الفصل الثاني..

1.2K 54 60
                                    

نكمل روايتنا(ضحايا المنتصف)بقلم سلسبيل كوبك..
الفصل ال٢..
__________________________
وصل أكمل تحت استغرابه من طلب أبيه و لم يجلب معه ابنه أسر فهو يخاف من البحر كثيرا، صعد أكمل على متن السفينة و كاد أن يصعد للأعلى حتى تعالى رنين هاتفه.
ذهبت كنز نحو اليخت و لكنها لم تستطع الصعود عليه؛ ففستانها يعيق حركتها و كان اليخت بعيدا قليلا عن البرية.
حاولت التحدث مع أدم و لكنه لا يجيب، فحاولت كنز الصعود و كادت أن تسقط ولكن أسندها أكمل الذي جذبها نحوه باندفاع لكي لا تسقط.
نظرت كنز له و تفحصت ملامحه باندهاش و أردفت بهمس أمام وجهه.
-مستحيل!!
نظر أكمل لملامحها التي تغيرت كثيرا.
دقيقة، اثنان، ثلاث.
ابتعد كلا منهما عن الأخر سريعا، أزاح أكمل ذلك الغبار الوهمي على ثيابه حيثما وضعت كنز يدها، فنظرت له كنز ببرود و استعادت توازنها و
صعدت أمامه للأعلى حيث البقية.
التفت الجميع نحو كنز التي كان تسير بخطى ثابتة بها وقار و توازن، خلفها أكمل ببدلته الأنيقة و لحيته التي تزيده وسامه مع بشرته القمحاوية.
جلس كلاهما بموضع عائلته، التزم الجميع الصمت حتى بادر جلال بالحديث.
-حمدلله على سلامتك يا باسل.
اومأ له باسل و نظر لكنز و هو يرد على جلال.
-تشرفنا بالزيارة دِ، روح عائلتكم جميلة.
جلس أدم بجانب كنز الذي تنظر للجميع بجمود، مال ببطء على أذنها و همس بصوت لم يسمعه سواهم.
-مش مرتاح تعالي نروح.
جلس حازم على الجهة الأخرى من كنز و أردف بنفس الكلمات، فقالت:
-أدم وظيفتك.
ابتسم أدم بخبث و انتظر عدة دقائق حتى صرخ بألم، فقلقت عليه كنز كثيرا.
اقتربت ليلى من أخيها سريعا و تسائلت عن أحواله، التفت الجميع حول أدم.
-النفس يا جماعة النفس.
-حازم.
أجاب حازم على كنز التي ساعدت أدم على النهوض، فأردفت كنز قائلة:
-انزل جيب العربية بسرعة.
اقتربت سميرة و هي تتفحص وجه أدم الذي كان بارعا في التمثيل.
أشار حازم لكنز بالهبوط من أسفل، فاستأذنت كنز سريعا و ساعدت أدم في الهبوط من اليخت  و تنهدت بعمق عندما خرجت.
استأذن جلال بالرحيل و أخذ عائلته و رحل، بينما أكمل نهض و هو يشعر بالغضب الشديد من تصرف جده.
-أنتم ازاي تجيبوهم لحد هنا، أنتم اتجننتوا!؟
-مش خايفين على نفسكم، مش خايفين يغدروا بينا.
نظر عادل لأبيه و أجاب على حديث أكمل.
- اعترضت على الكلام ده، ولكن جدك كان مُصِر.
اقترب أكمل من جده و أشار عليه بسبباته، و قال:
-اللي أنت عملته أكبر غلط، اللي بيفتح في دفاتر الماضي عمره ما بيوصل غير لعذاب، لو قابل على نفسك العذاب فأنا مش قابله و لا ليا و لا لابني.
غادر أكمل اليخت سريعا و استقل سيارته و قاد بغضب نحو المنزل لابنه.
على الجهة الأخرى،،
دلفت كنز للقصر و ثم لغرفتها و أغلقت الباب خلفها و بمجرد أن بقت بمفردها حتى قامت بتحطيم كل ما يوجد بالغرفة تعبيرا عن تلك الحرب التي تحدث بداخلها، فالنيران و كأنها تحرق دمها و تجعله يغلي كالمياه.
قامت بضرب الحائط عدة مرات حتى كُسرِت، صرخت كنز بقوة و جلست أرضا و هي تشعر بالكثير من الآلام.
دلف كلا من حازم و أدم سريعا لغرفتها، أخذوا في تفحصها و لكنها كانت تبكي بألم مغمضة العين.
نظر حازم لها ثم لأدم الذي كان قلقا عليها و ينظر حوله للمكان بقلق، أردف حازم:
-لازم مستشفى.
تم نقل كنز للمشفى و اهتموا الأطباء بها كثيرا و قاموا بتضميد كف يدها و منعوها من تحريك يدها اليسرى.
جلس أدم أمام كنز و لكنها كانت جالسة بصمت تنظر للاشيء حتى بادر أدم بالحديث:
-كنز، أنا عارف أن.
نظرت له كنز لتجعله يصمت و لكنه أكمل حديثه فقاطعته بحديثها:
-أدم، الموضوع مش زي ما أنت مفكر و لكن ذكرى وفاة بابا و ماما جت على بالي فمقدرتش اتحمل و حاسة إني مكنتش في وعيي.
دلف حازم للغرفة و هو يردف قائلا:
-خلصت الاجراءات و دفعت الحسابات، يلا بينا.
نهضت كنز مع أدم و ذهبوا للمنزل حيث وجدت البقية ينتظرونهم.
فكان أول من تحدث سميرة:
-خير على أساس أدم اللي تعبان، مالها ايدك!
تقدمت فاطمة من كنز و هي تمسك يدها برفق مردفة:
-حبيبتي مالها ايدك؟ و ليه أوضتك مش مترتبة كدة حصل إيه؟
نظرت كنز لفاطمة ثم للبقية و أردفت بثبات:
-أنا بخير، كل اللي حصل أنه حصلت مشكلة في شغلي فاتعصبت و طبعا عارفيني لما اتعصب.
لوت سميرة فمها بسخرية و أردفت و هي تغادر الغرفة:
-هتقوليلي عليكِ في غضبك!
نظر جلال نحو كنز و قال بهدوء:
-الكل يروح لأوضته أو يشوف شغله، تعالي يا كنز معايا لأوضتي.
صعد جلال للأعلى و خلفه كنز التي خرجت من غرفته بعد فترة من محادثتهم و هي تشعر بالضيق و الخنقة فدلفت لغرفتها التي رتبتها الخادمات في ذلك القصر.
أبدلت كنز ثيابها و استلقت على سريرها و أغمضت عيناها و لكنها لم تستطع النوم فأحلامها السيئة تطاردها بنومها و أيضا بالواقع، لا مفر من الحقيقة.
بغرفة كلا من حازم و علاء،،
-حازم.
نظر حازم لعلاء و أجاب بنعم، فأردف علاء حديثه:
-مش ملاحظ حاجة غريبة.
تساءل حازم عن ما يقصده علاء، فأخبره علاء.
-وجود أكمل المفاجيء، مش كان سافر و مش ناوي يرجع تاني خالص فجأة كدة يظهر و قابل كنز و يا عالم حصل إيه.
أجاب حازم على فِكر علاء.
-السنين بتغير حاجات كتير يا علاء، كل النفوس و العقول و الفِكر كل ده بيتغير.
-متستغربش، المهم دلوقتي في اللي هيحصل بعدين مش اللي حصل.
أغمض علاء عينه بعدم اقتناع و غفى، بينما حازم ظل قليلا حتى غفى هو الأخر للصباح.
بمنزل عائلة الصالح،،
كان يجلس أكمل بجانب ابنه بعد أن أبدل ثيابه، التفت أسر نحو أبيه الشارد الصامت فتساءل عن حاله.
-بابا، مالك؟، الاجتماع كان وحش؟
نظر أكمل نحو ابنه و جذبه لأحضانه و تحدث:
-الاجتماع كان جميل، متشغلش بالك أنت.
-هتلاقيني مرهق لأني ملحقتش أنام و عايز أنام، ممكن؟.
هز أسر رأسه بالايجاب، أغلق أكمل الأنوار و احتضن ابنه أسر و نام كليهما.
__________________________
في الصباح الباكر،،
كان يجلس عادل مع أبيه يتحدثان بشأن عائلة الهواري.
-يا بابا أنا مش فاهم، إيه سبب اجتماعنا بالعائلة دِ امبارح!؟
نظر له باسل و تحدث بعقلانية:
-عشان لما نضرب ضربتنا الجديدة، ميبانش أننا السبب و نكون في الوش بالعكس احنا اتجمعنا و اتكلمنا مع بعض و يعتبر اتصالحنا و ده اللي هيتنشر في كل الجرايد و الأخبار اصبر بس على رزقك.
نظر له عادل و هو يحاول فهم ما يقوله، فتساءل قائلا:
-قصدك أنك كلفت شخص يصور الاجتماع و ينشر إشاعة أننا اتصالحنا، فلما تضرب ضربتك لعائلتهم منكنش احنا المشكوك فيهم؟
هز باسل رأسه بإيجاب و هدوء، ففرح عادل كثيرا لفِكر أبيه و ضحك.
-أنت مش سهل يا كبير عائلة الصالح.
بقصر عائلة الهواري،،
كان الجميع يجلس يتناول فطوره بصمت حتى قاطعه علاء بمرح لتخفيف التوتر:
-إيه يا ليلى هو خطيبك بخيل و لا إيه!؟
-و لا دخل علينا بشيكولاته و لا حتى كيس شيبسي.
اغتاظت ليلى من سخرية علاء لخطيبها، فأردفت قائلة:
-ملكش دعوة هو بيجيب ليا مش مهم أنت.
تحدثت كنز لفاطمة زوجة عمها التي تطعمها:
-يا فاطمة ايدي الشمال اللي مينفعش احركها مش اليمين يعني كُلي و سيبيني هأكلني أنا.
-و لو برضو؟ أنتِ بنتي.
احتضنت كنز زوجة عمها بحب شديد و أكملت تناول فطورها، نهضت لتستعد للذهاب فتساءل جلال:
-راحة فين؟ مش النهاردة اجازتك.
-و مش حابة اقضي يوم اجازتي في البيت، أنا حرة.
غادرت كنز المنزل و استقلت سيارتها و تحكمت بمقود السيارة بيد واحدة.
كانت تحاول الإمساك بهاتفها فلم تنتبه للطريق فاصطدمت بدراجة أحدهم، أوقفت كنز السيارة عندما استمعت لصريخ أحد فهبطت سريعا لأسفل و ذهبت نحو الشخص الملقي أمامها أرضا.
جثت كنز على ركبتيها و ساعدت الطفل على النهوض و لكنه صرخ متأوها، فتسائلت كنز عن حاله:
-أنت كويس؟ تحب نروح نطمن عليك؟
أردف أسر المصاب بركبتيه:
-يا ريت.
ساعدته كنز في صعود السيارة و التفتت لتستقل هي الأخرى السيارة و الذهاب لأقرب مشفى.
-و لكن مش المفروض نبلغ بابا؟
أخرجت هاتفها و أعطته للطفل مردفة:
-اتصل بيه يا حبيبي.
-اسمك إيه يا جميل؟
ابتسم أسر بخجل فنظرت له كنز مندهشة:
-أنت مكسوف!؟
-لو سمحت متقوليش ليا يا جميل أو أي كلمة حلوة.
ضحكت كنز على خجل ذلك الطفل البريء و توقفت أمام المشفى القريب من المجمع التي تسكن به.
-اتصلت بوالدك؟
أردف أسر مسرعا و هو يستمع لأنفاس أبيه:
-هيرد اهو هو نومه تقيل شوية.
-بابا.
نهض أكمل بفزع عندما استمع لصريخ ابنه فالتفت يمينا و يسارا و لم يجده و لكنه وجد نفسه ممكسا بهاتفه فاجأب سريعا بقلق.
-أسر، أنت كويس؟
-أسر رد عليا يا حبيبي.
أعطى أسر الهاتف لكنز التي هبطت لتساعد أسر في الهبوط هو الأخر، و أجابت على أكمل الذي لم يكف عن التساؤلات و كاد أن يجن من عدم رده.
-اهدأ، ابنك معايا و دلوقتي احنا قدام المستشفى عايز تيجي المستشفى تعالى أنا هوصله لغاية باب البيت متقلقش.
-ألو، ألو.
أجاب أكمل بخفوت و اضطراب:
-فين المستشفى؟
أخبرته كنز عن المشفى و دلفت بأسر للمشفى و أتى طبيب لفحصه.
-متقلقيش يا مدام، ابنك بخير.
نظر أسر لكنز الذي تفاجأت من قول الطبيب فصححت له قائلة:
-مش ابني.
عبس وجه أسر فلاحظت كنز هذا فاقتربت منه احتضنته مصححة ما قالته:
-بس أكيد تقدر تعتبره زي ابني.
قبّلت كنز جبين أسر، استمعا كلاهما لصراخ أحدهم بالخارج اختبيء أسر بأحضان كنز مردفا:
-بابا و شكله متعصب أوي.
فُتِح الباب على مصرعيه و دلف أكمل الذي تحولت ملامحه للغضب الشديد عندما استوعب ما حدث لابنه و أن كنز هي المسؤولة عن هذا، اقترب منها و جذبها بقوة له مردفا بصوت يملؤه الغضب:
-أنتِ وصلت بيكِ الدناءة أنك تلعبي بطفل صغير، أنا ممكن اعديلك أي حاجة لكن لغاية ابني و خط أحمر يا كنز.
جذبت ذراعها بقوة و هي تنظر له بتحدي و غرور لم يعهدهه.
-أنا لو عايزة أعمل حاجة هعملها قدام عينك و مش هخاف، أنا لما اجي العب هلعب مع الكبار مش معاك أنت و ابنك يا ابن الصالح.
التفتت كنز لأسر الخائف من تحول أبيه و قبّلت جبينه، فاحتضنها قائلا:
-مش قولتي هتوصليني لحد البيت أرجوكِ.
-مرة تانية، أصل بابا متعصب أوي.
حمحم الطبيب الذي لم يتحرك و نظر لقوة كنز مع أكمل بدهشة، نظر كليهما له فاتجه نحوه أكمل متسائلا عن حال ابنه.
-هو بخير دلوقتي، لكن محتاج راحة كام يوم.
أردفت كنز سريعا و هي تشاهد التلفاز:
-الصوت شغله.
جذب الطبيب جهاز التحكم بالتلفاز و قام برفع الصوت، فاستمع الجميع للخبر.
"و بالنسبة لاقتصاد اليوم، فقام أحد الأشخاص بتصوير تلك اللحظة لحظة التقاء عائلتي الصالح و الهواري مع بعضهم البعض بالرغم من عداوتهم المعروفة في الوسط بأكمله، أيمكن ذلك الاجتماع بداية لصلحهم أو ربما يخطط أحدهم بالغدر للأخر أو ربما يحدث نسب بين العائلتين".
التفتت كنز لأكمل و أردفت بتحذير:
-قول لجدك يحذرني لأن اللي يجي جمب عائلتي بقتله.
غادرت كنز المشفى بأكملها و هي تقود سيارتها نحو حديقة توجد بالمجمع التي تسكن به و تحب الجلوس بها أمام المياه الصافية لتصفي ذهنها.
بالمشفى،،
كان يجلس أكمل أمام ابنه أسر ينظر له بتحذير من أن يكذب عليه و أن يخبره الحقيقة و ماذا حدث.
أخبره أسر بما حدث و أنها ساعدته و لم تكن تنوي إيذائه، حمله أكمل و غادر المشفى و وصل للمنزل.
رأته نهلة و تقدمت منه و هي ترى الضيق يعتري ملامح وجهه فتحدثت قائلة:
-مالك يا حبيبي؟ و مال أسر؟
-بخير متشغليش بالك أنتِ.
تركها أكمل و صعد لغرفته مع ابنه و لملم أشيائهم بحقائبهم، صعدت خلفه نهلة و هي قلقة عليه و شهقت بصدمة عندما رأته ينوي الرحيل.
-أكمل مش هسمحلك تسبني تاني أرجوك يا ابني أنا ماصدقت أشوفك بعد غياب تمن سنين.
اقتربت منه و هي تبكي و أمكست بيده، دلفت ورد و هي ترى بكاء أمها فتسائلت بعدم فهم عما يحدث، فأجابت عليها نهلة ببكاء:
-أخوكِ عايز يمشي تاني.
احتضنت ورد ابن أخيها أسر و تحدثت إلى أكمل:
-ليه يا أكمل حصلت حاجة؟
نظر أكمل لكليهما و أردف قائلا و هو يكمل لملمة أشيائه:
-مش هعيش في البيت ده و هفضل هنا  في أي أوتيل أو شقة لحد ما الشغل يخلص أنا عندي ابن و محتاج أربيه، مش مستعد أخسره عشان عداوة تافهة.
دلف باسل بعد أن علم برغبة أكمل في الرحيل، أردف قائلا:
-خير يا ابن الصالح؟
-البيت يخنق زي صحابه.
-يلا يا أسر.
حمل أكمل أسر ابنه و هبط لأسفل لم يعير بكاء أمه و لكن قلبه كان يتمزق حزنا عليها و على أخته اللتان ليس لهما ذنب في تلك العداوة كابنه.
استقل أكمل سيارته و أمر إحدى الخادمات أن تجلب الحقائب، غادر مع ابنه لم يعلم إلى أين سيذهب و لكن أي مكان بعيدا عن ذلك المنزل الذي يبغضه و ذلك المكان الذي يتواجد به عدوه.
توقف أكمل أمام إحدى الفنادق المشهورة ذات الخمس نجوم و حجز غرفة له و لابنه.
لم يكن ابنه يريد التحدث معه الآن حتى لا يفرغ كل طاقته و غضبه به هو، فالتزم الصمت حتى يهدأ أبيه.
صعد أكمل لغرفته في الفندق و ألقى بالجاكت الخاص به أرضا و أخذ يقطع الغرفة ذهابا و إيابا، لم يعلم أسر لِما أبيه بتلك الحالة فذهب له بخطوات مترددة و أردف بارتباك واضح على معالم وجهه:
-بابا، ليه أنت متعصب!
-قولتلك مية مرة متكلمنيش و أنا متعصب.
تقدم أسر من أبيه عدة خطوات أخرى و تحدث بابتسامه تزين ثغره لعله يهدىء قلب ذلك الغاضب.
-و لو متكلمتش معاك يا حبيبي هتكلم مع مين.
نظر له أكمل باستغراب و دهشة شديدة، لاحظ شبه كبير بينهما فهي أيضا كانت تعمله هكذا و تستطيع أن تمتص غضبه.
_
غادر المطعم و هو غاضب منها كثيرا، ذهبت خلفه و هي تحاول اللحاق به و لكنه كان يتحرك بسرعة كبيرة لا يمكنها أن تضاهيها.
وجدته ذهب للطرف الأخر من الطريق و لكنها لم تستطع أن تذهب خلفه أكثر من ذلك فأخرجت هاتفها و اتصلت به على أمل أن يجيب.
ابتسمت بانتصار عندما وجدته يجيب على مكالمتها، أجاب بحدة شديدة:
-خير؟، مش قولتلك متتكلميش معايا طول ما أنا متعصب.
-و لو مهتمتش بحبيبي في غضبه، مين هيهتم بيه!؟
_
تنهد أكمل و جلس على السرير و هو يحاول تهدئة أنفاسه، لا يعلم ماذا حل به يشعر بانفعال شديد.
__________________________
في إحدى شركات الهواري،،
كانت تجلس كنز على مكتبها تعمل و لكنها تركت القلم سريعا و حاولت تهدئة أفكارها، فهي تشعر بضجة كبيرة داخل عقلها عدة أفكار كل واحد منهم أسوأ من الأخر، فكلاهما أفكار وحشية.
غلغلت أصابعها داخل شعرها ممسكة برأسها و هي تحاول أن يخرس ذلك الصوت الذي يصدر منه داخلها.
نظرت للباب عندما وجدته يُفتح، و دلف منه كلا من حازم و أدم استغربت كنز من تواجد حازم بتلك الشركة و تسائلت عن الأمر و لكن لم يجيبها أحد.
و لكنها تستطيع أن ترى السعادة تعتري ملامحهم، لا تعلم لِما تشعر بالريبة اتجاههم.
-بقولكم في إيه؟
نظر لها أدم ثم لحازم الذي ابتسم و أجاب على سؤالها و هو يعدل ياقة قميصه و كأنه فعل أحد الإنجازات العظيمة:
-انتقمنا من أكمل الصالح.
لا، لا تهزيء بتلك الكلمات لا يمكن، كيف تجرأت على فعل كهذا يا حازم أنه لديه طفل الآن و لم يفعل لنا شيء في الوقت الحالي.
نهضت كنز بهدوء و سارت نحوهم على عكس ذلك الغضب الذي يشتعل بداخلها و جذبت حازم من ياقة قميصه الذي كان يعدلها الآن.
-انتقمت من مين يا حازم!؟
-أكمل يا كنز، في إيه؟
نهض أدم مستغربا لحال كنز و حاول أن يبعد يدها عن حازم و لكنها أزاحته بغضب.
أردفت كنز بغضب من فعلتهم، فهما هكذا يبدأون الحرب من جديد.
-أنتم مجانين، عنده ابن متعداش عمره العشر سنين و أنتم رايحين تنتقموا من ابنه بكل سهولة، مفكرتوش في إيه اللي ممكن يحصل للولد في غياب أبوه.
-الانتقام مش بيبقى بالشكل ده، يا ولاد الهواري.
على الجهة الأخرى،،
كان يبكي أسر و يحاول الصراخ لعل أحد ينقذ أبيه الملقي أرضا تغطيه الدماء و الكدمات، حاول أسر أن يساعد أبيه و لكنه سقط أرضا بالكرسي الذي رُبِط بِه.
بينما أكمل سقط مغشيا عليه بعد أن قام بعض الرجال من طرف كلا من أدم و حازم بضربه المبرح بعد أن حاول المقاومة كثيرا.
.
.
بقلم/سلسبيل كوبك.
.
_يتبع::::::::::::::::::
________________________

ضحايا المنتصف..حيث تعيش القصص. اكتشف الآن