك وهكذا كانت زينة لهذا أشعر بأرتياح كبير وأنا اتكلم معها ..
أخبرت زينة من تكون تلك التي فضلتني عنها, أخبرتني, "خلي عافيات علي وعليها عود خلي تصير زوجة المستقبل!" كنت أخاف يا أدم أن تكون زوج لواحدة غيري, يوجعني قلبي جداً!
"والله نصدمت يا زوزو."
"حقج"
"فوكاها كل المشاكل الي إني بيهة من وراه." بالرغم من كل شيء كنت مازلت مغرمة بك لا أستطيع كرهك!
"ياريت يستاهل."
"ولو تصدكين البارحة شسويت بحيث اليوم من دريت هاي كرهت روحي." فعلاً, كثيراً كنت أكره نفسي بسببك وسبب ما تقودني اليه من أفعال ..
"أممممم شسويتي؟"
أردت أن أخرج مافي قلبي لعلي ارتاح, اردتها ان تصرخ بي معاتبتني على افعالي الغبية, "شربت حبوب!"
صدمت قائلة لي, "شنو؟؟؟؟؟؟؟"
"مو كتلج خلي اسكت!" كنت مترددة بين ان اخبرها أم لا لكن كان لابد لي من الحديث ...
"لالالا اشجيني! وشصار؟"
"مصار بس نفسي ضاق وحلقي يبس وجسمي نمل."
سألتني عن عدد الحبوب التي قمت بتناولها, اجبتها بحماقة, "سامعة ثمان حبوب من ذاك النوع للي شربتة تموت فشربت ثمانية بس طلعت حسب تحمل الجسم."
قالت بغضب غير مصدقة, "شنوووووووو؟"
"يعني ربج ستر." لم تصدق كلامي, "اكلج جديات دتحجين إنتي؟"
"أي والله جديات."
لم تود قول الكثير لكي لا تجرح مشاعري, "حبي بيج شي إنتي من صدك. بالله شأحجي ما أدري. طبعاً دا اسكت حتى متضوجين."
بررت موقفي قائلة لها, "زوزو الي عشتة هالكم يوم ضغط مو طبيعي و متحملت بعد."
"بس لا مهرة جديات وكافي الي دتسوي لان هل إنسان جزء من هل تصرفات. ميستاهل."
كانت محقة! عاتبتني كثيراً فلن ولم تستحق اي من حبي يا أدم ...
.
.
يتبع ....

رواية أحببتك بشجاعة رجلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن