الفصل الأول..

4.8K 83 62
                                    

نبدأ روايتنا(ضحايا المنتصف)بقلم سلسبيل كوبك..
الفصل ال١..
__________________________
اشتعلت عيناها بغضب عارم و أمسكت بذلك المسدس من عمها و غادرت القصر بخطوات سريعة و قادت سيارتها و هي تحاول تنظيم أنفاسها.
توقفت أمام مكانها المفضل و انتظرته حتى أتى و هو يبتسم و يقترب منها و يحتضنها بحب من الخلف، لتلتف له ببطء و أبعدته بقوة استغربها كثيرا و نظر لها و هو يرى الدموع تغرق عيناها
رفعت يديها الممسكة بالسلاح و صوبته نحوه، بينما هو جحظت عيناه و هو يشعر بالخذلان ليحاول التحدث ولكن الكلمات توقفت حينما رأها تطلق النيران نحوه، ليضع يده على موضع الرصاص و يسقط أرضا مغمضا عيناه و هو يتمنى أن ينتهي ذلك الكابوس المؤذي، بينما هي تخطته و عادت لسيارتها بهدوء مريب للأعصاب.
_
كانت تنتظر كنز في سيارتها تلك الإشارة حتى تستطيع السير و الذهاب لمباشرة عملها.
انطلقت كنز سريعا عندما فُتحت الإشارة و غادرت نحو شركة أبيها التي تديرها و ألقت بمفاتيح سيارتها نحو عامل الجراج و صعدت للأعلى بوقار لا يليق إلا بسواها.
أتت خلفها مساعدتها الشخصية و هي تردف:
-اجتماع النهاردة يا فندم.
التقطت كوب القهوة من يد العاملة و جلست على مقعدها و هي تنظر نحو مساعدتها و أردفت:
-ماله يا سارة؟
نظرت لها سارة و شعرت بأنها لربما تتحدث الآن بالتفاهات، فنظرت أرضا بينما كنز طالعتها ببرود و أردفت:
-أعتقد أنه مش شيء مهم، اتفضلِ على مكتبك.
غادرت سارة سريعا للخارج، لم تكن كنز بشخصية قاسية، فقط هي لا تحب الثرثرة الفارغة.
نظرت كنز أمامها وجدت عدة ملفات يجب عليها قراءاتها، فبدأت في فعل ذلك و بدأت تعمل بتركيز حتى قاطعها دخول ابن عمتها أدم المفاجيء.
-الشركة نورت، المكتب كان ضلمة من غيرك اليومين اللي فاتوا.
رفعت عيناها لأدم و تابعته و هو يجلس أمامها على الكرسي و عادت بنظرها للملفات و أردفت:
-مش شايف أنك قليل الذوق شوية؟
اصطنع أدم الدهشة و أشار على نفسه بعدم تصديق مردفا:
-أنا يا بنتي!!
-أدم بره.
-مكنش العشم يا ست كنز.
نهضت كنز و تقدمت نحو أدم و مالت عليه ببطء، بينما هو تراجع للخلف و هو ينظر لها بقلة اطمئنان قائلا:
-هتتحرشي بيا و لا إيه!
ابتسمت كنز ببطء و خبث و أردفت قائلة:
-أستاذ أدم، يا ترى ملف صفقة الدمنهوري ظبطت حساباته أو حتى كلمت خالك في نقل البضاعة أو حتى ساعدت أختك في ترتيبات خطوبتها أو.
قاطعها أدم سريعا و نهض و هو يردف:
-بس بس بس، أنا أروح على مكتبي أطلب عصير بشليموه و أرتاح بدل الحوارات دِ.
غادر أدم سريعا مكتب كنز التي عادت لمقعدها و عادت لعملها بجدية.
________________________
-بمكان أخر،،
كان يمارس تمارينه الرياضية، تصبب الكثير من العرق على جبتهه و امتليء قميصه الخاص به بالعرق حتى توقف و شرب الكثير من المياه و صعد لغرفته ليستحم و خرج ليبدل ثيابه و أمسك بجريدة اليوم و قرأ مقال عن حالة الاقتصاد و عن أكثر الشركات المستغلة لتلك الفرصة.
ترك الجريدة عندما استمع لصوت ابنه الذي جرى عليه احتضنه و قبّل وجنته و أردف بحب:
-صباح الخير بابا.
ابتسم ذلك الشاب الذي يبدو و كأنه في العقد الثالث من العمر و احتضن ابنه قائلا:
-صباح الخير أسر، أخبار الدراسة؟
أردف ذلك الطفل الذي يبدو و كأنه في بداية مشواره الدراسي.
-مبحبش المدرسة صعبة.
جذبه الأب على قدمه و مسد على مقدمة رأسه قائلا بهدوء:
-و ليه يا حبيبي؟ اومال هتحقق حلمك ازاي مش بالدراسة و كمان كان حلم مامي أنك تدرس و تدخل طب.
تنهد ذلك الطفل و هو يشعر بأن المدرسة كالحمل الثقيل على قلبه و احتضن أبيه مردفا:
-مش هنفطر؟
-أكيد هنفطر، يلا قوم اغسل وشك و أنا هجهز الفطار.
تركه الأب و صعد أسر لغرفته ليغسل وجهه و هبط مرة أخرى لأبيه بسعادة و هو يتناول فطوره أمامه.
-بابا.
أجاب الأب على نداء ابنه و نظر لابنه بتفاجيء عندما استمع لسؤاله.
-هو أنت كنت بتحب مامي؟
أجاب الأب سريعا:
-اه يا أسر ليه بتسأل يا حبيبي.
لم يجيب أسر على سؤاله و نظر لأبيه و ضحك و بعد دقيقة أردف قائلا:
-ده مجرد سؤال يا أكمل في ايه؟
أردف أكمل و هو يشعر بأن ابنه يخفي شيء:
-أسر مش احنا صحاب؟
هز أسر رأسه بالإيجاب فأكمل (أكمل) حديثه:
-يبقى أي حاجة تقولها لبابا حبيبك، أنا سرك يا أسر إياك تطلع سرك لحد.
أردف أسر بنعم و نهض ليجلس على أقدام أبيه.
داعبه أكمل قليلا حتى نهض أسر ليدرس قليلا، بينما ظل أكمل يعمل على الحاسوب تبعه.
__________________________
كانت جميع أفراد عائلة الصالح تتجمع على مائدة الطعام بصمت تام حتى قاطعه كبير تلك العائلة و هو يردف:
-هو مش ناوي يرجع؟
حمحم ابنه الأكبر و أردف قائلا:
-لا يا بابا بس أكيد هو بخير، كون عائلة و أسرة و مرتاح دلوقتي.
تنهد كبيرهم و أكمل طعامه و التفتت بنظره للجميع، نظر لابنته عزة و أبنائها و زوجة ابنه و ابنتها.
نادى كبيرهم باسم ابنته فأجابت عليه و استمعت لما يقوله.
-بنتك جايلها عريس.
-و مين العريس يا بابا؟
-رجل أعمال اسمه عاصم المحمدي، والده كلمني و طلب ايدها.
تحدث ابنه الأكبر و هو ينظر لعزة بسخرية.
-طبعا عزة هتوافق مش غني و معاه فلوس.
أردفت ابنة عزة و هي تتحدث ببرود يستفز الجميع.
-ليه يا خالي مش قد المقام!!
-ليه بتقولي كدة يا سندس؟
كان ذلك صوت ابنة خالها التي تجلس بجانب أمها التي لا تتحدث إلا إذا تطلب الأمر.
-رأيك إيه يا نهلة؟
نظرت لها نهلة زوجة أخيها و أردفت بهدوء قائلة:
-المهم مصلحة بنتك يا عزة.
غادر الجد سريعا و هو يشعر بالخنقة و غادر القصر سريعا و هو يتمنى عودة حفيده بأقصى وقت.
_________________________
دلفت كنز بسيارتها ذلك القصر التي لا تحبه على الإطلاق و لكنها مضطرة لذلك.
دلفت للداخل وجدتهم يتجمعون لمناقشة بعض الأعمال، فالقت التحية عليهم و جلست تراقبهم.
-شوفي يا كنز الفستان ده.
ابتسمت كنز على ابنة عمتها الجميلة و أردفت:
-جميل عليكِ يا ليلى.
-مش ناوية نخلص منك و تتجوزي أنتِ كمان!
نظرت كنز نحو عمتها التي تكره وجودها كثيرا في ذلك المنزل و تبادلها بنفس الشعور.
-لا يا سميرة قاعدة على قلبكم في مِلك أبويا.
-اللي مات هو و أمك بسببك.
إلى هنا و يكفي يمكنها تحمل الكثير حتى و إن قاموا بجلدها حتى تنقطع أنفاسها، سوى ذلك الأمر الذي يرهقها في نومها لأيام و كلما تذكرته تذكرت كيف كان حالها منذ بضعة سنوات كيف استطاعت أن تكون سببا في موتهما.
نهضت كنز و التزمت الصمت و صعدت للأعلى بهدوء يليق بها، صعد كلا من أدم و ليلى خلفها لتهدئة قلبها و جلسوا معها.
-يا جماعة مش لازم تعملوا كدة.
نظر أدم لـ ليلى و أردف بضيق:
-إيه البت اللي ملهاش في الفرفشة دِ!
ضحكت ليلى عليه و أردفت:
-بنات أخر الزمن، قلة أدب.
ضحكت كنز و احتضنت ليلى و باركت لها، فاغتاظ منها أدم و أردف قائلا:
-هو ليلى بس اللي موجودة، و لا ليلى بس اللي حبيبتك، و لا ليلى هي اللي ضحكتك و أنا مش واخد بالي.
-سامعة حاجة يا ليلى؟
-و حياتك أبدا إيه الذبابة الحشرية دِ.
اغتاظ أدم منهما و جذب الوسائد التي بجانبه و القاها عليهم و ظلوا طوال الليل يضحكون سويا .
بالأسفل،،
كانت سميرة عمة كنز تتحدث مع أبيها جلال الهواري.
-ما تجوزها لحازم يا بابا.
نظر لها جلال مطولا ثم ألقى بنظره نحو ابنه شريف و تذكر موت ابنه الأول عمر.
-حازم و كنز مينفعوش بعض، و كمان يا سميرة حطي لسانك جوا بوقك شوية ملكيش دعوة بكنز و لا أنت يا شريف.
نهض شريف و صاح بانفعال على مقتل أخيه.
-و هي مش كانت السبب في بُعد أخويا عني يا بابا!!
دلف كلا من حازم و علاء أبناء شريف تسائلوا عما يحدث عندما وجدوا والدهم منفعل هكذا، أردف جلال:
-و هي في الحادثة دِ فقدت أبوها و أمها يا شريف.
تركه شريف و غادر و لحقت به زوجته فاطمة تحاول تهدئته فكان أخيه عمر عزيز عليه كثيرا.
أردفت سميرة بسخرية:
-و أنت خايف عليها من إيه!! هي دِ عندها دم و لا شعور.
نظر لها جلال و نهض مغادرا و أردف خلال مغادرته:
-ركزي في عيالك يا سميرة.
جلست سميرة بمفردها و هي تلوي فمها بسخرية على كنز التي تكرهها و تكره وجودها في نفس القصر.
________________________
خرج أكمل برفقة ابنه أسر للسير بشوارع لندن يتناولون المثلجات.
ابتسم أسر و جلس أمام أبيه الذي يتناول مثلجاته بشرود التفت لأسر عندما تحدث له.
-جيت أنت و حبيبتك هنا قبل كدة؟
-لا.
-طب كلت معاها أيس كريم قبل كدة.
هز أكمل رأسه ببطء و ابتسامه و أكمل تناوله للمثلجات و عاد بذاكرته للخلف.
_
كانت تنتظر عودته بلهفة حتى دلف من باب المنزل، فجرت نحوه سريعا و احتضنته فابتسم أكمل عليها و أردف قائلا:
-اتأخرت عليكِ؟
-جدا، كنت خايفة متجيش.
-و أنا أقدر مرجعش للقمر بتاعي.
ابتسمت بحب و قبّلت وجنته و جذبته نحو مائدة الطعام التي كانت قد أعدتها له بطريقة رومانسية رقيقة.
ابتسم لها و جذبها لتجلس بجانبه و بدأ في تناول الطعام تحت نظراتها المتفحصة له، أردفت بتساؤل:
-حلو عجبك؟
-إيه الأكل الجميل ده!
ابتسمت بفرح و أردفت بحماس:
-عجبك بجد! أنا اللي عملته.
قبّل يدها بحب و جذبها لأحضانه مردفا:
-عشان كدة عجبني، عشان مراتي حبيبتي هي اللي عاملاه.
ابتسمت له بخجل فاقترب منها و لكنها أبعدته سريعا و نهضت مردفة:
-عايزة اطلب طلب.
ابتسم أكمل و حثها على أن تكمل حديثها.
-عايزة أكل أيس كريم.
-لتكوني بتتوحمي و أنا مش عارف!
-لا متقلقش يلا بقى قوم.
ابتسم أكمل لها و نهض نحوها و حاصر خصرها بيده و قبّل جبينها مردفا بحب:
-اللي تتمنيه يا روحي يلا بينا.
_
-كنت بتحبها قد إيه؟
نظر أكمل لابنه و جذبه لأحضانه و أردف:
-قد حبي ليك يا أسر، حبي ليك كبير أوي مش أي حد يستحقه يا أسر.
-و أنا بحبك أوي يا بابا.
قبّله أكمل و ذهب به للمنزل، غفى بجانبه حتى الصباح قام بإيقاظه للذهاب للمدرسة.
-هو ممكن نهرب من المدرسة؟
ابتسم أكمل على ابنه و انتهى من ارتداء ثيابه و حمل ابنه و خرج به للحديقة حيث تنتظره مشرفة الأتوبيس الخاص بالمدرسة.
عاد أكمل للداخل و قام بإنهاء فطوره و أعاد ترتيب كل شيء و جذب حقيبة عمله و استقل سيارته استعدادًا للذهاب لعمله.
__________________________
في الصباح الباكر،،
استيقظت كنز و نهضت و هي تشعر بكسل اليوم، حاولت القيام ببعض التمارين الرياضية لعلها تشعر بالحيوية و ذهبت للمرحاض لغسل وجهها و خرجت وقفت أمام خزانتها تختار ما سترتديه الآن؛ حتى التقطت يدها بدلة رسمية باللون الأسود لترتديها و تهبط لأسفل.
-مش هتأكلي؟
لم تجيب على سؤال جدها و غادرت الغرفة، فصاح شريف لأبيه:
-هي دِ اللي عايزنا نستحملها!
التزم الجميع بالصمت حتى نهض جلال، تحدثت سميرة بضيق:
-بقى دِ اللي بتصرف علينا!
-مالها دِ يا ماما، بنت بمية راجل عن أذنك.
نهض أدم و غادر استقل سيارته و ذهب لمقر الشركة.
كانت تجلس كنز بسيارتها شاردة في ذكرياتها مع أبيها و أمها حتى تنتهي تلك الزحمة التي هي بها.
حاولت رؤية ما يحدث لكي يتعطل الطريق هكذا، رأت إحدى السيارات قامت بحادثة هبطت كنز سريعا نحو السيارة و وجدت الكثير من الشرطة و لم تأتي بعد سيارة الإسعاف.
ساعدت كنز الشرطة لإخراج ذلك المُصاب و استطاعت أن تتعرف عليه كنز، فهو باسل الصالح أكبر عدو لعائلة الهواري.
نهضت كنز سريعا و ابتعدت عنه و لم تستطع مساعدته، فغادرت سريعا نحو سيارتها فهو استغل عدة فرص لتدمير عائلتها لا يستحق مساعدتها.
أخذت كنز طريقا أخر للذهاب لشركتها، بينما تم نقل باسل الصالح لإحدى المستشفيات و تم إخبار عادل ابنه الذي أتى مسرعا و هو قلقا على أبيه.
تحدث عادل سريعا و هو يشعر بخفقان بقلبه من فكرة فقدان أبيه.
-فين بابا يا مهدي؟
تحدث مهدي مدير أعمال باسل الصالح و الذي بمثابة صديق للعائلة:
-هو في العمليات دلوقتي اهدأ و ادعي ليه إن شاء الله هيخرج سيلم.
كان عادل يجاهد لكي يتحدث فهو يشعر بالتعب على تعب أبيه.
-أكيد عائلة الهواري مفيش غيرها.
اقترب منه مهدي بقلق فيبدو أنه ليس على ما يرام فطلب الطبيب سريعا، و تم نقل عادل لفحصه.
________________________
كانا يجلسان سويا، يحتضنها بحب و يهمس بأذنها بكلمات تخطف أنفاسها.
-امتى هنقدر نتجوز؟
ابتعد عنها ببطء و نظر لداخل عيناها ثم أردف قائلا:
-أكيد في يوم من الأيام يا حبيبتي، سيبك من الموضوع ده دلوقتي المهم إني بحبك و أنتِ كمان.
ابتسمت له بتردد و عادت لأحضانه مرة أخرى.
على الجهة الأخرى،،
كان حازم يعمل على إحدى الصفقات بفرع أخر من شركات عائلة الهواري حتى أتى له خبر حادثة جلال الهواري.
كان مدير أعماله الذي أخبره يتسم بالعقل فجلس أمامه مردفا:
-من الواجب حد من عائلة الهواري يزورهم.
نظر له حازم برفعة حاجب و عاد لملف صفقته قائلا:
-أخرج من دماغي يا أيمن هي مش ناقصة.
كان يحاول أيمن إقناع حازم الذي لم يلتفت له أو لرأيه و عاد لعمله، فغادر أيمن يائسا من حازم.
حاول أيمن الاتصال بكنز التي أجابت بعد عدة دقائق.
-خير يا أيمن؟ بتتصل ليه؟
جلس أيمن على مقعد مكتبه و تحدث إلى كنز و أخبرها كما أخبر حازم، لكنه تفاجيء من ردة فعل كنز التي تحدثت باندفاع.
-تعرف يا أيمن أنه لو كان بإيدي كنت أنا اللي دبرت الحادثة دِ، أنا كنت موجودة في الوقت اللي عمل فيه حادثة و لما اكتشفت أنه هو رفضت المساعدة.
لم يعرف أيمن بما يجيب، فتحدث بتلعثم:
-و لك ن وجو، ولكن وجودك هناك في نفس الوقت ممكن يبقى ضدك مش معاكِ يا كنز.
-عندك حق، مش مهم لو عايزين يعلنوا الحرب أنا معنديش مانع مستعدة.
-التزامهم بالاتفاق هو اللي مانعني عنهم.
لم يستطع أيمن إقناع كنز فأغلق الهاتف و ذهب نحو مكتب جد كلا من كنز و حازم، فسمحت له السكرتيرة بالدلوف بعد أن أخبرت رئيسها جلال الهواري.
-خير يا أيمن طلبت تقابلني؟
تقدم أيمن للداخل و هو يهمس لنفسه:
-إيه العائلة دِ يا ربي!
رفع أيمن نبرة صوته و وقف أمام مكتب جلال الهواري و أردف قائلا:
-حضرتك عرفت بأن كبير عائلة الهواري في المستشفى بسبب حادثة سير.
اندهش جلال و حث أيمن على تكملة حديثه:
-فأنا شايف الأصح ليكم أن حد يروح يعمل الواجب، لأني زي ما عرفت كنز حفيدة حضرتك كانت موجودة وقت الحادثة و ما هيصدقوا يلاقوا حاجة عشان ينهوا الاتفاقية اللي ما بينكم.
أخد يفكر جلال في حديث أيمن بعد أن سمح له بالانصراف.
_________________________
"مرت عدة أيام على تواجد باسل الصالح بالمشفى و الآن يتواجد بالعناية المركزة، بينما ابنه عادل يتوعد لعائلة الهواري".
في لندن،،
كان أكمل يعد حقائبه مع ابنه أسر، فهو مضطر للسفر و لا يجب أن يظل أسر هنا بمفرده.
تساءل أسر عما يحدث.
-عندي شغل مهم لازم نرجع.
هبط أكمل لمستوى أسر و قربه منه و أردف قائلا بصوت هاديء كعادته:
-إياك تركز في أي كلمة يقولوها، إياك حد يحاول يستدرجك بالكلام يا أسر فاهم؟
هز رأسه بإيجاب، فاحتضنه (أكمل) و أكمل ما كان يفعله من تجهيز للحقائب.
غفى أسر في انتظار موعد الطائرة حتى أوقظه أكمل و قام بتجهيزات السفر بأكملها و صعدوا لمتن الطائرة.
على الجهة الأخرى،،
أصبح باسل بصحة جيدة و طلب الذهاب للمنزل و في طريقهم للمنزل حتى قابلتهم عدة سيارات.
هبط عادل و معه مسدسه و خلفه عدة حراس، بالمقابل هبط كلا من كنز و حازم من سياراتهم.
تحدث عادل بانفعال كعادته:
-عايزين إيه؟ مش كفاية اللي عملتوه!
جلست كنز على مقدمة سيارتها ببرود و أردفت قائلة:
-جلال الهواري عايز يقابل باسل، فأكيد مش جلال بيه الهواري هينزل يتكلم معاك أنت.
نظر عادل لحازم الذي أكمل حديث كنز.
-أحنا بنفهم في الأصول برضو، جلال بيه الهواري هيروح لحد باسل الصالح و لكن إيه اللي يضمن متغدروش!
نظر عادل لكنز و تقدم منها، فرفع حازم سلاحه و صوبه نحو عادل.
فرفعت جميع رجال عادل أسلحتهم نحو حازم، فخرج كلا من جلال و باسل من سياراتهم.
تقدمت كنز من عادل و أخفضت يده الممسكة بسلاحه و تحدثت بصوت لم يسمعه سواهم.
-روح شوف بابا بينادي يلا أجري.
غادر عادل برجاله نحو باسل، و وقف كلا من كنز و حازم خلف جلال.
تقدما الاثنان في المنتصف و تحدثا سويا حتى عاد كلا منهما لسيارتهم، و صعدت كنز مع حازم.
-مش عارف إيه لازمة مقابلتهم.
نظرت كنز من زجاج السيارة للخارج ثم أردفت:
-هنعرف مصيرنا نعرف، المهم فين علاء؟
-هتلاقيه في الكلية.
عاد الجميع لمنزله، فطلب جلال أن تتجمع العائلة في غضون خمسة عشر دقائق.
-خير يا بابا طلبتنا ليه؟
كان ذلك صوت شريف الذي تساءل، و كان الجميع منتظر بما سيخبرهم عنه جلال.
-جمعتكم عشان عايز أبلغكم بقرار.
-بكرة هنتجمع مع عائلة الصالح.
اعترض الجميع على تلك الفكرة و لكن جلال غادر و هو ينهي ذلك النقاش برأيه.
نظرت سميرة لكنز بسخرية و غادرت المكان و خلفها شريف و زوجته فاطمة.
أردفت ليلى و الحماس يسيطر عليه:
-هيبقى يوم تحفة، و هلبس فستان شيك أوي أغيظ بيه سندس بنت عزة هانم.
علق علاء على حديث ليلى:
-أكيد هيبقى يوم حلو.
بينما كان رأي كلا من حازم و كنز و أدم غير ذلك، و كانوا يفكرون في طريقة لعدم الذهاب للحفلة.
وجهت كنز حديثها نحو أدم و أردفت:
-بكرة عندنا اجتماعات؟
-لا لغتيهم كلهم.
-رجعهم تاني، اليوم بكرة لازم يبقى مشغول في الشركة حتى أنت يا حازم.
أردف حازم مؤكدا على حديث كنز.
بمنزل عائلة الصالح،،
كان الجميع يهنيء باسل بعودته، و تجمعوا كعائلة الهواري.
-عايز أقول حاجة مهمة.
انتبه الجميع نحو باسل يحثونه على الحديث، و كان عادل يقف مترقبا لما سيحدث.
-بكرة هنلتقي بعائلة الهواري.
نظر كلا منهما للأخر في انتظار أي اعتراض، و لكن لا يمكن لأحد أن يخالف رأي باسل الصالح.
نظرت عزة لابنتها سندس و أخبرتها أن تذهب لشراء أفخم ثوب لكي تكون محط أنظار الجميع.
ذهبت نهلة مع ابنتها ورد لكي يتحدثا فيما سيحدث بالغد و أنها قلقة للغاية.
كاد أن يعترض عادل حتى أتت الخادمة مقاطعة لحديثه و أخبرته بحضور ابنه.
ذهب عادل سريعا و معه باسل بالرغم من شعوره بالتعب و لكنه نسى ذلك عندما علم بوجود حفيده.
تقدم عادل من ابنه و احتضنه، أزاحه باسل لكي يتأمل ملامحه التي ازدادت وسامة عما سبق و أيضا الوقار الذي يحطيه احتضنه و لكنه لم يبادله نفس الشعور فقط شعر بالفتور فقط.
تحدث عادل مشيرا لأسر الواقف بجانب أبيه.
-ابنك!؟
أجاب أكمل عليه، تقدم باسل من أسر و لكنه اختبيء خلف أبيه.
علم الجميع بخبر رجوع أكمل فسعد الجميع و احتضنته أخته ورد بحب و أيضا احتضنت ابن أخيها.
بكت نهلة على فراق ابنها فهو غائب لأكثر من ثمانٍ سنوات، لقد اشتاقت له و اشتاقت لتفاصيله احتضنته بينما هو قبّل يدها و رأسها.
-اومال فين حسام؟
أجابت عليه سندس بفرحة من عودته:
-في سفر للشغل، أنت عارف هو و عمو ماسكين الشغل بعد ما جدو تعب الفترة الأخيرة.
تحدث باسل معاتبا لأكمل الذي يتعامل معه بفتور:
-لو مكنتش طلبت أشوفك و أنا بموت مكنتش هتيجي يا أكمل!؟
أجاب بنبرة خالية من المشاعر:
-ممكن!
أجل الجميع الحديث الآن، و صعد أكمل لغرفته القديمة مع ابنه أسر.
تفحص أسر في أغراض أبيه القديمة وجد صورة لفتاة جميلة تسائل عنها.
-جبت الصورة دِ منين؟
-من الدفتر ده.
نظر أكمل نحو الدفتر فحمل أسر على قدمه و جلس به معلقا على الصورة.
-كنت بتعرف على بنات زمان قبل ما أسافر و دِ أخر بنت اتعرفت عليها مقدرتش أكسب قلبها زي الباقيين، بس ده غلط لأني اللي كنت بعمله غلط إياك في يوم تعلق بنت بيك أو حتى تكلم بنت من ورا أهلها يا أسر.
هز أسر رأسه بالإيجاب و ذهب ليستلقى على سرير أبيه و بجانبه أكمل الذي ظل طيلة الليل مستيقظا.
________________________
في الصباح الباكر،،
كانت تجلس كنز على مكتبها تعمل و كذلك أدم و حازم حتى لا يذهبوا للمقابلة.
دلف أدم سريعا لغرفة كنز دون أن يطرق على الباب، قلقت كنز من منظر وجهه.
-جدك قالب الدنيا.
وضعت كنز وجهها بين يديها تحاول السيطرة على انفعالها و لكنها لم تستطع فصرخت على أدم قائلة:
-إيه لازمة المقابلة يعني!! و كمان هروح وسط البحر اعمل ايه أعوم!! و لا أحرق دمي على الفاضي معاهم.
قام أدم بتهدئتها و غادر ليستعد و كذلك حازم، عملت كنز قليلا ثم عادت للمنزل و لم تجد سوى الخادمات، صعدت لتبدل ثيابها فارتدت فستانا رقيق باللون الأبيض يليق بها هذا اللون.
عند البقية،،
كان الجميع قد تجمّع في يخت باسل الصالح، ألقوا التحيات جميعا و أخذ أدم يتفحصهم واحد تلو الأخر.
وصل أكمل تحت استغرابه من طلب أبيه و لم يجلب معه ابنه أسر فهو يخاف من البحر كثيرا، صعد أكمل على متن السفينة و كاد أن يصعد للأعلى حتى تعالى رنين هاتفه.
ذهبت كنز نحو اليخت و لكنها لم تستطع الصعود عليه؛ ففستانها يعيق حركتها و كان اليخت بعيدا قليلا عن البرية.
حاولت التحدث مع أدم و لكنه لا يجيب، فحاولت كنز الصعود و كادت أن تسقط ولكن أسندها أكمل الذي جذبها نحوه باندفاع لكي لا تسقط.
نظرت كنز له و تفحصت ملامحه باندهاش و أردفت بهمس أمام وجهه.
-مستحيل!!
.
.
بقلم/سلسبيل كوبك.
.
_يتبع:::::::::::::::::::::
____________________________

ضحايا المنتصف..حيث تعيش القصص. اكتشف الآن