آش

20.2K 309 36
                                    

فوت قبل القراء بليز🙏

في قصر الزعيم:
كانت الخادمات بملابسهن الموحّدة يتحركن باضطراب قلِق في أرجاء المكان، الكل خائف، عادةً يتصرف الزعيم بهدوء مهما كانت المعضلة التي يمر بها، إنها أول مرة يرينَه بها بهذه الحالة.
في غرفة المكتب وقفتْ فايوليس مخفضةً رأسها أمام أوديس، أما الأخير فكان يجلس على المكتب فارداً ذراعاه على ذراعَي الكرسي يناظر الفتاة الواقفة أمامه بغضب، لقد استمر بأرسال نظراته الساخطة منذ أن دخلا هذا المكتب قبل نصف ساعة لكن هذه الفتاة الوقحة لم تنظر إليه حتى ولم تنبس ببنت شفة، هي فقط اكتفت بالنظر إلى الأرض، يالِ جُرأتها!
-لمَ لا تنظرين إلي؟
رفعت الفتاة الخائفة عيناها عن الأرض إلى عيناه لكنها ما لبثت أن انزلتهما مرةً أخرى
-أوي!
ضرب على الطاولة لتشهق الفتاة بفزع، كما عَلَتْ أصواتُ الذين في الخارج خلفَ الباب، يبدو أن بعضَ الخدمِ يحاولون استراق السمع، ضربَ أوديس بيديه الطاولة مجدداً إبّان وقوفِهِ، استدارت فيوليس إليه متابعةً إياه وهو يمشي باتجاه الباب، فتح الباب فوقعتْ خادمتان وخادم كانوا يستندون على الباب مستمعين، كما هرب البعض يمنةً ويسرة ممن كانو يستمعون دون استناد، رعشةٌ ملأت قلوب الثلاثة وهم يناظرون سيدهم من الأسفل، بدت عيناه الزرقاوان وكأنهما سوداوتان، حاول كتم امتعاضِهِ،
-أنتم وأولئك الذين هربوا جميعكم مفصولون
قال ذلك ثم استدار عائداً، لاحقته فايو بنظرها منتظرةً منه أن يعود لمجلَسه لكنه فاجأها بتقدّمه نحوها ببطئ، خَطَتْ بضع خطواتٍ للخلف فمشى بقدر ما مشت باتجاهها، استمرّتْ بالتراجع واستمرَّ بملاحقتها حتى انضرب ظهرها بالحائط فحاصرها بجسده، رفع يده فشهقت بخفة وأغمضت عينها، أمسك حنكها بقسوة...
-هذه الفتاة.... هذه الفتاة!
قال ذلك بغضب صاكًّ على أسنانِه،
-لا يحق لكَ الغضب فقد كنتَ أنتَ من سجنني بلا سبب في المقام الأول!
قالت بعد أن فتحت عيناها وناظرته بغضب،
أجاب صارخاً:
-أجل أنتِ محقة كان علي قتلكِ فحسب في ذلك اليوم
أجابت بتحدي:
-اقتلني إذاً! لمَ لا تفعل؟ على الأقل ستتخلص اختي منكم إن اختفيتُ أنا
أجاب صارخاً بصوتٍ أعلى
-أتظنين أني لا أجرؤ؟
-أعرف أنك ستفعلها لذلك اطلب منك!
أخرج سلاحه، سحب القبضة العلويّة ملقّماً إياه ثم وضعه على صدغها الأيسر، صرّ على أسنانه، لمَ؟ لمَ لا يريد قتلها الآن؟ ما الذي يمنعه؟!!!
تردد للحظاتٍ لكنه حسم أمره، إن كانت تستطيع التأثير بهِ فعليه إنهاء أمرها هنا حالاً
-هل أقاطعكما؟
قال آش ذلك بعد أن دخل دون طرق الباب
-آش! إن لم يكن هذا أمراً مهماً أقسم أنني سأقتلك
قال ذلك وهو يوجه سلاحه نحوه، بدا هائجاً جداً، وكأنه فقد السيطرة على أعصابه
-أكثر من هام، هذا عاجل
زفر أوديس مهدئاً نفسه، استدار إليها
-اخرجي، انتظريني عند الباب
زفرت براحة، يبدو أنها أُنقِذَت، خرجت مغلقةً الباب خلفها.
وضع آش الظرف على المكتب، التقطه أود الذي عاد ليجلس خلف مكتبه، فتحه وأخذ يقرأ، وضع الظرف من يده بعد عدة دقائق، سأل مخاطباً آش
-هل هذا يعني...؟
-أجل
-ماذا عن ذلك الوغد غوستافو؟ أنا أدفع له الألوف كل شهر
-الأمر ليس بيده هذه المرة، لقد طلبتُ من جوبيليان التحقيق بالأمر قبل أن أمرره إليك وقد أكّد ذلك
-من هذا الشخص الذي في الأعلى والذي يبحث عن فايوليس ياترى
-اقترح أن نرسل رجال جوبيليان ليحققوا بشكل دقيق في خلفيتها، سابقاً تحرينا عن أختها بشكل خاص لأنها ذكرتها أمامك لكننا وحتى هذه اللحظة لم نتحقق منها هي كما يجب.
-وهو كذلك، اُطلب منه أن يشرف على التحقيق بنفسه هذه المرة، أريد نتائج دقيقة
-عُلِم
صمت آش لبرهة ثم أردف
-الخدم في الخارج ترجوني أن أعيدهم لوظائفهم، ما الذي حدث لمَ طردتهم؟
-لقد كانوا يتجسسون على حديثي مع فايوليس
-تقصد كانوا يتنصتون على شجار الأحبّة خاصتكم
ضرب الطاولة صارخاً
-أحبّة ماذا؟!
-هذا ما يبدو عليه الامر من الخارج، لا أقول أنك تهتم بها ولكن أقول انك تبدو هكذا لموظفيك، وهم كانوا يشعرون بالفضول حول الفتاة التي حرّكت قلب زعيمهم فحسب، إنه ليس أنهم تجسسو على مقابلة عمل مهمة أو ما شابه
-لا أهتم، لا أحب العمل مع من لا اثق بهم، أصلا لا أفهم لمَ تهتم لهم
-لا أهتم ولكن أشعر بالشفقة
-اتركني وشأني
قام آش عن مجلسه وتوجه للخارج لكنه استدار قبل ان يخرج
-شيءٌ آخر
-ماذا مجدداً
-كما رأيتَ في التقرير فمنظمتنا هي المشتبه به الأول في كلا القضيتين (مقتل بِن واختفاء فايوليس) لقد أثار هذا الشائعات لذا أقترح أن تظهر في المأدبة الخيرية بنفسك لإزاحة الشكوك
-وكيف سيُزيح ذلك الشكوك؟
-برأيك لو كان شخصٌ ما متهم بقضيتَي قتل واختفاء هل سيختار الظهور للعن أو التواري عن الأنظار؟
-أنت محق، ولكنني لم آتِ لاحتفالٍ بسيط كهذا من قبل أبداً، برأيكَ إذا ظهرتُ فجأة ألن يعطي ظهوري انطباعاً عكسياً؟
-مممم... هذا صحيح أيضاً
-لنفعل كما في كل عام، اذهب أنت.... أو أتعلم ماذا؟ إسأل جوبيليان أيُّ الاستراتيجيتين أفضل، هو خبير بمثل هذه الأمور.
-حسناً
خَرجْ، طبطب على كتف فَيوليس الواقفة عند الباب قائلاً:
-ابذلي مافي وسعكِ
ثم أكمل سيره في الرواق مغادراً. بعد عدة ثوانِ خرج أوديس، أطرقت فايوليس رأسها في الأرض مجدداً بخوف
-أين تلك التي كانت تصرخ ب"اقتلني" منذ برهة؟
-لقد فكرتُ في الأمر مجدداً، لا أريد أن أموت، أرجوك دعني أعيش
-هل ستهربين ثانيةً؟
-كلا مطلقاً، أقسمُ لك.
-كيف لي أن أضمن ذلك؟
بلعت ريقها، يبدو وكأنه يعرف عن كونها ستهرب مجدداً مع إيرسا إلى خارج البلاد في أقرب فرصة، هل ينظر إلى أعماق عقلها أو ما شابه؟
-لا.... أعرف
-أنا أعرف
قال ذلك ساحباً إياها من ذراعها، إلى مكانٍ ما....
.
.
.
بعد عدة أيام؛
ركب آش سيارته مع ماكسيمس وانطلق باتجاه المدينة، أخذ يفكر باستراتيجية لإيقاع فتاةٍ ما في شِراكه....
فلاش باك قبل ساعة:
كان كلاً من جوبيليان وآش يجلسان في الحديقة، خلفهم وقف رود يلاعب "ماكسيمس" أحد ذئاب آش المدربة والذي لسبب ما يشبه كلاب الهاسكي ويتصرف مثلهم عندما يؤمر بذلك، قال جوبيليان:
-أنا أويد ان نفعل كما في كل عام وتذهب أنت ولكن ستحتاج إلى فتاة بجانِبِك هذه المرة
-لأجل ماذا الفتاة؟
-افضل طريقة للتعامل مع شائعة ما هي إطلاق شائعة أخرى، بهذا نستطيع استقطاب اهتمام الناس ناحية الثانية
-وهل تظن أن ظهوري مع فتاة ما سيستقطب اهتمام أحدٍ ما حقاً؟
صمتَ جوبيليان لمدة عشر ثوانِ متاملاً آش، هل هو يمزح معه؟ أم أنه حقاً جاهل عن ولع إناث مجتمع المستثمرين به؟
-أأنت أحمق؟
   ×باكا غا تيمي؟×
-هاه؟
-من الواضح أنك كذلك لذا سأوضح هذا لك، أنت واجهة "تكتل الدب القمري"، وكالاتنا العقارية، شركاتنا التجارية ومصانعنا جميعها تمثلها أنتْ!. أنتَ الوحيد الذي يُظهر وجهه في التلفاز والصحف كما أنك تذهب لجميع المأدبات المقامة لرجال الأعمال، ألا تعرف هذا؟
-إذاً؟
-لا تقل إذاً ببلاهة تباً أنت تغضبني، شخص بوسامتك ولديه كل هذه الأملاك والاعمال الناجحة كيف له ألا يكون محط أنظار الجميع عامةً والإناث خاصةً؟
-لكنني لا أملكها، أنا أمثلها فقط
-لكنهم يعتقدون أنك تملكها بالفعل، لذلك إذا ظهرتْ فجأة امرأة شابة بجانبك سيثير ذلك سخط قسمٍ كبير من الحضور، ليس فقط الفتيات، هنالك أيضاً الآباء الذين كانوا سيزوجون بناتهم لك! سيكون ذلك بمثابة قنبلة
-جيد، سأحضر واحدة من قبو العبيد أليس كذلك؟
-كلا، من الأفضل أن تكون فتاة غامضة تعرفتَ عليها حديثاً ثم وقعت بحبها من النظرة الأولى، أريد أن يرى الجميع نظرات الهيام بينكما وتتحدث الصحف عن لقائكما الأول
-سأخبر الفتاة من القبو بهذه القصة
-لا يمكنها، مهما حاولت لن تستطيع إخفاء نظرة الخوف منك، وربما قد تحاول الهرب حتى
-لمَ سيخفنَ مني؟ أنا فقط أضاجعهن قليلاً
-إذهب من هنا أرجوك، أنت حقاً أحمق، رجاءً إبتعد عني فلا أريد تحطيم وجهك!.
-ومن أين سآتي بفتاة عادية؟!
تدخل رود الذي كان يستمع لحديثهم منذ برهة:
-يمكنك أخذ ماكسي للتمشي في الحديقة، هنالك ستجد فتاةً أخرى تُمشّي كلبها وبواسطة النقاط المشتركة بينكما يمكنكما التعرف
جوبليان:
-فكرة جيدة
آش:
-لكن ماكسيمس ذئب
رود:
-لكنه يشبه الكلاب بالفعل، هيا هيا إذهب بسرعة فلم يتبقى الكثير للمأدبة
جوبيليان:
إذهب إلى حديقة ***** سأجهز لكَ مفاجأة فيها
.
.
نهاية الفلاش باك.
.
.
وصلَ آش إلى الحديقة، نزلَ من سيارته آخذاً ماكسي معه، يبدو المكان مزدحماً اليوم لذا فرصته كبيرة، دخل الإثنان الحديقة.
جال َ آش بعينيه في المكان، عليه أن يجد فتاةً جذابة ليقتنع الحضور بقصته، وبينما هو يحدق بالجموع المارة لم ينتبه لماكسي الذي أخذ يركض إلى مكانٍ ما...
-كيااااااااااه
صرخت إحداهنّ ليلحظ آش أخيراً إختفاء ذئبه، تباً لا يمكن أن يكون..!
ركض إلى مصدر الصوت ليجد ماكسي يعض بقوة على قدمِ قطٍ مشمي اللون سمين، كما أن القط لم يستسلم بل اخذ يضرب الذئب بمخالبه
-نييااااو ابتعد أيها الذئب اللعين!
-عاووووو، سأعلمك التواضع أيها القط السمين
*امزح هني أكيد ما حكوا هيك^^ *
كما يوجد فتاة والتي يبدو أنها صاحبة القط السمين، أخذت تضرب الكلب الحقير الذي يؤذي قطتها بكل ما أوتيت
"تباً لهذا"
-ماكسي توقف!
ترك الذئب القط لترفعه الفتاة بين ذراعيها، أخذت تبكي متحسسةً جراحه،
-تباً لك لمَ لا تربط كلبك اللعين!
قالت ذلك صارخةً بآش،
"تباً ماكسي، إياك أن تفعل"
عادةً ماكسيمس -مثله مثل الذئاب الأخرى- لا يهاجم البشر إلا إن أمره آش، لكن الاستثناء الوحيد هو عندما يستشعرون أن آش في خطر، إنهم يهاجمون بلا تردد ولا يتوقفون إلا أن مزقوا مصدر الخطر تماماً.
كشّر ماكسي عن أنيابه، أخذ يزمجر بغضب متخذاً وضعية الهجوم، قفز على الفتاة لكن القط باغته وقفز بوجهه، استشاط الذئب غضباً، أخذ يلاحق القط الذي هرب وهو يعرج على قدمه المصابة، تبعتهم الفتاة ركضاً لكنها توقفت ثم عادت إلى آش
-أوقفه! أليس حيوانكَ الأليف؟ أوقفه! أوقفه! أوقفه!
كانت تقول ذلك وهي تهز الشاب ممسكةً بذراعَيهِ، لكنه لم يحرّك ساكناً، بل يبدو أنه لا يسمعها حتى
"تباً كل ما كنتُ أحاول فعله هو الحصول على حبيبة، لمَ الأمر معقّدٌ هكذا؟"
أسندت الفتاة رأسها على صدرِهِ، قالت بصوت مستلم وكأنها حيلتها الأخيرة:
-أرجوكَ أوقفه، سأفعل أي شيءٍ من أجلك!
-لمعتْ عينُه بسعادة، هذه هي فرصته...

يتبع
_______________________________
ملاحظات نهاية الفصل:
آش: شعر وعينان سوداوان، شعره متوسط الطول ومنسدل، طوله 187، أكبر شخص بالعصابة، عمره 31 عاماً واقرب شخص للزعيم، يتولى فريقه عمليات الهجوم المباشر عادةً، الشخص الاكثر تأثيراً وهيبةً بعد أوديس

🔞أسيرة لرئيس عصابة  🔞حيث تعيش القصص. اكتشف الآن