تأثير مانديلا-رود

8.9K 155 1.2K
                                    

بعد عدة أيام:
في غرفة المحكمة الخاصة جلس القاضي بصمت خلف الطاولة، أمامه جلس المتخاصمان أوديس و هاديس، استفتح القاضي:
بما أنها جلسة مغلقة لا داعي للرسميات، جمعتكما اليوم لنحل الخلاف داخلياً دون أن تعرف المنظمات الثلاث المتبقية
هاديس مكتّفاً ذراعاه: لمَ عليهم ألا يعرفوا، ألستَ تنحاز لأوديس لا أكثر؟
عدّل القاضي نظاراته: عملي كقاضي يستلزم الحفاظ على السلام بين المنظمات الخمس الكبرى، انتشار خلافكما سيسمح للآخرين باستغلاله.

صمتَ كلٌّ من هاديس وأوديس في إشارة إلى موافقتهما، أردف القاضي:
هل تقبلان بي كحاكم بينكما وتقبلان بحكمي مهما كان؟
-أقبل
-أقبل
ابتسم القاضي بخفة ثم فتح الملف أمامه واخذ يقرأ بصوت عالي:

المُدعي هاديس، المُدعَى عليه أوديس، سبب الخلاف فتاة تدعى فايوليس أليس كذلك؟
أومأ الإثنان، أردف القاضي: هاديس تحدث ما المشكلة؟
-قبل ما يقارب السنة التقيت بفايو، وقتها سجلتُ اسمها كشخص يخصني في الملف المشترك وقدمتُه ووافقتَ عليه بنفسك وهذه نسخة من شهادة الموافقة (قدّم الورقة إلى القاضي الذي أخذ يتفحصها) لكن فايو اختفت منذ عدة أشهر، قبل عدة أيام فقط اكتشفتُ موقعها وكانت عند أوديس، أرى أن هذا تعدي، أطالب باسترجاع فايوليس وأطالب بالتعويضات كذلك.

القاضي: هكذا إذا، ماذا عنك أوديس ما الذي ستدافع به عن نفسك؟
أوديس بامتعاض: إنها لا تخصّه، ربما ختمتَ الملف بنفسك لكنه لم يرفع النسخة المختومة إلى الملف المشترك بل رفع الطلب، أي أنها كانت مرشّحة له لا أكثر.
هاديس وقد رفع نبرة صوته: وهل أنتَ وغد كي تنظر لامراة تخصّ غيرك؟
ثلاث طرقات من مطرقة القاضي عم الصمتُ بعدها:
-هاديس لا تتحدث مالم آذن لك رجاءً
قال القاضي الذي يستمد سلطته من هاديس نفسه،

أردف موجهاً حديثه إلى أوديس: هل انتهيت؟
-كلا، لم أكن اعرف أن فايو على اسمه، مع ذلك أبقيتها في بيتي لبعض الأسباب وطوّرتُ مشاعراً تجاهها في تلك الفترة.
بعد عدة أحاديث وأجوبة قرر القاضي أن الكفة تميل لهاديس وأن فايوليس تعود إليه، كان ذلك قبل أن ينطق أوديس بجملة غيرت نتيجة المحاكمة تماماً:
فايوليس حامل بطفلي.
.
.
.
قبل عدة أيام: استيقظت فايو مع أول خيوط الشمس التي امتدت لتمسح على وجهها المتعب لتجد جسدها يستلقي براحة فوق السرير، أوديس ليس في الغرفة والباب مقفل، لاح مشهدٌ من فاجعة البارحة أمام عيناها، صراخ صامت انطلق من داخلها؛ فصوتها اختفى منذ البارحة، دخلت الخادمة بعد قليل، بدون أن تنبت ببنت شفة وضعت الطعام وخرجت، لم تمس فايو الطعام، لم تتحرك من سريرها حتى، واجهت صعوبة في الوقوف في بادئ الأمر فاستسلمت،

في المساء امتد ألم ظهرها وساقيها ليشمل بطنها وصدرها، تكرر مشهد الصباح حيث دخلت خادمة ووضعت الطعام بدون أن تتكلم، خرجت آخذةً معها وجبة الصباح الغير ممسوسة، حاولت فايو التحدث معها لكنها قوبلت بصمتٍ بارد، لم يعد أوديس إلى الغرفة ابداً، كما أنه لم يعد في اليوم التالي،

🔞أسيرة لرئيس عصابة  🔞حيث تعيش القصص. اكتشف الآن