الفصل الاول

436K 16K 8K
                                    

لا تحزن إذا أرهقتك الهموم ، وضاقت بك الدنيا بما رحبت ، فربما أحب الله أن يسمع صوتك وأنت تدعوه

الشيخ الشعراوي .

صلوا على رسول الرحمة

___________


كان يجلس في منزله ممسكا مسبحته يقلب حباتها بين أصابعه يستغفر الله .....ليعلو صوت استغفاره وهو يستمع لحديث ابنه الذي يصرخ داخل غرفته بغضب شديد.

يسير في غرفته ذهابا وإيابا يصرخ بهياج على ذلك الذي يحدثه من الجهة الأخرى حتى أنه كاد يسبب له الصمم :

_ انت اتجننت ؟؟. .....اسكت خالص ولا كلمة احسن والله اجيلك دلوقتي اضربك .

صمت قليلا يستمع لأسباب محدثه حول تلك المصيبة التي تسبب بها ليعلو صراخه دون أن يشعر :

_ ويحك يا رجل .......ماذا أصاب رأسك الفارغة ؟؟؟

زفر والده في الخارج مشيرا لزوجته التي خرجت للتو من المطبخ بعدما انتهت من إعداد الطعام :

_ قولي للاستاذ اللي جوا يقفل قناة اسبيستون ويخرجلي .

ضحكت وداد تضع ما تحمله على الطاولة ثم سارعت بالتحرك جهة غرفة ابنها الوحيد لتطرق الباب وهي تصيح عليه أن يخرج :

_زكريا .....يلا يا زكريا عشان الفطار .

أجابها زكريا من الداخل وهو يحاول تمالك غضبه بسبب ذلك الذي يحدثه :

_ حسنا يا أمي، أنا قادم.

لوت وداد فمها بسخرية وهي ترحل :
_ لا تتأخر يا روح امك .

________________

توقفت السيارة واخيرا بعد رحلة طويلة جدا عانت فيها بسبب ذلك الدوار اللعين الذي يصيب رأسها بمجرد أن تلمح سيارة أو تشتم رائحة
وقود ....خرجت من السيارة وهي تترنج يمينا ويسره بسبب وجع رأسها .
رفعت عينها عاليا ترمق مسكنها الجديد الذي قرر والدها نفيها به بعيدا عن الجميع ...التوى ثغرها بسخرية وهي ترمق والدها الذي هبط للتو من السيارة يخرج حقائبهم ثم أخرج بعض النقود ومنحها للسائق ليرحل سريعا بعدما حصل عليها ....رأت عين والدها ترتفع لعينها وقد أمسك بها وهي ترمقه بتلك النظرة التي يمقتها وبشدة .
ابعدت عينها عن والدها وهي تسير جهة العمارة التي يقفون أمامها لتسمع صوت والدها يصدح خلفها محدثا والدتها :

_ اسمعيني كويس البيت ده اوعي رجلك تخطي براه من غير اذني لا انتِ ولا بنتك سامعة ؟؟؟

_ اكيد يا مرسي اطمن يا خويا ربنا يديمك لينا يارب .

وكان هذا آخر ما سمعته قبل أن يختفي الصوت بسبب بُعدها ....

صعدت البناية بهدوء شديد وهي تنظر حولها تحاول استكشاف المكان بطبيعتها الفضولية .
كانت تصعد وهي تعد الدرجات التي تصعدها فقد أخبرها والدها أنهم سوف يقيمون في الطابق الثالث والان هي وصلت اخيرا له وبينما هي هكذا إذ فجأة وجدت أحد الأبواب يفتح بعنف شديد لتصدح صرختها في المكان كله ............

شيخ في محراب قلبي ( مكتملة )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن