part 24

732 32 6
                                    

كالمد والجزر لكن ليس بالوصف الدقيق ... فتبتعد تماما كالجزر حتى تحدث هذه الفجوة بيننا ويعود كل شيء لنقطة البداية. حتى ذاك الحوار الذي دار بيننا لاخر مرة لن يعد له اي اهتمام فعندما يحين موعد المد للمرة الثانية يصبح ذاك الحوار الجاف, الحاد الذي يجعل الامور تنقلب رأسا على عقب في رأسي لتشتتني من جديد وتجعلني اسأل نفسي الاف المرات حول حوارك ذاك وكلماتك التي لطالما تجعلني اجهل تفسيرها!
فكم جعلتني اتألم يا ادم بعد الذي دار بيننا من حديث وانت تطلب ذات الطلب الذي يقتلع قلبي من بين اضلعي!؟
أتعلم ما المضحك من هذا الامر كله؟ بأن اخواتي وزينة يعتبرونني ظالمة!! اليس هذا جنون اخر قد اجتاح قصتنا التي طال شرحها يا ادم؟ بربك اليس مضحكا ان اكون انا الظالمة وانت بعينهم ذاك الملاك الذي يحاول انقاذي من حب كاد ان يقتلني؟ نعم فبعد ان حدثتهم عن ما دار بيننا من حديث قالو لي بأنك تود ان أكون بأحسن حال وانني يجب ان اتفهم سبب افعالك لانك على حق!!
أذكر عندما اخبرت زينة ما حدث ردت قائلة, " حبي صراحة ادم جنت شايفة بنظرة مش ولا بد بس الحجي ينكال الولد كلش تفاهم وياج وخايف عليج بشكل مو طبيعي."
اذكر بأن الحديث طال بيننا لكن لا أعلم كيف لشخص يخاف على احدهم يفعل ما فعلته انت يا أدم؟ أحيانا يكون الكلام جارحا جدا لدرجة لم تعد تحتملها كتلك النهاية التافها التي وصلنا لها! لكن كانت واضحة كوضوح الشمس بأنك مع احداهم كما تفعل في كل مرة وتبتعد!
بعد هذا الحديث بثلاث شهور انت من بادر بالسلام وتحدثنا حول امور اعتيادية لكن لم تقل اي كلمة حول ما يخص ذاك الحب الذي بدأت اجهل اسبابه لكن اليس البعض يقول بأن الحب الحقيقي ليس له اسباب؟ بأن الشيء يحدث حتى قبل ان تيقن هذا الشيء! اهذا صحيح ام هو فقط كلام كالروايات يقنعنا بأن الحب هو اسما ما وجد على هذه الارض؟ اكتشفت بعدها يا ادم بأنه كلام كاذبا وانت من جعلتني ايقن شيئا كهذا!
الغريب في الامر عندما اود نسيانك انت من يبادر بالحديث! اليس غريبا يا رجل؟ كما لو انك تذكرني بك في كل مرة اقطع الامل بها وتفعل ما يجعل عقلي يطير من رأسي ولا يعلم كيف يفكر بعد الان!
حدث وان وضعت صورة مقسومة الى نصفين, نصف لوجهي كاملا والنصف الاخر لشفتاي فقط, على احدى مواقع التواصل الاجتماعي وكتبت بجانب اسمي "ذوبني."
بادرت يومها بالحديث مفاجئني ببعض الكلام كعادتك, اصبحت تفاجئني يا ادم لدرجة لم اعد اتفاجئ من اي شيء يدور فيما بيننا!
بدء حديثنا بشكل طبيعي وسأل كل منا عن احوال الاخر قائلة لك, "اي شنو اخبارك؟"
"هسة بالكلية كاعد اشرب جاي."
"الف عافية ولو ماحبة."
"اي طيب وية الجكارة."
"ما اعرف انت ادرة."
ضحكت قائلا, "طبعا." حتى اخبرتني بعدها مباشرة, "هاي شنو صورتج؟"
قلت مستغبية, "شبيهة؟"
"ما عجبتني زايدة."
"زايدة شنو ؟!؟!"
"الشفة. بدونها احلى. بعدين مو اكو ناس يشوفوها!"
"اها. ما اضيف ناس ما اعرفهم اني."
"ها اممم اوكي."
"امممممم."
"؟"
"؟؟" لم تقل شيء حتى استجمعت نفسي وسألتك محاولة ان اتحلى بالشجاعة, "ممكن سؤال وجاوبني بصراحة!"
"اي كولي."
"كلش حابة اعرف اني شنو بالنسبة الك؟ شنو الي اعنيلكيا؟"
"انتي وحدة من خواتي. ادري مراح يعجبج."
"اوكي."
"لا تزعلين."
"لا وليش ازعل."
انتهى حديثنا هكذا!
اليس غريبا يا ادم ان تكون اخي وتحدثني بتلك الطريقة حول وضعي صورة كهذه!؟؟ اعلم ان كان اخي قد رأها ربما لقتلني فلا يتصرف الاخ كتصرفك ذاك! لكن دائما تحاول الاصرار على الموضوع ذاته كأنني لا اعني لك شيئا! اليس غريب يا ادم افعالك هذه؟؟ اخبرني بربك يا رجل لكي اعرف ما يدور في رأسك ولو لمرة واحدة فقط.
ما تغار ...
ما جاك يوم تحس فيه ان طبيعي انك تغار ...
ياخي غار ...
عادي ترى مافيها شي لو قلت يوم انك تغار ...
ياخي غار وموت غيرة كافي تعيشني حيرة
قول اخاف .. ايه اخاف ماهي عليا كثيرة ..
مو حرام ..
الي تسويه انت فيني يا عمري قلي مو حرام ...
والله حرام ... يا حرام
حبي وشوقي ولهفتي ضيعتها كلك حرام ...
يا حرام .. الي جرالي ولي مضى يا ليالي ..
مو حرام .. الى حرام .. زودت فيني هبالي. #ابراهيم الحكمي
أذكر بأن هذا كان أخر حديثا بيننا محاولة ان اكف حتى عن اجابتك لكن دائما كان القدر يجعلني اعود لك حتى لو انا من يبادر بذاك الحديث الذي يتعبني ويجعلني انسانة بجسد محطم وروحا لا وجود لها!!
.
يتبع ...

رواية أحببتك بشجاعة رجلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن