١١- مُغفَّلة

32 9 27
                                    



في ذلك اليوم خرجت ليندسي لتتنفس هواء المدينة كفتاة عادية، ساعدتها
رو نا في التجول بشكل أكثر راحة، كانت ليندسي قد سئِمت من التبضع لذا وجدَت زيارة المعارض الفنية أكثر تشويقًا وإلهامًا، اشترَت لوحة لفنان مبتديء دعمًا لفَنِّه وأسلوبه الذي أعجبها، كذلك اشترت قطعة من التُحَف القديمة وأهدتها لرو نا لتشكرها علي اعتنائها بها، ظلَّت رو نا تُخبرها أنَّه لا داعي وأنها تستمتع برفقتها كأخت صغري، لكن ليندسي لم تكن تدري إن كانت ستلتقي بها مرة أخري في حياتها لذا أصرَّت علي منحها هذة الهدية البسيطة قائلة " سأكون ممتنة إن خصصتِ لها مكانًا في منزل زواجك "

كان للجلوس في الهواء الطلق مفعول السحر علي ليندسي، رغم أنَّ الطقس كان يحمل لسعة برد إلا أن الأمر كان يستحق الجلوس لمشاهدة تساقط الثلج، انصرفت رو نا لدخول الحمام في مقهي قريب بعد أن شعرت بألم في بطنها، عندها لم تجد ليندسي شيئًا يصرفها عن العودة للتفكير في يوسب، لقد حصلت علي عنوانه خلسة من مذكرة كيومي، وكانت تنوي الذهاب لرؤيته مع ذلك كانت تُماطل، كانت متلهفة لرؤيتِه لكن ماذا بعد اللقاء؟، لقد قست الحياة عليهما كثيرًا لذا لا داعِ للجفاء، هذا ما فكرت فيه ليندسي حينما حسمت قرارها، هي حتمًا ستذهب لرؤيته غدًا، إنها الفرصة الأخيرة لها بما أنَّ كيومي قد انتهت من ترتيب جدول أعمال كوريا، وربما في أي لحظة ستكون هنا وحينها سيصعب الأمر عليها كثيرًا.

عندما بدأت تعود للواقع وتخرج من زوبعة أفكارها، شعرت أنَّ رو نا تأخرت بعض الشيء، فنهضت للاطمئنان عليها، دلفت إلي المرحاض ونادت باسمها، كان المرحاض فارغًا وهناك صوت تأوه خفيض مما جعل قلب ليندسي ينكمش.

" رو نا، هل أنتِ في الداخل؟ " قالت ليندسي إلا أنها لم تحصل علي إجابة وظلَّ ذلك التأوه مستمرًا

أخذت خطوات وئيدة نحو المرحاض وطرقت علي الباب، كان موصدًا من الداخل فلم تستطع فتحه، هرعت للخارج للحصول علي المساعدة، جاء أحد العاملين، كسَر القفل وفتح الباب برفق حتي لا يؤذي التي بالداخل.

هرعت ليندسي إلي الداخل فور رؤية رو نا ملقاة علي الأرض، تمسك بجانبها وتتأوه، ذهب العامل للاتصال بسيارة إسعاف، وفي تلك الأثناء كانت رو نا فقدت وعيها بالفعل.

في سيارة الإسعاف، اتصلَت علي خطيب رو نا من هاتف الأخري، حمدَت ربها أنَّهُ أجاب فورًا وأطلعتهُ عمّّا حدث، وأخبرها أنه سيوافيها بالقدوم إلي المشفي، لحُسن الحظ لم يتأخر كثيرًا وجاء فقط عندما خرج الطبيب من الغُرفة، كانت رو نا تحتاج إلي جراحة لاستئصال الزائدة الدودية، وقَّعَ خطيبها علي الموافقة الكتابية وانتظر كلاهما في الاستقبال بعد أن تم ادخال رو نا إلي العمليات.

 EYES ON HER | العُيونْ عليْهَاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن