الخاتمة

189K 12.3K 5.7K
                                    


" حكمت المحكمة حضوريا على كلا من مصطفى عادل الاباصيري و جمال عبدالعظيم السيد بالسجن المؤبد ...رُفعت الجلسة "

هزت تلك الجملة أرجاء المحكمة بعد ساعات وساعات من المرافعات والشهادات والصرخات والاهات ..ومع انطلاق تلك الكلمات كانت صرخة عالية تخرج من جوف فاطمة وهي ترتمي في أحضان زكريا تبكي لا تعرف لِمَ ؟؟؟؟ بينما هو يقبل رأسها بسعادة كبيرة واخيرا يستطيع النوم دون أن يحلم بها تبكي أو يتردد صراخها في أذنه ....انتبه زكريا بعينه لهادي الذي غمز له بفرحة كبير فقد عمل هادي طوال الأيام السابقة على الذهاب لكل أهالي الضحايا الذين وجد لهم فيديوهات في حاسوب مصطفى واقنعهم جميعا بتقديم بلاغات ...منهم من استجاب والبعض اتخذ الجبن ذريعة تحت غطاء أن الأمر انتهى ولن يقوموا بفضح ابنتهم ...وكأنه ما يفعلونه ليس فضحا ...ومع البلاغات الكثيرة حُكم واخيرا على الثنائي بمؤبد ....

ابتسم هادي وهو يشاهد العساكر يسحبون الشابين وصرخات جمال تكاد تصم الآذان وهو يترجى والده أن ينجده من تلك المصيبة فأي مؤبد هذا الذي سيقضيه داخل جدران السجون ...بينما كان مصطفى يسير وهو يشعر وكأنها النهاية صوت صراخات والدته وبكاءها وهي تندب حظها وتنعيه يكاد يقتله ...انحرف بعينه قبل أن يسحبه العسكري ليرى انهيار والدته داخل أحضان جمال الذي حاول السيطرة عليها وهي تكاد تسقط ارضا من حزنها وصدمتها في ابنها ......

كان رشدي يبتسم بسعادة وهو ينظر لرفيقه ولتلك البسمة والتي واخيرا خرجت من قلبه كما كان يحدث قديما ....

خرج الجميع من المحكمة والضحكات تعلو الوجوه والشباب جميعا يهللون ...فقد كان كلا من زكريا وهادي ورشدي يضعون ايدي بعضهم البعض على كتف الاخر وهو يحركون قدمهم وكأنهم يرقصون وهم يهبطون الدرج يغنون بصوت عالي وكأنهم خرجوا من زفاف للتو ....

وبمجرد أن اطل الجميع للخارج حتى انطلقت الزغاريد لتكمل الجو الذي كان منتشر بينهم والتي تبين انها تخرج من فم كلا من ماسة و وداد اللتان جائتا رفقة فرج وشيماء و لؤي والسعادة تعلو الوجوه ....

ركض الجميع صوب فاطمة والبسمات تعلو الوجوه وكأنهم في إحدى المناسبات السعيدة.................

________________

بعد شهر من تلك الأحداث :

" سأشتاق لكما كثيرا يا الله كيف سأعيش دونكما ؟؟؟"

بكت بثينة أكثر وهي تبتعد عن أحضان فرانسو تضم ماريانا بحزن شديد تهتف لها بفرنسية جيدة إلى حد ما :

" حبيبتي لا تقلقي انا أخبرت فرانسو أننا سنأتي لزيارتك كل فترة ...صحيح فرانسو ؟؟؟"

أنهت حديثها وهي ترمي فرانسو بنظرات رجاء ليبتسم لها فرانسو وهو يهز رأسه موافقا ....ثم انحنى حاملا الطفل الذي كان مشغولا بالالعاب بيده ليقبله فرانسو بشدة :

شيخ في محراب قلبي ( مكتملة )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن