"واحدة من أكثر الجُمل التي أؤمن بها والتي تُطمئِن قلبي دائمًا هي جُملة "وعلى نيَّاتكم تُرزقون".. أنا أؤمن جدًا بهذه الجُملة، وأطمئنُّ بها، فعندما تكون نقيًا من الداخل، يمنحك الله نورًا من حيث لا تعلم، يحبك الناس دون سبب، وتأتيك مطالبك دون أن تنطق بها.. صاحب النيَّة الطيِّبة هو من يتمنى الخير للجميع دون استثناء؛ فسعادة الآخرين لن تأخذ من سعادتك، وغِناهم لن ينقص من رزقك، وصحتهم لن تسلبك عافيتك، واجتماعاتهم بأحبتهم لن تفقدك أحبابك.. دائمًا كن الشخص الذي يمتلك النية الطيبة.. اللهم إنا نسألك سلامة القلب.""سبحان من أوحى إليك بنورهِ
لتظلَّ بدرًا ساطعًا عبر المدىصلّى عليكَ الله ما خفقَتْ بنا
أرواحنا ترجو جوارك موعدا"__________________
صوت خافت تسلل من بين اخشاب نافذتها ليثير انتباهها أثناء وقوفها في مطبخها تنتهي من غسل الأواني بعدما أطعمت ابنها وذهب للنوم قليلا .
اتجهت جهة النافذة ترهف السمع لذلك الهمس الخافت قليلا تحاول أن تتبين أي شيء من خلاله، لكن لم تستطع لذا مدت يدها وفتحت النافذة بهدوء شديد لتتفاجأ بوجهه يطل عليها منها بشكل اثار فزعها لتتراجع سريعا جاذبة طرف عبائتها بخفة ثم بصقت به بصقات وهمية وهي تتمتم برعب :
_ كده يا فراريجو كنت هتوقف قلبي .
ابتسم فرج وهو ينظر حوله بعدما تأكد من خلود ابنها للنوم وقرر النزول قليلا من على عرشه الذي يستقر في القهوة والمجئ بنفسه هذه المرة فيبدو أن هادي سيعزف عن مساعدته حتى اشعار آخر بسبب ما حدث :
_ وحشتيني يا ام اشرف .....
ابتسمت السيدة بخجل شديد وهو تنهره بعينها :
_ عيب يا فرج اختشي يا راجل ....هو إنت صغير ؟؟؟
بعدين اشرف نايم جوا ولو صحي دلوقتي هيفضحك في الحارة .لوى فرج فمه بضيق من هذا الأشرف الذي يقف في وجه سعادته مع والدته :
_ انا مش فاهم ابنك ده قلبه حجر ؟؟؟ ليه مش راضي يريح قلبي ويجمع قلبين سوا ؟؟؟
تنهدت ام اشرف وهي تجيبه مبررة لابنها :
_ اعذره يا فراريجو صعب برضو بعد العمر ده يجوز أنه لراجل تاني ....
تشنج وجه فرج وكاد يتحدث لولا شعوره بيد تمسك بثيابه من الخلف بعنف شديد جاذبة إياه خارج هذا الشارع الفرعي الصغير والذي يحتوي منزل ام اشرف ومنزل اخر فقط ....
أخرج فرج الخطاب سريعا وهو يشعر بنفسه يبتعد عن ام اشرف ثم ألقاه سريعا على النافذة وهو يصرخ قبل أن يخرج من الشارع :
_ اقرأي الجواب يا أم اشرف ...تصبحي على خير يا حبة الجلب ...
أنهى حديثه وهو يلوح لها بيده بشكل مثير للضحك بينما كان هادي يجذبه لخارج الشارع حتى وصل به أمام الشارع الصغير وتنحى به جانبا لأحد الجدران يهمس بشر كبير :
أنت تقرأ
شيخ في محراب قلبي ( مكتملة )
Romanceوما باليّ بعد أن كنت قنوعًا في دعائي، أضحيت لحوحًا في طلبك؟ وما بال الدنيا بعد أن كنتِ غريبة عن حياتي، أصبحتِ كل حياتي ؟؟ وما بال قلبي لم يعد يخفق سوى لرؤياكِ؟؟ وما باليّ أصبحتُ شاعرًا بعد أن كنت في الحب زاهدًا ؟