البارت 28
نور الصعيدظلت الأمور كما هي إلي صباح اليوم التالي ، فاقت فريده وطلبت من الطبيب أن يحضر لها الزايد إندهش عزام ونظر لـ أبيه كما أندهش الزايد أيضاً فهو كان يتوقع أن يكون هو آخر من تود فريده أن تطلب رؤيته ، ذهب لرؤيتها كانت فريده في غاية التعب تتحدث بصعوبه ونهجان ، أقترب الزايد من السرير النائمه عليه سحب مقعد وجلس ينظر إليها بحيره .....
- حاسه اني هـموت بس مش مهم انا مش هاخد زمني وزمن غيري كفايه اني هموت وبنت قلبي زعلانه وحزينه بسببي ، انا عارفه أن اللي عملته كان غلط وأنكم كلكم عمركم ما هتسمحوني بس دا كان غصب عني لما بنتي الحقيقيه ماتت وهي بتتولد وعرفت اني مش هقدر أخلف تاني خُفت ، خُفت عزام يسبني وخُفت انك تأثر عليه وفي نفس الوقت لما نور أتولدت وأمها ماتت وهي بتولدها هي كانت محتاجه ام ، الدهشوري طلب مني اني أخدها كأنها بنتي ، معرفش ليه ساعتها وافقت مع اني كنت عارفه أن دا غلط بس حزني علي بنتي اللي ماتت وصدمتي اني مش هخلف تاني خلوني كنت ضعيفه وكمان حبي لأبنك عزام كان صعبان عليا انه يعيش طول عمره من غير ما يجرب أحساس الأب ، انا وعزام كنا محتاجين لنور ونور كانت محتجاني ، الظروف هي اللي حكمت علينا .......= كل دا ميديكيش الحق في اللي عملتيه انتِ كدبتي علينا كلنا وخلتيني أجوز نور لأسد وسكتي وانتِ عارفه انها بنت الدهشوري اللي قتل أهله أنتٍ فاهمه هو حاسس بٱيه دلوقتي ...
- عارفه ، بس انت السبب ، انا وابنك حبينا بعض وملناش دعوه باللي أخويا عمله ، كنت عقبه هو لوحده مش تعاقبني انا وأبنك ، انت السبب فى اللي حصل ....
= أنا كنت مأجل عقابه لما أعرف مكانك انتِ وأبني عزام بس وقت الحساب خلاص جه وكل واحد غلط لازم يتعاقب ....
- وصيتي ليك بنتي ، نور ملهاش ذنب في اي حاجه مكنتش تعرف ، والله العظيم مكنتش تعرف متأذيهاش ومتخليش أسد يأذيهاأغلقت فريده عينها للمره الأخيره التي لا تسطيع أن تفتحهم وتري أبنتها مره أخري ، سمع الزايد صوت الاجهزه وهي تصفر ، وبسرعه دخل الطبيب وقام بمساعدة التمريض بعمل صدمات كهربائيه لإنعاش القلب مره أخري ولكن أمر الله قد نفذ ليسمع الزايد الطبيب وهو يخبره البقاء لله ، خرج الزايد من الغرفه ليري التوتر علي عزام وكرم ليخبرهم بوفاة فريده ، أتصل الجد بـ أسد وأخبره بوفاة فريده وأخبره أن يخبر الجميع ويأتون للمشفي لأنهم سيأخذونها للمقابر من هناك ولن يدخلها البيت مرة ثانية حتي وان كانت متوفية ، أخبر أسد والدته وطلب منها أن تخبر نور، أسرعت والدته لغرفة نور تمسك يديها بحب والدموع تملئ عينيها ، وضعت نور يديها علي قلبها وكأنها علمت ما تود ثريا أن تخبرها ولم تسطيع نور أن تأخذ نفسها ، أصبح قلبها يدق سريعاُ، كم تمنت أن يكون أسد في هذه اللحظه لجوارها ، في نفس الوقت دخل أسد ، عندما رأته أرتمت بين أحضانه وتمسكت به بشده وهي تنتفض خوفاً من سماع الكلمه المنتظره ورغم حالتها تلك إلا أنه لم يستطع أن يضمها بيده ، نظرت إليه ثريا نظره فيما معناها أنه هذا الوقت الذي يجب أن يكون بجانب زوجتة فعلاً ، لم يتحمل ارتعاشها أكتر من ذلك ضمها لحضنه بشده ....
- البقاء لله يا نور ....
نطق تلك الكلمة وهو يشدد عليها بين زراعية كلما صرخت يريد أن يدخلها داخل قلبه بعيداً عن هذا العالم القاسي ، الجميع يبكي علي حال تلك المسكينه التي تأتي إليها المصائب واحده تلو الأخري ، كيف لها أن تتحمل كل هذا أن تعرف أن من عاشت معهم طيله عمرها ليس بأهلها ، وان الرجل الوحيد الذي أحبته هي عدوته، وان أمها التي ربتها ماتت اليوم ..
- لازم نروح المستشفي دلوقتي جدي هايخدها المقابر عالطولوصل الخبر للدهشوري فلم يتحمل فأخرج هاتفه وأتصل بـ الزايد
- انت اللي قتلتها ، ورحمة أختي لهاخد بنتي وأخد حق أختي ، ومش هيكفيني فيها أحفادك كلهم(بعد مرور ثلاثة أيام .........)
تفاجئ الزايد بحضور الدهشوري لـمنزلة
- من غير سلام انا عايز بنتي يا زايدأخرج أسد سلاحع وصوبه تجاه الدهشوري ، ليتفاجئ بصوت نور تنادي نظر لها وعاد النظر لدهشوري
- اللي ليه حاجه يطلبها بأدب ، بنتك انا مش عايزها ولا يشرفني أنها تكون مراتي .....وقفت نور متجمده مكانها من صدمتها عندما سمعت حديثه ، كادت أن تقع علي الأرض ولكن سندتها يارا ، قام الزايد من مكانه وذهب تجاه أسد وأنزل السلاح أرضاً .....
- أنا موافق انك تاخدها معاك ودلوقتي. .....كور أسد قبضة يده ليتحكم في غضبه وحزنه إذا أعطي الزايد نور لـ الدهشوري ، ولكن كيف لها أن تبقي بعد ما سمعت تنازلك عنها بهذه السهولة ليكمل الزايد
- بس نور لحد دلوقتي تبقي مرات حفيدي ومحدش يقدر ياخدها من هنا غصب عنها وحتي لو هي موافقه مفيش مخلوق يقدر ياخدها من هنا غصب عني حتي لو كان أبوها .....= انت قولت انت وحفيدك انكم مش عايزنها بينكم .....
- ورجعت في كلامي ، لو نور هي السلاح اللي هيذلك ويكسرك مستحيل تاخدها حتي لو هي موافقه .....
* مش موافقه ...........نظر الجميع لنور لتكمل
- أنا مش موافقه أرجع معاك ، وكمان مش موافقه أعيش مع ناس مش عايزيني في حياتهم ....
قالت هذه الكلمات والدموع تنهمر من عينيها وهي تنظر لدهشوري
- انت صحيح أبويا بس للأسف أستخدمتني من وانا لسه عمري يوم عشان مصلحتك ، بعتني عشان تحقق هدف معين في دماغك ،وجاي دلوقتي تقولي انتِ بنتي بعد مادمرت حياتي ، بعد ما خلتني مش عارفه انا مين ولا عايشه ازاي ، عايشه مع ناس معرفش هما بيحبوني ولا أعدائي ، دخلتوني في دوامه دم وتار وانا معرفش حاجه ومليش ذنب في اي حاجه ، أنا ماليش ذنب يا أسد ، ماليش ذنب اني حبيتك وانت عدوي ، مكنتش أعرف ان أبويا الحقيقي هو اللي قتل أهلك ، متعاقبنيش علي ذنب مش ذنبي علي حياه ما أخترتهاش ......= انتِ بنت اللي قتل أبويا وأمي ومش هقدر أكمل وأنا عارف أن هي دي الحقيقه انا هطلقك وانتِ ليكِ حرية الأختيار تعيشي فين ومع مين
- ازاي بتقولي اني حره وليا حرية الأختيار مع انك قررت انك تطلقني وتبعد ومن غير ما تعرف اذا كنت عايزا كدا او لا ، فين الحريه اللي انت بتتكلم عنها ، بس للأسف القرار دلوقتي لا بإيدك ولا بإيدي ولا بإيد اي حد من الموجودين هنا ، أندهش الجميع من كلام نور ونظر إليها الزايد بتعجب متسائلاً
- تقصدي ايه بكلامك= أنا حامل
صمت الجميع وهم في حالة ذهول وتعجب وخاصة الزايد ، أما عن أسد فنظر لـها بذهول شديد ونظرت إليه بتحدي وأقل ما يقال إنه قد شل ، لانه يعلم جيداً أنه لم يلمسها إلي الآن ولكن لم يستطيع أن يتفوه بالحقيقه أمام الجميع وخاصة جده و الدهشوري ........
أنت تقرأ
نور الصعيد
General Fictionعاشت عمرها لم تعرف أن لها أهل موجودين في الصعيد ..وفجئه تكتشف أهلها وتجبر علي الزواج بابن عمها ولكن ماذا اذا كانت هي في الحقيقه تزوجت من أكبر عدو لها وليس ابن عمها ..نور الصعيد