الفصل السادس

160K 9.3K 3.1K
                                    

صلوا على شفيع الأمة ❤️











لم تستطع رفع عينها من عليه ...كم يبدو وسيما عن قرب...تنهدت بهدوء شديد وكأنها تخرج لوعة قلبها في هذه التنهيدة ...نظرت لشعره الجميل الذي لطالما اغواها للمسة وبدون أدنى تفكير مدت يدها ببطء جهة شعره تود لمسه وتخليل أصابعها فيه لكن فجأة وجدت يده تمسك يدها بعنف وكأنه خطاف ..لتشعر بوجع في رسغها ...وصل صوته لها هادئ وناعس لكن رغم ذلك جعلها ترتعش خوفا :

_بتعملي ايه ؟؟؟

ابتلعت بثينة ريقها برعب وهي ترى نظرته التي تكاد تحرقها حية لتخرج حروفها متلعثمة بشكل يثير الشفقة :

_ انا ...انا كنت ...كنت جاية اصحيك..مرات عمي هي اللي قالتلي اعمل كده .

انهت حديثها سريعا وهي تتنفس بعنف ليرمقها هو بنظرات مليئة بالشك لكنها لم تمنحه فرصة الحديث حيث سحبت يدها سريعا وبصعوبة وتحركت جهة الباب سريعا مرددة بتوتر :

_ فوق يلا وانا هحضرلك الفطار عشان مرات عمي نزلت تجيب حاجة

انهت حديثها وهي تفتح الباب وكادت تخطو خارجه حتى سمعته ينادي اسمها بنبرة ما تزال يظهر فيها النعاس لكنها جادة مرعبة :

_ بثينة ...

استدارت له ببطء ترسم ملامح متعجبة على وجهها في انتظار حديثه ....ليبادر هو بالقول بكل جدية ناظرا لعينها :

_ مينفعش تدخلي اوضة حد بدون استئذان وخصوصا لو شاب ...وكمان تقفلي الباب ...كده غلط وكبير اوي ..اتمنى متدخليش اوضتي تاني .

أنهى حديثه وهو يسحب ثيابه من الأرض ليخفي جذعه العاري عن انظارها بينما هي ظلت واقفة تنظر له نظرات غامضة ..

انتهى هادي من ارتداء الثياب العلوية الخاصة به ثم نهض متجها للباب تاركا إياها تقف جواره متصنمة ...خرج متجها للحمام الوحيد بالمنزل وهو يزفر بضيق لما كاد يحصل، دخل الحمام سريعا وأخذ يغسل وجهه بعنف ويمسحه بقوة وكأنه يرغب في نزع الجلد عنه نظر لنفسه في المرآة وهو يسب نفسه :

_ غبي ...غبي

تنفس بعنف وهو يستند بمقدمة رأسه على الجدار يتذكر ما حدث منذ قليل فهو كان نائما يحلم بها كعادته وفجأة شعر بأنفاس ساخنة تضرب وجهه للحظة ظن أنها هي وأن خياله رأف بحالته وقرر استحضارها خارج أحلامه علّه يروي ظمأة لكن ...فشلت كل آماله ولم يكن الامر مخططا من خياله بل كان واقعا ملموسا وهو يفتح عينه ويجد بثينة ترمق شعره بنظرات غريبة ويدها تتجه له و دون شعور أو تفكير وكردة فعل طبيعية امسك يدها بسرعة قبل لمسة ....ماذا كان سيحدث إن كان انجرف وراء خياله اللعين وجاراه في الأمر ...كان يمكن أن....
عند هذه اللحظة فتح عينه بصدمة وهو يمسح وجهه بغيظ شديد يستغفر وجهه...كان يمكن أن يؤذي بثينة أو يقول شيء هو نفسه يخجل منه ...فما بالك بفتاة .

شيخ في محراب قلبي ( مكتملة )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن