الفصل الثالث عشر.

673 41 41
                                    

نكمل روايتنا(ضحايا المنتصف)بقلم سلسبيل كوبك.
الفصل ال١٣..
________________________
دلفت كنز لغرفة ليلى سريعا، فهي كادت أن تنام حتى استمعت لصراخ قوي و على ما يبدو صراخ ليلى ابنة عمتها لتجدها تجلس أرضا و تبكي بقوة قائلة:
-لا مش هينفع تسيبني كدة لا.
احتضنتها كنز بقوة لعلها تهديء و تفهم ما يحدث، استيقظ الجميع على صراخ ليلى ليصبحوا جميعا بغرفتها و ينظرون لها.
-بنتي حبيبتي حصل إيه؟
جرت سميرة نحو ليلى و هي تتفقد حالها، ليمسك أدم الهاتف من بين يدها ليرى أحمد مازال على الهاتف خرج يهاتفه بالخارج.
-ألو ألو ليلى طمنيني عنك.
-عملت إيه يا أحمد؟
-طمني عليها يا أدم أرجوك.
-لو عايز تطمن عليها تعالى و فهمنا إيه اللي حصل.
أغلق أدم الهاتف و عاد لغرفة أخته، بينما أحمد نظر لأمه التي كانت تبتسم له غادر أحمد المشفى سريعا يبدو أنه تسرع كيف يمكنه فعل هذا بليلى؟
استقل سيارته سريعا التي جلبها له مدير أعماله ليقود نحو قصر عائلة الهواري.
سقطت ليلى مغشيا عليها بأحضان كنز التي كانت حزينة على حالها خائفة أن يحدث ما كانت تخشاه من بداية علاقتها بأحمد.
حزن علاء على حالها و لم يستطع أن يظل واقف هكذا صامت فغادر سريعا الغرفة و خلفه حازم، بينما كنز نظرت لجدها ليأمر أدم أن يحمل ليلى و يضعها بفراشها.
ليحمل أدم أخته من بين أحضان كنز و يضعها على فراشها و يقبّل رأسها بقوة، كانت سميرة تبكي على حال ابنتها و لا تعلم سببه لتتقدم منها كنز و تحتضنها.
-فين أحمد؟
-مش عارف بس لو مظهرش قدامي صدقوني هقتله.
-اهدأ يا أدم احنا مش ناقصين كفاية شريف.
نظر أدم لكنز لتغمض عيناها و هي تحاول تغاضي نظراته، لتجد أدم يتقدم منها و يميل على أذنها ليهمس قائلا:
-أنا أسف يا كنز لو اتعديت حدودي.
نظرت له كنز و تركت الغرفة لتغادر و هي تعلم المغزى من حديثه.
دلف أحمد للقصر و هو يهتف باسم ليلى، أوقفه حازم قبل أن يصعد للأعلى.
-خير جاي ليه؟
-جاي ليه قصدك إيه! جاي اطمن على مراتي.
-غريبة! بعد ما سيبتها؟
-مكناش نعرف أنك قذر أوي كدة.
نظر أحمد لكلا من علاء و حازم لينفض يد حازم و يصعد لغرفة ليلى يطمئن عليها لتقابله كنز في طريقه و هي تنظر له بخذلان قائلا:
-وعدتني أن كل حياتها هتبقى سعيدة ولكنك خالفت بوعدك يا ابن الصالح.
-كنز متتعامليش المعاملة دِ، أنا مش من عائلة الصالح و لا عمري هكون أنا غيرهم أنا بحب ليلى.
-واضح بأمارة حزنها خلال شهر عسلكم.
تركها أحمد ليدلف إلى غرفة ليلى و يتقدم منها، نهض جلال من على مقعده ليردف:
-تعالى على المكتب تحت يا أحمد، تعالى يا أدم.
-لو عملت ليها حاجة يا احمد عمري ما هسامحك.
نظر أحمد لحماته بحزن و هو ينظر لشحوب وجه ليلى، ألتلك الدرجة تحبه؟ لم تستطع تحمل كلمته ألتلك الدرجة كان مؤذي؟
قبّلها أحمد على جبينها قائلا بهمس:
-أسف يا حبيبة أحمد، أسف قدرنا نشوف العذاب ده.
هبط لأسفل حيث مكتب جلال ليقف أمامه كالمذنب، بينما أدم تساءل قائلا:
-ممكن أفهم حصل إيه؟
-لما ليلى تفوق و نتكلم أنا و هي.
-يبقى من غير ما نتفاهم يا ابن الصالح، أنا الغلطان يوم ما قررت أثق فيك أنت شبهم.
-مسمحش ليك يا أدم، أنا غيرهم و عمري ما هخون ثقتكم.
-أنا والدتي بتمر بحالة صعبة في المستشفى و لازم ابقى جمبها أول ما تفوق ياريت حد يتصل بيا.
غادر أحمد القصر و هو يشعر بالحزن، الخيار صعب كان ليختار أمه لو كان معها الحق ولكنها ترفض ليلى لأجل عائلتها و ليس لأجلها.
__________________________
هبطت كنز لأسفل و هي تبتسم بفرحة لتجد الجميع يجلس على المائدة يتناول فطوره.
-كنز تعالي افطري.
-لا يا ماما هفطر بره.
-مش خدتي الاجازه، راحة تفطري مع مين؟
-مع علياء يا بابا.
-و هي متجيش ليه تفطر هنا؟
صمتت كنز و هي تنظر لجدها برجاء ليتحدث جلال قائلا:
-روحي يا كنز شوفي وراكِ إيه؟
نظرت كنز لعمر بتوتر لتراه ينهض و يتجه نحوها بينما تراجعت للخلف عدة خطوات خوفا منه ليردف قائلا:
-تليفونك يفضل مفتوح عشان لو لقيته مغلق صدقيني همنعك تخرجي من هنا لغاية ما يبدأ الترم التاني.
اومأت كنز بصمت لتجري إلى الخارج و تستقل سيارتها تقودها إلى المطعم لتفطر مع حبيبها أكمل، جلست أمامه و هي تلتقط أنفاسها و تعتذر على تأخيرها:
-أسفة الطريق كان زحمة.
-ولا يهمك.
-يلا افطري.
-حاضر.
كان يطعمها برقة بينما هي كانت تخجل من تصرفاته، ليبتسم على خجلها و يقول:
-تحبي نفطر في الشقة؟
-لا هنا أحسن.
-لسة مش واثقة فيا؟
تركت الطعام من يدها لتردف قائلة:
-لا مش حكاية ثقتي بيك، الحكاية حكاية إني بخون ثقة بابا يا أكمل.
-خلاص يا كنز براحتك.
-متزعلش تعالى نخرج نروح أي مكان.
-ورايا شغل في شركتنا، عن أذنك.
نهض أكمل و كاد أن يغادر لتمسك كنز يده و هي تنظر له بعيناها التي أغرورقت دمعا لتردف قائلة:
-هتمشي؟
-هكلمك بليل.
تركها و غادر المطعم، لتحزن كنز و تبكي نهضت هي الأخرى لتغادر المطعم و تستقل سيارتها عادت إلى المنزل و صعدت إلى غرفتها ظلت بها طيلة اليوم.
كانت تتفقد هاتفها من حين لأخر و لم تصل لها مكالمات منه كما أخبرها اليوم بالمطعم، لتحزن و تتحدث إلى نفسها هل من الممكن أن يخونها و يتركها وحيدة بعد أن علق قلبها به.
لتنتفض من مكانها حينما تراه يدلف إلى غرفتها عبر الشرفة و على الجهة الأخرى يطرق باب غرفتها لتنظر له بصدمة و تجري نحو الباب سريعا ممسكة بالمقبض.
ليقف أكمل خلف الباب و تفتح كنز الباب لتجد جميلة الخادمة:
-في حاجة يا جميلة؟
-عمر بيه بيقولك متناميش قبل ما تتعشي.
-قوليله إني هتعشى.
-تمام يا هانم.
-جميلة.
-نعم؟
-هما كلهم ناموا؟
-سميرة هانم في الجنينة يا هانم.
-تمام شكرا.
أغلقت كنز الباب و هي تتنفس الصعداء لتنظر إلى أكمل الذي ابتسم لها و جذبها له ليتحدث أمام وجهها قائلا:
-يعني أنا أسيبك الصبح تحلوي بليل!
-عايز إيه يا أكمل؟
-عايز أصالحك.
-ليه هو الدكتور أكمل بيغلط؟
-كنز.
ابتعدت عنه كنز لتزيل الغطاء و تنام على السرير قائلة بلامبالاة و برود:
-لو سمحت اطفي النور و أنت خارج.
أغلق أكمل الأضواء و اقترب من كنز لينام بجوارها و يحتضنها بينما هي انتفضت بخوف و ذعر و ابتعدت عنه سريعا لتضيء الضوء الخافت من جانبها لتردف قائلة:
-أنت بتتعدى حدودك يا أكمل ابعد.
-أسف.
نظرت له بضعف و أغرورقت عيناها بالدموع، بينما هو جذبها لأحضانه مقبّلا رأسها لتردف كنز قائلة:
-أنت بقيت تزعلني كل شوية.
-أنا أسف حقك عليا.
-لو زعلتني تاني ه.
قاطعها أكمل و هو يقبّلها لتبعده كنز و هي تردف قائلة:
-أكمل هنفضل كدة لحد امتى؟
-لحد ما نلاقي حل يا حبيبتي و نقدر نتجمع سوا.
-أنا خايفة.
حاوط وجهها بيده و جذبها نحوه بخفوت ليقول:
-مش عايزك تخافي و أنا جمبك يا كنز، أنا مستحيل أسيبك أو أبعد عنك أنتِ بقيتي ادمان يا كنز ادمان.
ليحتضنها و هو يغمض عينيه مستمتعا، لتبتسم كنز و هي تغرز أصابع يدها بشعره و تقبّل رأسه.
ابتعد عنها أكمل ليخرج علبة بها سلسلة رقيقة ليمسكها و يقترب من عنق كنز ليراها ترتدي أخرى، فتساءل عنها لتجيب كنز قائلة:
-دِ هدية من بابا أول ما تميت العشرين سنة.
ابتسم أكمل ليزيل سلسلة أبيها و يلبسها سلسلته ليبتسم برضا و هو يراها تزين عنقها، لتبتسم كنز بفرح و هي تحتضن أكمل بحماس و أمسكت بسلسلة أبيها لتضعها على الطاولة الصغيرة بجانبها.
-جيت ازاي؟
-صرفت أموري مع الحراس.
-أوعى يكون حد شافك.
-لا يا حبيبتي، سيبك من الحوارات دِ و ركزي معايا أنا و بس.
-حاضر.
جذبها لأحضانه مرة أخرى ليعم الصمت، و كنز تخجل من تواجد أكمل بجانبها في تلك الساعة دون أن يعلم أحد.
-حبيبتي.
-نعم؟
-مش هنقدر نتقابل الفترة الجاية.
-ليه؟
-هبقى مشغول في الشركة.
-طيب ربنا معاك، ابقى طمني عليك.
-تمام يا حبيبتي، يلا نامي عشان امشي.
-طب ما تمشي.
-عايزاني امشي بجد!
-لا أقصد يعني عادي هنام لما تمشي.
-نامي دلوقتي يا كنز.
نظرت له باستغراب لتحاول أن تنام و هو يحتضنها، لا تعلم ما حدث حتى استيقظت وجدت الصباح قد حل و أكمل ليس بجانبها لتبتسم بخفوت و خجل لا تضع في الحسبان ما قد يحدث عندما تعلم العائلتين.
لتسمع طرق على باب غرفتها نهضت لكي تفتح الباب لتجد أمامها ليلى و هي تبكي و مرهقة و ترتمي بأحضانها لتحزن كنز على حالها و تدلف بها للغرفة.
-ممكن تهدئي و نشوف هنحل الأمور ازاي؟
-هيسبني يا كنز، اللي كنت خايفة منه حصل.
-والدته تعبت جدا و رجعنا عشانها و شكلها أثرت عليه اتصل بيا و قالي مش هنقدر نكمل مع بعض.
-هيكسر بقلبي يا كنز.
قبّلتها كنز بهدوء لتفكر في حل تلك المشكلة، لتقول مطمئنة لها:
-يا حبيبتي ممكن قصده الفترة دِ بس عشان يحاول يقنع كوثر هانم.
-أنتِ مشوفتهوش جه ازاي و هو مرعوب ليكون حصلك حاجة.
-و مرضيش يتكلم مع حد مننا و كل اللي كان عايزه يطمن عليكِ أنتِ و بس.
زاد بكاء ليلى لتضمها كنز أكثر و هي خائفة أن يكسر أحمد قلبها، فتحدثت قائلة:
-أوعدك مش هيحصل حاجة و هتعيشي أنتِ و أحمد سوا و مفيش حاجة هتفرقكم.
-صدقيني.
ابتسمت كنز لـ ليلى التي نظرت لها بأمل، اطمأنت قليلا من حديث كنز لها فمسحت دموعها لتردف قائلة:
-عندك حق أحمد مستحيل يسبني هو قالي أنه بيحبني.
ابتسمت كنز لها لتحتضنها ليلى بحب و امتنان.
-محكتيش حصل إيه بينك و بينه في شهر العسل.
قصت ليلى كل ما حدث بشهر عسلها و الأماكن التي ذهبوا لها.
دلف أدم سريعا لغرفة كنز يتفقد ليلى فهو لم يجدها بغرفتها و أصبح يبحث عنها، اقترب منها ليحتضنها و يقبّل رأسها.
نهضت كنز لتبدل ثيابها بالمرحاض، بينما أدم جلس بجانب ليلى على السرير لتبتسم له بهدوء:
-متقلقش أنا كويسة، مشكلة و هنحلها أنا و أحمد.
-أنا عارف أنك قوية.
خرجت كنز من المرحاض لتبدأ في تسريحة شعرها، بينما أدم كان ينظر لها و لتحركاتها لتفهم كنز مغزى نظراته حاولت التماسك.
-اخرجي يا ليلى جدو منتظرك تحت.
غادرت ليلى الغرفة لينهض أدم و يتقدم من كنز التي جذبت حقيبتها و كادت أن تغادر و لكنه جذبها له، لتتساءل كنز عن الامر:
-في حاجة يا أدم؟
-بسأل نفسي هي كنز اتغيرت و لا لا؟
-كنز نفسها تموت و ترتاح مكنتش تعرف أنها عاملة أزمة في حياة الكل كدة.
تركته كنز و غادرت الغرفة ليمسك أدم أول شيء زجاجي رأه ليلقيه أرضا بغضب.
تجمع الجميع على مائدة الطعام دون أن يتحدث أحد، كان التوتر يسيطر على الجو ليقطع ذلك الصمت حازم:
-خير يا ست كنز ناوية تحني على عمك امتى؟
-غريبة يا حازم دِ مش ردة فعلك لو حد غريب أذاني.
-كنز أنا متفهم حالتك ولكن ده عمك مينفعش حبسته دِ.
-أسفة يا علاء كنت هبيع ضميري لو بلغت على عادل الصالح و هو مأذنيش في حال أن عمي شريف الهواري اللي بمثابة أب هو اللي خان ثقتي بيه و غدر بيا و الله أعلم عمل إيه تاني؟
-طلع قلبك أسود أوي يا كنز.
نهضت فاطمة لتغادر الغرفة، نظرت كنز لطبقها بلامبالاة بينما ليلى كانت شاردة و لم تستمع لحديثهم و هي تفكر كيف ستقابل أحمد و بما سيتحدثان؟
ربت جلال على يد كنز التي كورتها على هيئة قبضة تحاول أن تنقل كل غضبها بها.
ابتسمت كنز له و هي تتناول الفطور و أتت عيناها بعين أدم الذي كان ينظر لها بجراءة على غير العادة لتشعر بالتوتر لأول مرة من أدم أخيها الذي دوما يقف بجانبها و يساندها.
-عن أذنكم.
نهضت لتغادر ذلك البيت المشحون بالتوتر، لتستقل سيارة بسائق فهي غير قادرة على القيادة.
على الجهة الأخرى،،
بقصر عائلة الصالح، كانت تجلس نور مع نهلة يتحدثان سويا و تطمئن نهلة على أحوال أفنان أخت زوجها.
-تيتة.
- يا قلب تيتة نعم.
-أنا مش لاقي حد يلعب معايا.
ابتسمت نور له و تحدثت قائلة:
-أنا ممكن ألعب معاك.
-بس أنتِ كبيرة.
-و الكبار مينفعش يلعبوا!
-لا ينفع ولكن مش عايز أتعبك.
-لا عادي انا بحب الأطفال اللي زيك أوي و خاصةً لو ولد قمر زيك.
ابتسم أسر لتجذبه نور و يلعبا سويا بالحديقة و يضحك أسر بفرحة، فأخيرا وجد أحدهم يلعب معه دون ملل.
اصطدمت نور بأكمل الذي كان يقف ينظر إلى ابنه و هو مسرور للغاية لتعتذر نور.
-ولا يهمك، أنا اللي أسف شكرا على مجهودك مع أسر.
-مفيش مجهود خالص، أسر عسل و جميل و يتحب أصلا.
-شكرا ليكِ، متتعبش خالتو يا أسر.
-خالتو!!!
-أنتِ بمثابة أخت لورد و ورد تبقى خالته فأنتِ بمثابة خالة.
انفعلت نور و تحدثت بغضب أزعج أكمل:
-علفكرة دِ قلة ذوق منك أنا لسة في الكلية و مينفعش يتقال ليا خالتو و دِ إهانة مقبلش بيها.
انزعج أكمل و هتف باسم أسر الذي جرى نحوه، ليوجه أكمل حديثه لنور قائلا:
-قلة الذوق أنك تتكلمي مع حد أكبر منك بصوت عالي كدة، عن أذنك يا آنسة.
غادر أكمل الحديثة ليدلف إلى الداخل مع ابنه، و تشعر نور بالندم من تسرعها و حديثها ظنت أنها يمكنها أن تلفت انتباهه من خلال ذلك الأسلوب.
___________________________
عاد من عمله ليصطدم بها تغادر الفندق، لتردف قائلة:
-أعتذر.
-لا بأس.
كاد أن يصعد لغرفته و لكنه هتف قائلا:
-لو سمحت.
التفتت له و هي تنظر له باستفهام ليتقدم منها عدة خطوات قائلا:
-هل يمكنك مساعدتي؟
-بالتأكيد.
-لأنني جديد بتلك المدينة لا أعرف بعض الأماكن التي أحتاج للذهاب إليها.
-حسنا يمكنني مساعدتك، يمكن أن تأتي معي الآن فقد انتهى دوامي.
اومأ بصمت و ذهب معها و أخبرها بالأماكن التي يريد الذهاب لها، لتستعجب من كمية الورق الذي قام بشرائه لتتساءل عن الأمر، ليجيب قائلا:
-أقوم بعمل العديد من المخططات من أجل الجامعة.
-مازلت تدرس!!!
تعجبت كثيرا فيبدو أنه أتم دراسته، ليحاسب الرجل و يحمل الاوراق و يغادر و خلفه هي متعجبة منه.
-لم نتعرف.
أخرج هاتفه لتسجل رقمها و قام بالاتصال من هاتفه لها لتحفظ رقمه، نظر لها و جذب الهاتف ليغادر فهو شعر بالتعب ليغادر إلى الفندق ولكنها هتفت قائلة:
-مايا.
نظر لها أكمل و اومأ برأسه ليغادر المكان و يصعد لغرفته في الفندق و هو يشعر بالتعب و الصداع يجتاحه و بقوة، و قرر النوم قليلا لعله يمحي ذلك التعب و الصداع.
استيقظ أكمل في اليوم التالي ليجد بجانبه ابنه أسر يقرأ في دفتر ذكريات ليعقد حاجبيه و يتساءل عن الأمر قائلا:
-إيه ده يا أسر؟
أغلق أسر الدفتر و نظر لأبيه ليجيب:
-دفتري بكتب فيه شوية حاجات.
تقدم أكمل من ابنه ليمسك الدفتر ولكن أسر قام بإخفائه بحقيبته التي لا تفارقه، ليتعجب أكمل كثيرا من تصرف ابنه و قبّل رأسه.
-ممكن أفهم شيلته ليه؟
-خصوصية.
اومأ أكمل رأسه بتفهم لينهض و يدلف للمرحاض ليأخذ حماما دافيء و هو مغمض عينيه يتذكر تلك الليلة الذي انتهى بها كل شيء تلك الليلة التي تركت ندبة قوية بقلبه.
خرج أكمل من المرحاض و هو يجفف شعره و أبدل ثيابه لبذلة رسمية رمادية اللون تتناسب مع بشرته.
غادر أكمل الغرفة و هبط لأسفل وجدهم يتناولون فطورهم سويا ليجلس بجانب أمه يتناول فطوره هو الأخر.
-خد نور في طريقك يا أكمل عشان عايزة تروح الجامعة بتاعتها.
نظر أكمل لأمه ليعاتبها على طلبها هذا، فنهضت نور قائلة:
-هقدر أروح جامعتي لوحدي، عن أذنكم.
-استني هأجي معاكِ.
-خليكِ يا ورد جامعتي غير جامعتك.
نهض أكمل و هو يمسح فمه ليردف قائلا بلامبالاة:
-تعالي يا ورد اوصلك في طريقي.
-يلا يا نور بقى.
جذبت ورد نور معها التي ابتسمت بخفوت و نظرت أرضا لتستقل السيارة في الخلف و بجانب أكمل ورد التي كانت متوترة من أن يرا كلاهما علاء و حينها ستحدث مشكلة.
قاد اكمل سيارته بعد أن ودع ابنه و قبّله و ذهب إلى جامعة ورد ولكن في طريقه للخروج من الكمبوند توقف أمام سيارة كنز التي كانت تريد أن تعبر الطريق.
كان يجب على أحدهم أن يتراجع للخلف حتى يمكنهم العبور، لتنظر كنز له بلامبالاة و هي تتفقد هاتفها في انتظار تحركه للخلف حتى يمكنها العبور، ولكنها صرخت عندما اصطدم بسيارتها.
لتسبّه بداخلها بالكثير و هي تنظر له بغضب، بينما ورد كانت خائفة من أن يحدث لكنز شيء كانت نور تراقب تصرفات كلا من أكمل و كنز.
لتتراجع كنز بسيارتها للخلف تحت ابتسامه أكمل المنتصرة التي لم تدوم حينما قادت كنز بسرعه اتجاهه لتصطدمه بقوة أكبر.
صرخت كلا من نور و ورد ليهبط أكمل من سيارته بينما كنز بقيت بسيارتها و هي تنظر للأمام بغرور، ليستند أكمل على زجاج سيارتها بجانب وجهها مردفا:
-ارجعي.
نظرت كنز بساعتها لتنظر إلى أكمل قائلة:
-متأخرة.
-متعانديش.
هبطت نور لأسفل لتتقدم من أكمل متجاهلة نداء ورد باسمها عدة مرات.
-ياريت نبطل لعب عيال ورانا جامعة.
عقدت كنز حاجبيها لتنظر إلى أكمل قائلة:
-مش صغيرة عليك!
-أنتِ عايزة إيه مننا!!
-مبردش على البنات الصغيرين زيك.
غضبت نور كثيرا من كنز لتفتح باب سيارتها، بينما كنز قادت السيارة سريعا للخلف لتسقط نور أرضًا متأذية ليغضب أكمل من كنز التي لم تعيره اهتمام و غادرت بعدما عادت للخلف و سلكت طريق أخر لم تذهب إليه من البداية لمعاندة أكمل.
هبط أكمل لمستوى نور و ساعدها لتنهض و ساعدها على ركوب سيارته.
__________________________
كان شريف يجلس بالسجن و هو غاضب من فكرة تواجده بجانب المجرمين و الغرباء، كان يشعل سيجار بغضب و يتنفسها بنيران تأكل قلبه و تزيده اشتعالا.
كان أحد الأشخاص يراقبه من بعيد ليجده يدلف إلى المرحاض بعد ان ألقى سيجاره أرضًا؛ فذهب خلفه ليغلق باب المرحاض و يخرج من ثيابه سكين و بدأ في التقدم نحوه، بينما شريف كان غير منتبها له؛ فكان يعيطه ظهره يفكر في كيفية خروجه من تلك الجدران الأربعة.
.
.
بقلم/سلسبيل كوبك.
.
يتبع::::::::::::::::::::::
____________________________

ضحايا المنتصف..حيث تعيش القصص. اكتشف الآن