السابع والعشرين

143K 9.4K 1.9K
                                    

صمت هو كل ما قابلها من الجهة الأخرى حتى كادت تظن أنه اغلق المكالمة، لكن اسمه الذي ينير الشاشة أمام أعينهم هو ما أكد لها أنه مازال موجودا، فتحت فمها لتتحدث، لكن أي حديث هذا يمكن أن تقوله بعد كلمتها الغبية تلك لذا أغلقت فمها مجددا وكأنها سمكة تحاول التنفس خارج الماء ...

وبعد صمت طويل بعض الشيء وصلها صوته الذي كان ابعد ما يكون عن المزاح :

" بتتكلمي جد ؟؟؟ فاطمة حد عملك حاجة أو فيه حاجة حصلت ؟؟؟"

وكم آلمها خوفه عليها في حين أنها الان تمزح معه في أمر كهذا والذي كان من الممكن أن يكون مجرد مزاح عادي بين أي زوجين، لكن ليس هما فهما في حالة مختلفة عن الباقيين ...أخرجها همسه الحنون من شرودها :

" فاطمة حبيبتي أنتِ كويسة صح ؟؟؟يعني مفيش حاجة حصلت ليكِ "

وكان هذا أكثر ما يقلقه أن تكون تعرضت لشيء في غيابه مما دفع تفكيرها لهذه النقطة كما حدث منذ قليل ..يالله ماذا يفعل؟؟؟ هل يحضرها ويحبسها في منزله ولا يسمح لأى انسان برؤيتها حتى لا تتأذى ؟؟؟ كلما تركها، تعرضت لشيء محزن وهذا ما يؤلمه بشدة وهذا الصوت الغبي في رأسه يدفعه للالتصاق بها ....تنهد زكريا بوجع وهو يستمع للصمت على الجهة الأخرى قائلا لينهي هذا الأمر :

" فاطمة حبيبتي هقول كلمتين ومش هكررهم تاني ماشي ؟؟؟"

انتظر اجابتها والتي كانت عبارة عن همسة صغيرة

" ماشي "

" كلمة انفصال أو طلاق أو أننا نسيب بعض دي تمحيها من حياتك لأن ده هيحصل في حالة واحدة بس وهي إني أموت تمام ؟؟؟"

" بعد الشر عليك يا زكريا اوعى تقول كده بالله عليك والله انا اللي هموت لو حصلك حاجة "

كانت تتحدث وهي تبكي تتخيل تلك الفكرة المرعبة وبشدة ..حياتها بدون زكريا ...يالله حتى مجرد التخيل مفزع .

كانت شيماء تبكي بتأثر مما تراه وتسمعه أمامها حتى وجدت منديلا ورقيا يظهر أمام عينها لتأخذه من يد ماسة وهي تمسح به عينها وتسمع همس ماسة :

"اسمعي يا ختي اسمعي ..ده احنا متجوزين عربجية "

تحدثت بخفوت شديد وهمس :

" لا محصلش حاجة يا زكريا هو بس كنت مخنوقة و...."

صمتت لا تعلم ماذا تقول لذا تحدثت سريعا وهي تنهي المكالمة قبل أن يفلت الحديث منها وتخبره عن تلك اللعبة الغبية :

" بص خلاص انسى كل اللي قولته ماشي ؟؟هكلمك بعدين سلام يا زكريا"

أنهت كلمتها وهي تغلق المكالمة بسرعة تتنفس الصعداء محاولة ابعاد تفكيرها عما حدث ...رفعت بعدها نظرها للفتاتين  ثم انقضت عليهما بغل كبير وهي تصرخ بهما :

شيخ في محراب قلبي ( مكتملة )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن