الفصل الرابع و العشرون..

673 46 30
                                    

نكمل روايتنا(ضحايا المنتصف)بقلم سلسبيل كوبك..
الفصل ال٢٤..
___________________________
مرت الأيام في هدوء شديد و سلام عليهم جميعا، انتبهت كنز لعملها التي أهملته في الآونة الأخيرة لتنهض من على مقعدها لتغادر مكتبها و تقرر شرب فنجان من القهوة في حديقة الشركة.
وجدته قادم نحوها لتنهض و تغادر، ولكنه مسك ذراعها ليمنعها من المغادرة قائلا:
-مش حبيب القلب قرر يقيم هنا!
نظرت له كنز لتجذب ذراعها من بين يده قائلة بحدة و غضب نابع من داخلها من تلك الفكرة، أما زال حبيبًا لقلبها؟
-أنا و أكمل انفصلنا يا أدم و من سنين كمان، وجوده أو عدمه واحد لأني مش بفكر فيه و لا هو بيفكر فيا علاقتنا انتهت بطل تفكرني كل شوية بغلطتي بطل يا أدم.
تركته لتغادر ولكنها توقفت حينما أردف باعترافه لها الآن:
-كنز أنا بحبك.
اضطراب حدث بداخلها، نبض قلبها بقوة كانت تشعر بحبه لها من فترة ولكنها كانت تكذب تلك الفكرة خائفة من لحظة المواجهة، لتختلط مشاعرها الآن متذكرة إعتراف أكمل لها.
ابتلعت لعابها و أخذت نفسا عميقا لتخرجه ببطء، لتلتفت إليه ولكنها شعرت بأن كل شيء ينهار من حولها لتشعر بدوار حينما رأت أكمل يقف خلف أدم الذي كان ينظر لها منتظرا إجابتها عليه، وجدت أكمل هو الأخر يشعر بالصدمة مثلها و ينظر لها و إلى وجهها لتشعر بأن نيران تخرج من وجهها أثر ذلك الذي يحدث معها.
لتحاول كنز أن تستند على مقعدها في محاولة منها للصمود ولكنها سقطت مغشيا عليها ليتدارك أكمل الأمر من تعابير وجهها و يجري نحوها لينقذها قبل أن تسقط أرضًا و تصطدم رأسها بالأرض الصلبة.
لينظر لهم أدم الذي جرى نحوها هو الأخر حينما تدارك الأمر بعد تدخل أكمل الذي كان ينظر إلى وجهها المرهق ليؤمر أدم قائلا:
-جيب ماية بسرعة.
جرى أدم سريعا ليطلب من موظفة الاستقبال مياه التي شعرت بالفزع من حالته، ليجلس أكمل أرضًا و بين يديه كنز ليمسح على وجنتها متفحصا نبضها و الذي كان سريعا يدل على ارتفاع ضغط الدم لديها.
ليأخذ أكمل المياه من أدم الذي جثى على ركبتيه أمامها ولكن تقدم أحد العاملين من أدم قائلا بخوف:
-أدم بيه، في مشكلة بتواجهنا و لازم حضرتك تيجي.
كان ينظر العامل إلى كنز الملقية أرضًا بذعر و إلى غضب أدم، لينظر أكمل إلى أدم و نظراته و كنز التي لم تفيق بعد ليحملها أكمل بين يديه قائلا:
-تقدر تشوف شغلك و.
جذبه أدم من ياقة قميصه قائلا:
-أنت رايح على فين! أنت فاكر إني ممكن أسيبك تأخدها من هنا و لوحدكم ليه يا ابن الصالح معلق قرون!!
نظر أدم إلى أحد رجال الأعمال الذي يغادر الشركة غاضبا من تلك المقابلة و الصفقة التي بالتأكيد سيرفضها بعد تلك المعاملة، ليجري أدم نحوه في محاولة منه لكسب رضائه ليغادر أكمل و هو يضع كنز بداخل سيارته ليستقلها و يغادر ولكنه تفاجيء حينما نهضت كنز و التي تنفست الصعداء ليوقف أكمل السيارة على الفور و هو ينظر لها بدهشة.
مسحت كنز على شعرها عدة مرات و هي تحاول تهدئة اضطرابها، فهي بالفعل شعرت بدوار و نبضات قلبها ارتفعت و لكنها قررت أن تمثل أمامهم حتى لا تواجه كلاهما؛ فهي تمنت بتلك اللحظة أن تنشق الأرض و تبتلعها لتفكر في تلك الكذبة.
نظرت كنز إلى أكمل لتردف و هي تنظر حولها:
-سوق مستني إيه!
قاد أكمل سيارته و هو يفكر بداخله عما يحدث، و كلما فكر في الأمر كلما تذكر اعتراف أدم لها فهو قد أتى ليتحدث معها ليتفاجيء بذلك الاعتراف الذي أربك كلا منهما.
توقف أكمل بإحدى الأماكن الهادئة لتهبط كنز من سيارته على الفور و هي تستنشق الهواء الطبيعي بقوة، ليهبط خلفها هو الأخر و يلتزموا الصمت لتتسائل كنز قائلة:
-إيه اللي جابك؟
صمت أكمل عدة لحظات حتى أردف بنبرة هادئة على عكسها فهي مازالت تشعر باضطراب:
-كنت جاي أبلغك إني هستقر في مصر وأسر عايز يقابلك و يتكلم معاكِ.
-بخصوص؟
-مش موافق أي حد يتدخل في حياته غيرك و ده على عكس طبيعته، فكنت جاي على مضض أطلب منك مساعدتك ليه.
اومأت له كنز التي جلست على تلك الصخرة الكبيرة و أردفت بسخرية:
-و جيت أنت في اللحظة دِ! يااه على القدر.
-لو مكنتش ظهرت في اللحظة دِ كنتِ هتتصرفي ازاي؟
-ممكن كنت وافقت.
نظر لها بدهشة ليتسائل:
-و أنا اللي منعتك!
-أنت فاكرني حجر يا أكمل! و لا تكون فاكرني بني أدمة مهما تتمرمط مبتحسش و معندهاش شعور! أيا كان الشعور فرح، حزن؛ كره؛ حب؛ حقد، انتقام أنا إنسانة عندي مشاعر و مرتبطة ببعض الأشخاص.
-في اللحظة اللي شوفتك فيها حسيت قد إيه أنا كنت حقيرة و أنا بكدب على أهلي عشانك.
-قد إيه بشعر من ناحيتك بالحقد.
-هنتظر إيه من تربية عائلة الهواري!
-اللي قدمته لقيته يا أكمل.
اقترب أكمل منها و قد نفذ صبره و هدوئه، ليجذبها من أعلى ذراعها و يقربها منه قائلا بغل و حقد يظهر في عينيه:
-أنا قدمت إيه؟ ها قولي قدمت إيه غير حب و اهتمام!!
-كنت مستعد أضحي بسعادتي عشانك و عشان سعادتك.
-كنت مستحمل تقلباتك المزاجية، كنت مستعد أحارب الدنيا كلها عشان ابننا و عشانك.
-لكنك مرحمتنيش أنا و ابني، عشانك أنانية و طماعة أنتِ و عائلتك مبتفكريش غير في نفسك.
لتهبط دموعها على وجنتيها و هي تنظر له بدهشة من كلماته، ليكمل أكمل حديثه:
-أنتِ مكنتيش تستاهلي تبقي مرات أكمل الصالح يا كنز، أنتِ هتعيشي لوحدك و هتموتي لوحدك عشان أنانية و الأناني بيموت و يعيش لوحده.
-أنا اللي كنت غلطان يوم ما رجعت و شوفت وشك أنا الغلطان إني كملت من لحظة ما عرفت أنك لسة عايشة لأنك كنتِ موتي في عيني يا كنز كنتِ مجرد وقت وقت و أنتهى.
-أنا بكرهك.
دفعها بقوة لتسقط أرضًا لتضع يدها على رأسها و هي تحاول ألا تستمع لكلماته و ألا تفكر بها، ليعطيها ظهره و يضرب إطار السيارة بقوة و غضب فتح باب سيارته ليستقلها و هو يقبض على مقود السيارة و ينظر للأمام بنظرات تشتعل بالغضب و الحقد.
ليردف بنبرة هادئة على عكس ما حدث قبل قليل و على عكس تعابير وجهه البارزة:
-اركبي.
ولكنها لم تجيب عليه و لم تتحرك من موضعها، ليصرخ بها قائلة بنبرة أرعبتها:
-بقولك اركبي.
نظرت له كنز لتحاول البحث عن هاتفها بثيابها ولكنها لم تجده لتتذكر بأنه سقط منها، لتحاول النهوض و تتقدم من سيارته ولكنها جرت سريعا ليجري خلفها و يستطيع اللحاق بها جذبها له بقوة لينظر لها بحدة بينما هي كانت تنهار في البكاء و يكاد يغشي عليها أثر الضغط على عقلها و ارتفاع ضغط دمها، ليجذبها بقوة نحو السيارة و يدفعها داخلها ليقود السيارة إلى منزلها و الذي استغرق طريق العودة ساعتين كانت كفيلة لتهدئتها لتظل صامتة تنظر للأمام تفكر؛ أبعد كل ما حدث هي المخطئة، والجاني و ليس المجني!
توقف أكمل أمام منزلها لتهبط منه بخطوات بطيئة و تتقدم لداخل القصر ولكنها لم تجد سوى أدم يقطع الغرفة ذهابا و إيابا ليتقدم منها على الفور حين رأها و هو يتفحص وجهها الشاحب الخالي من التعابير سوى تعبير الاندهاش.
-عملك إيه يا كنز؟ انطقي فهميني.
لتستعيد كنز وعيها و تركيزها لتردف بنبرة خالية من التعبير:
-أنا موافقة يا أدم، موافقة أتجوزك و موافقة على حبك.
لينسى أدم مشاعر القلق و الخوف و يبتسم بفرح و هو ينظر لكنز و التي توافق على زواجها منه الآن و في تلك اللحظة ليحتضنها بقوة بدون وعي من كثرة المشاعر المفرطة التي تحيطه ليردف متناسيا أكمل:
-ارتاحي دلوقتي و بكرة نكمل كلامنا.
تركها أدم بعدما قبّلها على وجنتها، لتمسحها كنز بقوة و تلقي بجسدها على الفراش بعدما قامت بغلق الباب جيدا خلفها لتسقط أسيرة لفراشها و لبكائها المستمر طوال الليل.
على الجهة الأخرى،،
دلف أكمل إلى غرفته و هو يشعر بالغضب ليجد أسر يتقدم نحوه و هو يبتسم قائلا:
-كلمت كنز؟
تقدم أكمل من أسر ليجذبه نحوه بعنف مثلما فعل بكنز ليقول بنبرة غاضبة أفزعت أسر:
-تنسى حاجة اسمها كنز خالص، ولو شوفتك قريب منها هأخدك في أول طيارة و نرجع يا أسر.
-متجبش سيرتها مش عايز قرف، هتعيش هنا و هتدخل المدرسة اللي هحددها و هتعمل اللي أنا عايزه.
دفعه بخفة لينظر له أسر بخوف و يبدأ في البكاء، ليجد نهلة تتقدم منه و تحتضنه فهي رأت ابنها عندما أتى و علمت بأنه ليس بخير، ليدلف أكمل إلى المرحاض يأخذ حماما بارد لعله يهديء تلك النيران التي تحرق قلبه.
-متزعلش يا حبيبي.
تركها أسر ليغادر الغرفة و هو غاضبا من أبيه ليجلس بالحديقة ممسكا بدفتر أمه.
تقدم أكمل من مايا قائلا بحدة:
-لما قمتِ بفتحها؟
-لما مازلت تحتفظ بصورتها! لم أكن كافية لك؟
جذب أكمل المحفظة من بين يديها ليضعها بجيب بنطاله قائلة بنبرة مرتبكة:
-ليس لكِ شأن بذلك الأمر مايا، ولكن يجب أن تعلمي بأنها لم تعد تعني لي شيء.
-فأنا لا أسامح من قام بخيانتي، و هي فعلت الأكثر من هذا.
تركها أكمل ليغادر، بينما مايا جلست و هي تشعر بالحزن فهي رأت صورتها بمحفظته لتتسائل لما يحتفظ بها معه، أما زال يشتاق لها؟
___________________________
استيقظت كنز صباحا على تهنئة جميلة لها التي قامت بإيقاظها، لتستفسر كنز عن الأمر.
-مش أنتِ و أدم بيه هتتخطبوا؟ من يوم ما جيت البيت ده و أنا بقول أنكم لايقين على بعض و أخيرا هنشوفك متجوزة و نفرح بقى.
تركتها كنز لتذهب إلى المرحاض لتنظف وجهها بالماء عدة مرات، لتنظر إلى انعكاسها و تحرك رأسها بالنفي تعلم بأنها لا تستطيع أن تتراجع ولكن لا يمكنها ظلم أدم معها.
هبطت للأسفل بعدما أبدلت ثيابها لتتقدم منها سميرة متسائلة بحدة:
-أنتِ صحيح وافقتِ على خطوبتك بأدم؟
-أه.
-متأكدة؟
نظرت كنز لـ سميرة، لتردف سميرة بعدما علمت الإجابة من نظرات عينيها:
-ابني مش كوبري يا كنز.
-بس أنا هفضل لأمتى مش متجوزة، و كمان أدم متأكدة أنه هيقف جمبي.
-ولكنك مش هتحبيه.
-مين عارف ما ممكن أحبه!
تركتها سميرة لتدلف لغرفة الطعام و خلفها كنز لينظر الجميع نحوها و يردف أدم:
-معلش يا كنز من فرحتي قولتلهم.
اومأت له كنز لتجلس بجواره و تبدأ في تناول الطعام، ليتحدث شريف بسخرية:
-ما أدم كان موجود من الأول ليه اللف ده كله؟
نظر الجميع نحوه ليتحدث جلال بحدة و غضب أفزعت شريف الذي نهض على الفور غاضبا:
-اللي يقعد هنا يقعد بأدبه، فاهم يا شريف لو فاكر إني نسيت عملتك تبقى غلطان سكوتي ده عشان خاطر كنز اللي رفضت معاقبتي ليك.
نهض علاء خلف أبيه قائلا بنبرة الحزن الذي سيطر عليه من أخر مقابلة مع ورد:
-عن أذنك عندي جامعة.
لتنهض فاطمة و هي تنظر لكنز بارتباك و تقول:
-و أنا راحة أشوف شريف.
-هو فعلا هنحضر مع عائلة الصالح بكرة في بيت كوثر هانم؟
اومأ جلال لابنته سميرة، لتنهض و تقوم بالتجهيزات من أجل الغد فهي ستهتم بثيابهم جميعا و أيضا بزيارتهم و بما سيجلبون معهم.
نهض حازم بعدما القى نظرة سريعة على علياء التي كانت تجلس بجانب كنز لا تأكل شيء، ليقول حازم:
-عن أذنكم كلت.
نظرت له علياء لتظل تتطلع في أثره حتى اختفى، لينهض أدم هو الأخر بعدما قام الجميع قائلا لكنز:
- مش لازم تروحي الشركة النهاردة، أنا ههتم بكل الأمور و نتكلم في التفاصيل لما ارجع خلي بالك من نفسك.
غادر أدم، لينظر جلال لكلتيهما و يشير لهم ليتقدموا نحوه و يحتضنوه فهو يشعر بألامهم و حزنهم، يعلم بأن ما يحدث لهم فوق قدرتهم بعدة مراحل و بالرغم من هذا يحاربون من أجل أنفسهم.
لينهض جلال و يقبّل كلا منهما و يغادر، لينظرا لبعضهم و يغادروا سويا نحو الحديقة ملتزمين بالصمت لتتسائل علياء:
-مبقتيش تحبيه؟
نظرت لها كنز و هي تجلس على المقعد أمامها واضعة قدم فوق أخرى لتشرد قليلا في إجابة سؤالها، ولكنها أجابت:
-مبقتش أفهمه.
-طبيعي ده سافر و رجع بعد تمن سنين.
-تفتكري أنا الغلطانة يا علياء! و أنا فعلا اللي خونته!
ابتسمت علياء بخسرية لتتحدث بعنف:
-أنتِ!
-أنتِ اللي قدمتي حياتك كلها ليه على طبق من دهب و هو عمل إيه! الباشا سابك بعد ما اتفضحتي و مشي من غير ما يبص وراه.
-ده مش بني أدم، إياكِ تفكري فيه يا كنز ده ميستاهلكيش.
-أدم ممكن تكوني مش بتحبيه ولكنه بيحبك، و في مَثل بيقول" خد اللي يحبك و متأخدش اللي بتحبه". بلاش تضحي تاني أنتِ ضحيتِ كتير.
نظرت لها كنز و هي تفكر في حديثها، لتقارنه بين حديثه بالأمس لتشعر بأن الأمر متناقض لتتنهد قائلة:
-سيبك مني، المهم إيه أخبار حازم؟
هربت علياء بعينيها بعيدا عن كنز، لتكرر كنز سؤالها فاضطرت علياء أن تجيب:
-مفيش أخبار يا كنز، كنت راجعة على حلم ولكني لقيته اتهد.
-ابنيه تاني.
-حازم مش هيقبلني يا كنز.
-حازم محبش غيرك يا علياء.
-مش بيقولوا الراجل بيحب امرأة واحدة فقط، و أنتِ الحب الأول و الأخير يا علياء.
نظرت لها علياء بارتباك لتغير الموضوع قائلة:
-بس إيه حكاية أسر دِ!
-لما قابلته مكنتش أعرف أنه ابنه، ولكني حبيته يعني هو طفل ملهوش ذنب غير أنه من عائلة الصالح.
اومأت لها علياء، لتشرد كلا منهما في حواراتهم الخاصة؛ فالجميع يمتلك من الهموم أشكال.
____________________
-حسام قولت لمراتك تبقى جاهزة بكرة؟
-أه يا حبيبتي متشغليش بالك.
انتبه حسام لأسر النائم بالحديقة، ليترك أمه و يذهب نحوه ليوقظه نظر له أسر بنعاس ليجد حسام يحمله و يدلف به للداخل قائلا:
-أنت ازاي تنام بره كدة!
لم يجيب عليه أسر ليضعه حسام على الأريكة و يؤمر الخادمة بأن تجلب له مشروب دافيء.
بالأعلى،،
كانت ورد غائبة عن الجامعة لأكثر من أسبوع؛ فهي غير قادرة على مواجهته أو رؤيته دون الحديث معه، هي غير قادرة على فكرة الابتعاد عنه من أجل العائلتين.
دلفت نهلة للغرفة لتجدها على تلك الحالة منذ أن عادت مع أخيها لتجلس بجانبها قائلة:
-ورد حبيبتي.
نظرت لها ورد ولكنها لم تجيب بل احتضنت أمها لتدمع عينيها ولكنها لم تبكي فهي حاولت التماسك، لتربت أمها على ظهرها فهي تعرف شعورها؛ فبعضنا مر بتلك التجربة و ذلك الألم الذي نشعر به عندما نتعرض للفقدان بكافة أنواعه: الحبيب، الصديق، الأهل؛ النفس؛ الشغف؛ الإنسانية، .....إلخ.
لنصبح محبطون للغاية، و تأتي الوحدة لتكون عالمنا الخاص بدلا من ذلك الشيء الذي فقدناه.
لتخبرها أمها بأنهم يجب عليهم الذهاب بالغد لرؤية عائلة كوثر.
بينما على الجهة الاخرى،،
كانت تجلس سندس تفكر فيما يفعله جاسر من أجلها، فهو يحاول إرضائها بكافة الطرق كلما ذهبت إلى مكان وجدت من على بُعد منها شخصين يقومون بحمايتها أو بنقل معلوماتها له كما تشعر هي.
لتشعر بالضيق و السعادة بذات الوقت، فهو يهتم بها ولكنها تشعر بالاختناق أحيانا.
لتشعر بأنها متناقضة و ترتبك من ذلك الأمر من أن تكون قد أُعجبت به و قريبا و ستقع بحبه من أفعاله لتشهق و تنهض بقوة و عنف لتقرر أنها ستقوم بإنهاء تلك المهزلة التي تحدث حولها، لتشعر بأن خطته أن تقع بحبه ولكنها تشعر بأنها مكيدة منه فهي تشعر بأن الوقوع في الحب ضعف.
________________________
ليأتي مساء اليوم التالي، و الجميع يكره هذا اللقاء فلا أحد يحب أن يجتمع بعدوه بمكان واحد.
لتتحرك السيارات من منزل كلاهما و الفتيات جميعا في أبهى صورتهم.
بينما في منزل كوثر،،
كانت ليلى تعدل ياقة قميصه حتى دلفت كوثر للداخل قائلة:
-بتعملوا إيه ده كله؟
نظر لها أحمد قائلا و هو ينظر لـ ليلى التي ارتبكت و نظرت أرضا:
-شوية يا أمي و نازلين.
-طب أنجز.
اومأ أحمد لها لتهبط لأسفل و يرفع وجه ليلى له ليقبّل جبينها قائلا:
-متزعليش يلا بينا.
هبطوا سويا لأسفل في انتظار الضيوف، لتأتي عائلة الصالح قبل الأخرين لترحب بهم كوثر بابتسامه واسعة فهي تنتمي لهم و لعائلتهم فهي جزء من تلك العائلة.
ليلقوا التحية و يجلسوا جميعا و يبدأ عادل في مضايقة ليلى التي تمسكت بيد أحمد الذي كان يبتسم لهم بمجاملة.
أتت الخادمة لتنحني إلى كوثر و تقول:
-عائلة الهواري وصلت يا هانم.
اومأت كوثر لتنظر إلى ليلى قائلة:
-روحي استقبلي عائلتك.
نهض أحمد مع ليلى لتغتاظ كوثر، و يذهبا في استقبال عائلة الهواري و التي كانت ليلى سعيدة بتواجدهم معها لتحتضنهم جميعا بحماس و سعادة و حب.
تقدموا جميعا ليجلسوا، و كان المكان ممتليء بهم ليبدأ جلال في الحديث قائلا:
-أخبارك يا باسل؟
-أحسن.
اومأ له جلال، بينما أدم كان ينظر لـ كنز مراقبا تصرفاتها و التي كانت تتحدث إلى ليلى و يبتسمان سويا.
ليقترب أحمد من علاء ليضع يده على كتفه قائلا بصوت مرتفع استمع له الجميع:
-عقبالك و تكسر اللعنة دِ.
ابتسم علاء له لينظر إلى ورد التي نظرت أرضًا، كان أسر يريد أن يقترب من كنز ولكن أكمل ظل ممسكا بيده يمنعه من الذهاب لها.
ليتناول الجميع بعض الموضوعات المختلفة، لتنظر ليلى إلى أدم متسائلة بدهشة:
-أنت فعلا هتتجوز كنز؟
كانت عيناه كالطلقات التي لا تُقتل لينقل بصره بين أدم و بينها، فهي ابتسمت بخفة ليعلم بأن حديث ليلى صحيح ليشعر بأن شيئًا بداخله اضطرب.
اومأ لها أدم ليبتسم و يقترب من كنز ليجلس بجوارها قائلا:
-ده فعلا، قريب الخطوبة و أكيد كلكم معزومين.
لم تجرؤ على النظر له، لتنهض و هي تقول:
-لحظة الحمام.
ذهبت مع الخادمة نحو المرحاض، لينهض أسر هو الأخر قائلا و هو ينظر لأبيه:
-بابا عايز أدخل الحمام أنا كمان.
لينهض أكمل مع ابنه و يذهب نحو المرحاض، لتقف كنز أمام مرآة المرحاض و هي تحاول التحكم بأعصابها فهي تود أن تخرج الآن و تقتل كلا من عادل و باسل فهما لم ينتهوا من النظر لها طيلة الجلسة تعلم بما يدور حولها ولكنها لا تستطيع البوح بذلك الأمر.
غسلت وجهها عدة مرات لتخرج من المرحاض ولكنها تفاجأت بأكمل ينتظر أسر، لتتخطاه و تغادر ولكنها لم تعلم ما حدث لتجد يد أكمل بسرعة البرق تحيط خصرها و تدفعها نحو الحائط بقوة لتشعر كنز بالألم و الاندهاش معا لتنظر له و تجد عينيه لا تبشر بخير؛ فبالرغم من هدوئه ألا و أنه عندما يغضب يحرق اليابس بأكمله.
لتشعر بالارتباك من نظرته المربكة تلك، ابتلعت لعابها و نظرت أرضًا ولكنها رفعت رأسها نحوه مباشرةً حينما مال على أذنها بأنفاس حارة داعبت بشرتها لتشعر بحرارة جسدها ترتفع.
ليهمس بجانب أذنها بنبرة هادئة مغرية:
-مُبارك.
.
.
بقلم/سلسبيل كوبك.
.
يتبع::::::::::::::::::::::
_______________________
لما تكون كل الفصول نكد و مفهاش فرح، أنتم:

يتبع::::::::::::::::::::::_______________________لما تكون كل الفصول نكد و مفهاش فرح، أنتم:

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
ضحايا المنتصف..حيث تعيش القصص. اكتشف الآن