هدوء وسلام يعم الحارة كلها و قد بدأت اصوات الباعة تنتشر في الإرجاء منبئة ببداية يوم جمعة آخر على ذلك المكان ......
صوت فتح أحد المحلات يتخللة صوت نداء إحدى النساء لبائع يمر من أسفل منزلها وهناك أيضا من بعيد يأتي صوت صراخ يبدو كما لو أنه لمراهق ......
كان يقف أسفل العمارة الخاصة بهم وهو يحمل عصا في يده ينظر للمنزل المقابل له حيث يقف مراهق آخر في النافذة ينظر له بغيظ ....
كان يصرخ بنبرة تبدو كما لو أنه مجرم صغير خرج للتو من السجن :
" نعيد تاني عشان الناس اللي مش بتسمع ...تسمع "
أنهى كلماته وهو ينظر بعين المراهق الذي يتوسط النافذة أمامه ثم أكمل بعد صمت مشددا على كل كلمة قالها :
" بسنت بنت الحاج رشدي تخصني يا حارة ....واي عيل دماغه توزه ويقرب منها هطير رقبته ...امين ؟؟؟؟"
كان يتحدث بكل جدية وهو يقلد ذلك المشهد الذي شاهده بالأمس في أحد الأفلام التلفزيونية وهناك من الاعلى كانت تقف المقصودة بالحديث وهي تبتسم بفخر لذلك البطل الصغير الذي يدافع عن حقه المكتسب بها وجوارها يقف أخيها الصغير وهو يقول :
" بابا لو سمعه هيطين عيشته "
استدارت بسنت الصغيرة البالغة من العمر ثلاثة عشر عاما وهي ترمق أخيها الأصغر البالغ عشر سنوات بضيق :
" وهو بابا هيسمعه فين يعني ؟؟؟ هو دلوقتي قاعد في المحل عند عمي زكريا ومش هيجي دلوقتي "
لوى الصغير شفتيه بحنق وهو يمد رقبته يشاهد باقي ذلك المشهد الهابط ليلمح أبن عمته الكبير يقف أمام المنزل يلوح بعصاه وهو يهدد الشخص الآخر في النافذة ......
ابتسم رائف وهو يراقب تعبيرات غريمة الحانقة فهو البارحة لاحظ تقربه من بسنت أثناء وجودهم في المدرسة لذا أراد أن يوصل له وبوضوح أن بسنت ابنة خاله تخصه هو وفقط ...خرج رائف من شروده على صوت صراخ أخيه الأصغر والذي كان يقف بالنافذة يراقب ما يفعله :
" رائف الحق بابا جاي جري من اخر الشارع وشكله كده شم خبر باللي بتعمله "
فتح رائف عينه بفزع شديد وهو يلقي العصا برعب راكضا داخل المنزل يصرخ بخوف من والده ....
وهناك من نهاية الشارع كان يأتي راكضا وهو يتوعد ذاك المجرم الذي انجبه فعندما كان يجلس رفقة زكريا ورشدي في المحل كعادتهم يوم الجمعة منذ كانوا اطفال أتى له أحد الأطفال يخبره بما يفعله ذلك الاحمق رائف ...
وعندما أوشك هادي على بلوغ البناية الخاصة به والتي يسكن بها رفقة رفيقيه لمح طرف ابنه الذي ركض للاعلى وكأن شياطين الأرض تتبعه ليجز على أسنانه بغضب شديد وهو يركض صوبه يخرج حزامه من ثيابه صارخا بغضب جحيمي :
أنت تقرأ
شيخ في محراب قلبي ( مكتملة )
Romanceوما باليّ بعد أن كنت قنوعًا في دعائي، أضحيت لحوحًا في طلبك؟ وما بال الدنيا بعد أن كنتِ غريبة عن حياتي، أصبحتِ كل حياتي ؟؟ وما بال قلبي لم يعد يخفق سوى لرؤياكِ؟؟ وما باليّ أصبحتُ شاعرًا بعد أن كنت في الحب زاهدًا ؟