part 15

1.1K 47 2
                                    


تضيع الكلمات في لحظات الخيانة! تود تصديق بأن ما تراه أمامك وما يحدث ليس الا كذبة كبيرة ليس لها وجود ..
عيون تدمع, قلب يتألم, روح متوجعة, صفحة سوداء ملطخة لا تود النظر اليها من شدة بشاعتها .. شعرت بأن الوقت تجمد لا يود الإستمرار! كان كل شيء واضح كوضوح الشمس, حاولت كثيراً اقناع نفسي بأنه ليس الا وهما .. سراب سوف يمضي كعلاقتي المجنونة بك لكن كنت مخطئة في محاولة عدم تصديق كل شيء! بعدك علي, خيانة المدعية صديقتي, كلامك الجارح, وعدم ثقتي بالاخرين ..
أذكر بأنني كنت جالسة في إحدى محاظراتي الجامعية محاولة التركيز فيما كان يتحدث عليه البروفيسور لكن لم اكن هناك! كنت أحاول لكن فشلت فتفكيري اخذني بعيداً اليك معاودة حديثك في رأسي مراراً وتكراراً حتى قطعت سلسلة أفكاري تلك الرسالة! فتحتها بسرعة, "مرحبا مهرة, كنت اتحدث مع أدم واخبرني ان اعطيه رقم هاتفك وقد فعلت. سوف يتصل بك بعد فترة."
قرأت الرسالة عدة مرات كي اقوم بأستيعاب هذه الكلمات. اخذت حاجاتي وخرجت مسرعة متصلة بالمدعية صديقتي, "مالذي حدث؟"
"كيف حالك؟" كنت في حالة صدمة لدرجة لا اود معرفة شيء غير التأكد من صحة ما ارسلته لي, "انا اسفة. انا بخير وانتي؟"
ضحكت مجيبة, "لا عليك. انا بخير." كيف يستطيع الخائن ان يكون بخير؟ هل فعلاً يموت الضمير في لحظة ويجعل الجميع يتألم من افعال حقيرة؟ "مالذي حدث؟ لماذا سوف يتصل بي؟"
"كنا نتحدث وسألني ان اصبحتي بخير وان فقدتي الامل حول علاقتكم واخبرته بأنك مازلتي تحبيه!" شعرت بالغضب لحظتها فوددت ان تكون هذه المشاعر فقط في داخل قلبي من دون علمه وقد أخبرت المدعية صديقتي هذا الشيء ذات مرة, "لماذا اخبرتيه شيء كهذا؟ الم أقل لك أن قام بسؤالك لا تقولي له عما اشعر به وما أمر به؟" لم تكن مسألة كرامة لحظتها بالرغم من أنني شعرت بأن كرامتي قد خدشت بسبب ما قالته له.
"لقد فعلت الصواب لذا بعد سماعه هذا الشيء اراد الإتصال بك والتحدث معك. صحيح وقد قام بالسؤال عن رقم هاتفي."
طعنة ثانية لدرجة أصبحت لا احتمل المزيد. صرخت قائلة لها لدرجة جميع من حولي قام بالنظر لي غير فاهمين لغتي لحسن الحظ! "ماذا؟ وهل قمتي بأعطاءه الرقم؟"
أجابت متعجبة مما زادني جنونا, "نعم لقد فعلت! لماذا تصرخين؟"
أصبت بالاشمئزاز من برودتها وافعالها وطعناتها الموجهة لي كأن كل شيء تفعله غير مثير للدهشة! "مالذي تعنيه بلماذا اصرخ؟ ولماذا تقومين بأعطاءه رقمك؟"
"هو من اراده." ضحكت من دهشتي لجوابها العجيب, "وهل يعني أن اي شخص يقوم بطلب منك أمر ما تقومين بتنفيذه؟"
بدأت تتمتم بالحديث كأنها كشفت حول أمر قذر تقوم بالتفكير به, "لا اظن بأنه سوف يقوم بالاتصال في كل الأحوال وسوف يتصل بك قريباً." لن اود إطالة هذا الجدال لذا انهيت الإتصال بعدها قائلة لها بأن لدي محاظرة!
امسكت بهاتفي يا أدم طوال اليوم منتظرة أتصالك ذاك الذي لم ولن يحدث في يوم من الايام لدرجة بأنني بدأت بالتفكير بأنه توجد مشكلة في هاتفي لذا قمت بأغلاقه واعادة تشغيله .. املت كثيرا بأن نقوم بحل الأمور معا من غير طرف ثالث يا أدم, وددت كثيراً أن نتحدث بهدوء من غير ذاك الجدال الذي يقوم بقتلي قبل احيائي أولاً. كم تخايلت كثيراً ان تحدثني بلطف من دون نبرة الغضب وكلماتك الحادة تلك ..
أصبحت لا أعلم كيف يجب علي أن أظهر مشاعري لك, تعلمت ان لا أحب بعد الآن. فكثيراً يقولون لا نستطيع السيطرة على مشاعرنا ولا نستطيع ان نحب شخص ما لكن تعلمت انا! تعلمت ان أكره الجميع من الجنس الاخر عداك يا أدم, فكما قال محمود درويش وقد صدق كثيراً بكلماته الساحرة, "يعلمني الحب ان لا أحب ويتركني في مهب الاوراق." تركتني يا أدم عندما كنت انتظرك ولم تجد لي وسيلة اخرى لاخط لك تلك الأوجاع الا على ورقة لعلها تخفف اوجاعي يوماً ..
رأتني صديقتي بعدما انهيت حديثي, "Are you OK? You looked shocked!"
"I'm fine, thanks for asking."
كنت أود الحديث مع اي شخص, كنت  أود شرح معاناتي وصدمتي يا أدم لكن لم استطع, ماذا كان علي اخبارها وهي تجهل تفاصيل كل شيء! لو تحدثت كنت أعلم بأنها سوف تقوم بنعتك بكلمات لا أود سماعها ولا اقبلها لذا التزمت الصمت!
انتظرت حتى الليل ولن تتصل يا أدم لذا قمت بأرسال رسالة للمدعية صديقتي, "لم يتصل. مالذي يحدث؟"
انتظرت لدقائق منتظرة اجابتها على آحر من الجمر, "لقد تراجع, قال لي أنه لا جدوى من الحديث لكنه اتصل بي."
أحسست حينها كما لو أن الله عز وجل أراد فضحها. كانت تخبرني بانهم يتحدثون لكنها لن تخبرني قط عن ماذا كان حديثهم. ايوجد دناءة اكثر من هذه؟
اكنت مبتسم وأنت تطعنني؟ شعور موجع عندما تجهل مالذي يدور حولك!

رواية أحببتك بشجاعة رجلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن