٣٤- عاقبة أفعالها

32 8 30
                                    




في ردهة مشفي سيول العام، كانت تركض برفقة بعض أفراد طاقم التمريض وأحد الأطباء وهم يدفعون عربة نقل المرضي نحو غرفة العمليات، لم يكن لديها نفحة من القوة في قدميها ومع ذلك كانت تركض بأسرع ما يمكنها ، فحياة والدها تعتمد علي الوقت.

" لقد نزف كثيرًا، لديه إصابة قديمة في عموده الفقري، هو لا يعاني من أي مرض مزمن وفصيلة دمه باء، يمكنكم الأخذ من دمائي إنها متطابقة " تحدثت بصوت مبحوح باكي وهي تركض، كان الطبيب يتحدث عن تجهيز غرفة العمليات لكنها لم تستوعب أي شيء مما قاله، وعند الوصول إلي الغرفة قامت إحدي الممرضات بمنعها من الدخول وإغلاق الباب فتراجعت للخلف

اتخذت بضعة خطوات هزيلة للوراء حتي اصطدمت بأحد المقاعد فتعثرت لتقع عليه بلا قوة، رفعت كفيها لتنظُر إليهما، كانا يرتجفان بينما تغطيهما الدماء، حاولت مسح الدماء علي ملابسها لكنها أبت أن تختفي لأنها جفت بالفعل، أخذت تحك كفيها بعنف حيث أصابها اليأس، صرخت لثوانِ قبل أن يختفي صوتها فلم تستطع حتي النحيب.

كان من بالطابق بأكملهم ينظرون إليها، تبدو كمشردة بثيابها التي يكسوها التراب والدم، أصوات التهامس من حولها لا تنفك عن الوصول لمسامعها لتؤذيها أكثر فأكثر.

" هذة هي عاقبة أفعالها "

" إنها مثيرة للشفقة "

" ستطول لعنتها جميع من حولها، وستبقي منبوذة في النهاية "

نكست رأسها للأسفل وغطَّت أذنيها بشدة، متأذية مما يقولونه، مع ذلك كان الصوت يزداد ارتفاعًا كلما غطت أذنها، وكأن هذة هي نهايتها الحقيقية، أغمضت عينيها بشدة متمنية أن يكون هذا كابوسًا وأن تستيقظ منه.

شعرت بظل الشخص الذي وقف أمامها فأحكمت إغلاق عينيها، لمست يداه الدافئتان يديها المستقرتين حول أذنيها فتصلَّبَ جسدها أكثر، أخذت تقاوم في مكانها لكن تلك الييدين جذبتا يدها لإبعادهما فورًا عن أذنيها وآتاها صوتًا مألوفًا لتفتح عينيها ببطء

" لا تخافي، أنا يو چين " رأت وجهه المليء بالقلق والارتباك، تركَ يديها خوفًا من أن يؤلمها ، أخذت تشهق دون صوت، فصوتها زالَ من كثرة الصراخ، خلعَ معطفه ووضعه علي كتفيها لتغطية سترتها الممزقة.

 EYES ON HER | العُيونْ عليْهَاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن