اقتباس من الحلقة الخاصة

66.5K 5.1K 607
                                    





#اقتباس



دخل زكريا للمنزل وما كاد يخطو خطوة إضافية حتى كان صوت فاطمة يهز أرجاء المنزل كله من قوته وهي تصرخ بابنه البكر ....

" محمـــــــــــــــد "

اغمض زكريا عينه يستعد نفسيا للمناقشة الطويلة التي ستحدث خلال ثواني ثم أخذ نفسًا عميق وكأنه على وشك الغوص في محيطٍ ما ..ثم ردد بخفوت :

" استغفرك ربي و اتوب اليك "

تحرك بعدها صوب البهو الذي تقبع به زوجته رفقة ابنه البكر والذي يبلغ من العمر أربعة عشر عام ورفقتها اميرته والتي تبلغ نفس عمر بكره فهما توأمان إلا أن محمد قد سبقها بدقيقة كاملة لذا هو في حكم الابن الأكبر لديه ......

" حصل ايه يا فاطمة ؟؟؟؟؟صوت زعيقك جاب اخر الدنيا "

استدارت فاطمة سريعا وهي تمسك في يدها منفضة السجاد تلوح بها في غضب شديد :

" استنى انت يا زكريا لما اربي ابنك اللي معرفتش تربيه ده "

أنهت كلماتها ثم استدارت لمحمد الذي كان يجلس بكل هدوء يستمع لصراخ والدته الذي اعتاده حتى أصبح جزء لا يتجزأ من يومه ....

" قولتلي بقى الحلو عايز يعمل ايه ؟"

نظر زكريا لابنه ينتظر اجابته ليعلم سبب غضب فاطمة هذا ليصدر حينها صوت صغيره الحبيب وهو يتحدث بكل جدية :

" لا اعلم يا امي ما العيب في أن أصبح لاعب كرة قدم ؟؟؟؟وايضا انا لا اريد اكمال دراستي لما لا تتركيني احقق حلمي؟؟؟؟؟ فأنا بارعًا في كرة القدم كما ترين و.... "

" اخــــرس ..."

كانت تلك كلمة زكريا الزاجرة لابنه لتبتسم فاطمة وهي تتراجع مفسحة الطريق لزكريا ليتولى هو زمام الأمور :

" اديك سمعت ابنك عايز ايه ؟؟ اتفضل بقى اتصرف معاه لاني مش هتكلم تاني انا هسيبك انت تتصرف  "

نظر زكريا لابنه بتحذير شديد وهو يرفع إصبعه بصرامة هاتفا :

" ماذا قلت للتو ؟؟؟ هيا أعد حديثك على مسامعي علّي أخطأت السمع أو ما شابه "

نظر له الصبي وهو يبتلع ريقه بخوف من نظرات والده :

" اريد ترك الدراسة ولعب كرة القدم "

ابتسم زكريا بشر وهو يقترب من ابنه يجذبه من ثيابه :

" لا يا فهيم مش ده اللي قولته ... إنت قولت ( أنا بارعًا في كرة القدم ) ده في حكم مين ياعنيا إن خبر المبدأ
منصوب ؟؟ "

كانت فاطمة تستمع لحديثه في البداية وهي تبتسم بتشفي لملامح الرعب على وجه ابنها لكن فجأة اختفت بسمتها وهي تستمع لحديث زكريا ثم استدارت له بصدمة وكأنها تخبره " حقا ؟؟؟ أهذا ما أثار حنقك ؟؟؟"

ابتلع محمد ريقه وهو يحاول ايجاد تبرير لتلك الجريمة التي قام بها للتو في حق اللغة والتي تعد في عين والده جريمة تستحق القتـــ.ل :

" أنا أنا فقط وجدتها مناسبة هكذا "

" حلو نركن بقى النحو على جنب ونضيع تعب ابو الاسود وسنين عمره اللي قضاها في وضع علم النحو ...ونقعد نفصّل نحو على مزاجنا طالما مش عاجب سيادتك إن خبر المبتدأ يكون مرفوع وشايف إنه لو منصوب هيكون اشيك "

صاحت فاطمة بنفاذ صبر :

" زكريا ...."

قاطعها زكريا بيده :

" اصبري أنتِ يا فاطمة نشوف الاستاذ اللي واقف يطقم الاعراب على الكلام ويشوف اللي لايق واللي مش لائق  وماشي  يخبط في الثوابت الأعرابية ولا همه حد "

" هو ده اللي شاغلك ؟؟؟ بجد ؟؟؟ يعني علمت عيالك ميتكلموش غير فصحى زيك وسكت ...دلع وبوظتهم وسكت لكن توصل إن تسيب المصيبة اللي احنا فيها دي وتقعد تصحح اخطاء ابنك وهو بيسرد عليك بلوته لا بقى كده كتير اوي أنا زهقت من ام البيت ده ...اقولك انا هروح عند امي لا تقولي نحو ولا صرف ولا بلاغة وهسيبك إنت وعيالك ترفعوا وتنصبوا وتجروا براحتكم اياكش تتجروا في ميدان عام واحد واحد يا بعده "

أنهت فاطمة حديثها ثم اندفعت صوب الباب ومنه صعدت للاعلى حيث تقبع شقة والدتها وهي ترغي وتزبد بغضب شديد....

نظر الجميع للباب الذي أغلق بعنف شديد بعدم فهم ليصدح صوت عائشة (ابنة زكريا ) وهي تقول بلوم :

" ارأيت ما فعلت يا محمد ماذا كان سيحدث لو أنك رفعت الخبر؟؟؟؟؟"



_____________________________________

بصوا هكتب بارت طويل عريض كده يكون كله احداث كوميدي ومشوقة باذن الله بس هنزله الاربع عشان عندي امتحان شفوي يوم الاثنين ......

شيخ في محراب قلبي ( مكتملة )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن