"لا بس ايه رأيك شوية شقاوة من الاخر "
انكمشت ملامح زكريا بعدم فهم لذلك الصوت ليتقدم بأرجل رخوة وبحركة بطيئة داخل الشقة وجواره هادي بملامح لاتفسر.....لكنه للحق لم يكن يهتم في تلك اللحظة سوى لذلك الصوت الذي ارتفع مجددا وهو يردد :
" يابني دي لحظات للذكرى هو احنا هنلاقي كل يوم بطة زي دي "
صدحت ضحكات اخرى تعلو في المكان كله مرددة خلف ذلك الصوت بكل قذارة :
" اسمها بطة وهي بطة "
عند تلك الجملة كان زكريا قد وصل البهو ليجد رشدي يجلس جوار جمال الذي كان يحمل الحاسوب الخاص به وهو يضعه على قدمه يراقبه بصدمة لم يعلم أن قذارة أخيه قد تصل لتلك المرحلة فهو لم يكتفي بتدمير تلك الفتاة بل أيضا سجل لهم فيديو بعدما انتهوا منها فــ اثناء حديثهم ذلك ستلمح فاطمة ممدة على فراش بعيد قليلا عنهم وهي مغطاه كليا عدا رأسها ......
اغمض جمال عينه يشعر بنيران تتصاعد داخله حاثة إياه على الدخول الآن وقتل أخيه بيده والانتهاء من ذلك .....
تقدم زكريا منهم بأقدام متجمدة ..يبدو وأنها قد التصقت بالأرض اسفلهم حيث كان يحثها بصعوبة على التحرك وكأنها تأبى أن تعرض صاحبها لهكذا عذاب ....
رفع جمال اعينه لزكريا ولم يكن افضل حالا منه فهذا أخيه وصغيره بحق الله ...ابتلع زكريا ريقه وهو يدعو الله ألا يكون ما يخشاه قد حدث وأنهم وثّقوا تلك اللحظات ....
" هو ايه ؟؟؟ايه ده "
سؤال غبي بالطبع فهو والجميع في هذا المكان يعلمون ما هذا...لكن ذلك القلب الذي يكاد يتوقف في أي لحظة يتمنى لو يكذبه أحدهم ...
اقترب هادي سريعا منه وهو يمد يده يحاول أن يسانده لييعد زكريا يده سريعا ويبتعد هو بدوره عن هادي مشيرا للحاسوب وكأنه مرض ما :
" لقيتوا ايه عليه ؟؟؟ اتكلموا ؟؟"
صمت يترقب الوجوه ليعلو حديثه وكأنه يتخبط في كل شيء حوله :
" لازم تعرفوا إن لو اللاب ده فيه اي فيديو لمراتي مش هيخرج من هنا وانا هكسره بنفسي حتى لو اضطريت ادخل اقتلهم واحــ "
قاطعه رشدي سريعا وهو يرى قرب انهياره :
" مش فيه ....متخافش يا زكريا فاطمة مش ظاهرة هما بس كانوا بيصوروا فيديو سلفي ليهم ومعترفين فيه بكل حاجة ومش بس كده كمان باقيت قاذورتهم اللي عملوها لان الظاهر مش فاطمة بس اللي عملوا فيها كده ."
ابتلع زكريا غصة في حلقة يرغب لو يبكي الان كــ طفل صغير، لكنه تحمل فيكفيه انهيارا حتى الآن فمنذ هذه اللحظة هو يحتاج لكل ذرة شجاعة وثقة بأن الله معه .....ذلك قد يخفف عن بعض ما يعيشه الان ...
" عايز اشوفهم "
نظر له الجميع برفض لتلك الفكرة ليتحدث هادي سريعا بما قرره قبل أن يأتي زكريا :
![](https://img.wattpad.com/cover/280977888-288-k634838.jpg)
أنت تقرأ
شيخ في محراب قلبي ( مكتملة )
Romanceوما باليّ بعد أن كنت قنوعًا في دعائي، أضحيت لحوحًا في طلبك؟ وما بال الدنيا بعد أن كنتِ غريبة عن حياتي، أصبحتِ كل حياتي ؟؟ وما بال قلبي لم يعد يخفق سوى لرؤياكِ؟؟ وما باليّ أصبحتُ شاعرًا بعد أن كنت في الحب زاهدًا ؟