EYES ON HER | العُيونْ عليْهَا

٤- لقد كانت ليندسي طوال الوقت

يُقال أن الموهبة تحتاج إلي رعاية وصاحب الموهبة يحتاج إلي مثل أعلي، بالنسبة لـليندسي تمثل هذين المفهومين في چاين، لذا أصبحت ليندسي شخصًا آخرًا بعد رحيلها، لدرجة أنَّها اندهشت من تأثير چاين عليها، هي وچاين لم تكونا قد تسكعتا سويًا أو تحدثتا لوقت طويل علي الهاتف أو في غرف المحادثة، لم تبيت إحداهما عند الأخري بالرغم من تقابل منزليهما، وفي الكثير من الأوقات كانتا تلتقيان محض صدفة في مبني الشركة إذا تصادفت أوقات ترويجهما، لكن چاين كانت أول وآخر شخص يمد يد العون لـليندسي الصغيرة التي كانت تفتقد إلي كل شيء باستثناء صوتها لذا جعلها ذلك ترتبط بچاين علي نحو قوي وكانت چاين هي الأخري تشعر بالمسئولية ناحية ليندسي الصغيرة وتفخر بكل خطوة تأخذها نحو القمة، لكن چاين لم تعد هنا لذا لم تعد ليندسي علي طبيعتها.

لشهر كانت ليندسي تُظهر أنَّها بخير تمامًا أمام الشاشات وأمام الجميع حتي تختلي بنفسها، كانت تتدرب بلا توقف لتشحذ عزيمتها، وتهتم بمواعيد الاجتماعات من أجل الألبوم الثاني لهذا العام وفي آخر اجتماع تم الاتفاق علي إقامة حملة للترويج لـليندسي أكبر من الماضية لذا قريبًا جدًا سيمتليء جدولها بمواعيد التسجيلات والمراجعات الصوتية والتصوير كذلك، لكن هناك خبر سار أبهَج ليندسي قليلًا، بالأمس اتصلت بها والدتها ودعتْهَا للقدوم للمنزل لأن سي ريم علي وشك العودة بعد أن أنهي اختبارات التقدم للجامعة في مدرسته الداخلية.

يون سي ريم يكون أخيها الصغير، وهو غير شقيق لأنه أخيها من والدتها فقط لكن اسم العائلة بالنسبة لـليندسي يعتبر محض شكليات فهي نفسها تحمل اسم زوج والدتها وتدعوه بوالدها أيضًا، إلا أنَّ هناك فرقًا بالنسبة لها بين كلمة والدي وكلمة أبي، ولا تذكر إلا القليل عن الشخص الذي دعته بأبيها لأنها افترقت عنه في الصغر،هناك بعض الذكريات الضبابية قد غزت أحلامها وشوَّشتْها ومع مرور السنوات أصبحت لا تألف هذة الذكريات إذا انتابتها وكأنها جزء من حياة شخص آخر، لكن رغم كل هذا الصراع كانت لا تهتم بشيء في منزل والدتها إلا سي ريم، وُلِدَ سي ريم عندما كانت ليندسي في السابعة وكان مفهوم التماثل يعجبها إلي حد كبير لذا ابتهجت كثيرًا عندما أُخبِرَت بأن أخيها يحمل اسمًا يُطابق خاصتها بنسبة ثلاثة أرباع ، قضت سبعة أعوام كاملة برفقته يلعبان سويًا ويكتشفان هويتهما الغنائية، حيثُ كان سي ريم يحمل صوتًا عذبًا كـليندسي وكلاهما ورثَه عن والدتهما ( هالي ) ، لذا استمتعا بترديد أغنية (نجوم صغيرة) المفضلة له قبل أن يخلد إلي النوم وتخلد ليندسي بجانبه أيضًا، لكن ليندسي اضطرت للانفصال عنه عندما اشتركت في المسابقة من أجل التدريبات والتحضيرات ومنذُ ذلك الوقت لم تعد تراه، سي ريم أيضًا لم يعد يعاملها بنفس الود لكنها متأملة أن يكون قد كبر ونضجَ.

طرقت ليندسي باب المنزل لتفتح الخادمة، تحركت بخطوات دقيقة نحو غرفة المعيشة، لم تكن ليندسي قد ألَفت هذا المنزل لأنَّه ليس منزل طفولتها، بل منزل اشترته لعائلتها بعد أن أصبحَ لديها مالًا كافيًا، وجدَت زوج والدتها يجلس علي إحدي الأرائك البيضاء الجلدية ممسكًا بمجلة سترايك، تنهدت بصوت خافت متوجهة إلي الأريكة المجاورة، جلست بهدوء قبل أن تُشيِّع نظرها في الأرجاء لتجد أنَّهُ لا أثر لأُمِّها