الفصل الثامن

145K 9.5K 3.5K
                                    


ضع أمرك في ودائع الله " وقل : ( يارب سلمتك أمري وكل ما أملك ) الله وحده من يقدر على تخفيف حملك وحده من سيصلح لك أمرك.

صلوا على نبي الرحمة

_____________








كادت تتقدم منه برعب شديد و قد تأكدت أنها وبالفعل شخص منحوس ...لكن حظها العثر ذاك لا يظهر سوى مع ذلك الممدد ارضًا يصرخ متأوهًا ..

تحرك لؤي سريعًا صوب ابنه يبعد الأواني عنه بينما زكريا شعر كما لو أن رأسه لم تعد تستقر أعلى كتفيه ..تحرك ببطء مستجيبا ليد والده التي تجذبه بينما صوت تأوهات خافتة جدا مازال يخرج من حلقة كل ثانية .

ركضت له وداد وهي تمسكه مربتة على كتفه بحنان :

_ حبيبي إنت كويس ؟؟ دماغك لسه في مكانها ؟؟

رمق زكريا والدته بحنق مجيبا تساؤلها :

_ ايوة يا امي دماغي لسه مكانها الحمدلله .

زفرت وداد براحة ليخرج زكريا من حنجرته صوت متذمر من حديث والدته وكأنه أصبح بلا عقل بسبب سقوط الطنجرة على رأسه ...

سار زكريا مع والديه وهو ما زال يتحسس رأسه بألم شديد لتركض وداد تحضر له بعض الثلج فوجدت فاطمة تقف في المطبخ وحدها بخوف وشعور بالذنب ...تفهمت وداد ما تشعر به لذا اقتربت منها ببطء مربته على كتفها بحنان :

_ اللي حصل قدر ومكتوب متحمليش نفسك أي ذنب ...

نظرت لها فاطمة بأعين دامعة ..ماذا تقول لها ؟؟؟ أنها ليست مرتها الاولى التي تكاد تقتل ابنها فيها ؟؟حسنا بالطبع هي لن تقول ذلك فيكفيها نظرات الشيخ التي تخبرها وبوضوح بأن موته سيكون على يدها يوما ما ......

خرجت وداد تاركة فاطمة وحدها لتعطي ابنها الثلج وتعود لها فيبدو أنها حساسة للأمر كثيرا.....

_ آه بتعمل ايه يا حاج انت ؟؟؟

كان ذلك صوت زكريا المتوجع بسبب يد والده التي ما تنفك تضغط على رأسه المتورمة....أجاب لؤي ببساطة وهو يعيد الكرة :

_ بضغط على البوقليلة يمكن تفس .

نظر له زكريا ثوانٍ دون ردة فعل ثم قال بعد تفكير ساخرا :

_ طب ما تجيب دبوس و تخرمها وبكده تفس بسرعة

ابتسم لؤي باتساع وقد لاقت الفكرة استحسانه ليترك ابنه ويركض لغرفته سريعا يحضر دبوس من عند وداد ليقوم بالأمر بينما زكريا نظر في أثره بصدمة ...هل صدق الأمر حقا ؟؟؟ فزع وهو يرى والده يعود ركضا ببسمة متحمسة بلهاء يشهر أحد الدبابيس الخاصة بوداد قائلا ببسمة تبدو مرعبة كما افلام الرعب :

_ متخافش دي شكة دبوس ........

_________________

كانت الأجواء مشتعلة والنظرات المتبادلة تكاد تحرق الجميع ....ابتسمت ماسة بخبث شديد تسمع صوت خطوات رشدي يقترب من غرفة شيماء بسرعة أعقبها صوته القلق هاتفًا :

شيخ في محراب قلبي ( مكتملة )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن