🌟🌌ليلة مُقمرة🌃🌟

16.4K 244 22
                                    

*فوت قبل أن تقرأ🙏*

-ما الذي تفعلينه هنا؟ ألم اطلب منكِ مراراً ألا تأتي؟
سألَ أوديس

-جئتُ لأطمئنّ عليك
أجابت السيدة الجالسة فوق كرسي متحرك، يبدو أنها مُقعدة،

خلفها وقفت السيدة آسيليا (المربية؛ أول ظهور في فصل "وقعتي في قبضتي اخيرا")، قالت الاخيرة بعد أن تنهدت:

-أوديس عبّر عن قلقكَ على صحة أمك بلهجة أقل حدّة، هذا مؤذي

يبدو أن السيدة المقعدة ما هي إلا أمه، أوديس الذي يحبها كثيراً يخاف عليها من الخروج لذلك انزعج، عقّب الأخير:
-سيدتي إن كانت تريد رؤيتي فقط لمَ تجلبينها إلى هنا، لمَ لمْ تُنادِني فحسب؟

ابتسمت المربية برفق، حين لا تكون والدته في الجوار يناديها بأمي لأنها من ربّاه وعلّمه، ولكن أمام أمه يناديها ب"سيدتي" احتراماً للأم، إنه حقاً يحب أمه.

-أودي أنا أحب أن أرى رسوماتك، ماذا رسمتَ مؤخراً
-تعالي أمي سآخذك بنفسي إلى المشغل

ما يسميه أوديس "المشغل" هو إحدى غرف منزله الكبير، غرفة واسعة في أعلى طابق، تدخل لها الشمس من ثلاث جهات، مجهزة بالعديد من الفرش والألوان، حين كان فتيّاً وقبل أن يتوفى والده كان حلم أوديس أن يصبح رساماً، حسناً ليس وكأنه لم يحقق حلمه فقد أصبح رساماً بالفعل... ورئيس منظمة إجرامية أيضاً، ولكن هذا لا يهم، طالما يستمتع بما يفعله فسيستمر، حتى لو لم ينشر ولا رسمة واحدة، بالنسبة له أن تصبح رساماً يعني أن ترسم شيئاً يجعلك فخوراً به، ليس للأمر علاقة بالشهرة التي تلاقيها لوحاتك بل بالرضى عن النفس الذي يساوركَ حين ترسم.

وصل الإثنان إلى الطابق العلوي، لأن أمه مقعدة صنعَ أوديس مصعداً في المنزل، جال الأخير في المكان دافعاً الكرسي المتحرك من الخلف

-توقف
-ماذا؟
-هذه اللوحة جميلة، قربها إلي

قالت وهي تشير إلى آخر لوحاته، تلك التي رسمها عندما كانت فايوليس تقف بجواره، وكانت لوحة لمنظر ليلي في الغابة مع قمر مكتمل في منتصفها، في الأسفل تظهر صفوفٌ من الأشجار وتبدو صغيرة لأن اللقطة بعيدة بعض الشيء.

حملتها بين يداها ببطئ كما تفعل حين تحمل شيئاً ثميناً، أخذت تطالعها وابتسامة كبيرة جداً ارتسمت على محيياها،

-إنها مذهلة
-شكراً، أقدر رأيكِ
-ليس هكذا
-ماذا؟
-لم أقصد الثناء على اللوحة ولكن، على الشعور الذي ينتابني حين أطالعها، أشعر بالحنين والدفء ينبثقان منها، قل لي هل وقعت في الحب؟

انتفضَ أوديس:
-ماذا!!!!
-حسناً كيف أصيغها، مع أنكَ استخدمتَ الألوان الباردة هنا إلّا أن لوحتكَ دافئة جداً، أستطيع تخيل كم كنتَ سعيداً وأنت ترسم

🔞أسيرة لرئيس عصابة  🔞حيث تعيش القصص. اكتشف الآن