الفصل التاسع عشر..

657 40 14
                                    

نكمل روايتنا(ضحايا المنتصف) بقلم سلسبيل كوبك..
الفصل ال١٩..
__________________________
تعالى رنين هاتف كنز التي كانت تجلس بجانب أدم لتتركه و تنهض لتجيب:
-ألو.
-أنتِ فين؟ جدو قالب الدنيا عليكِ أنتِ و أدم.
حكت جبهتها بتفكير لتجيب:
-أنا و أدم سافرنا عشان شغل مهم يا ليلى.
-قلقنا عليكم و ماما قلقت على أدم.
-هو فين عايزة تكلمه؟
-أدم في أوضته لأننا نازلين في أوتيل لما أقابله هبلغه يفتح تليفونه.
جذبت سميرة الهاتف من ليلى لتنفجر غضبا في كنز قائلة:
-و هو لما يكون في سفر مش المفروض تبلغونا! أنتوا غاويين قلق لينا.
-مضطرة أقفل لأني عايزة أنام تعبانة عن أذنكم.
أغلقت كنز الهاتف و هي تتنهد بأنفاس حارة، لتجد أسر في الممر التي هي به ينظر حوله بقلق لتقترب منه كنز و تهبط لمستواه متسائلة:
-واقف هنا ليه؟
-توهت، كنت بدور على بابا.
-هتلاقيه رجع أوضته.
نفى أسر برأسه ليقول:
-هو خرج يتمشى شوية ولكنه اتأخر.
اومأت له كنز بتفهم لتنهض و تقدم يدها له قائلة:
-تيجي ندور عليه سوا.
اومأ لها أسر ليشبك يده بيدها و يتحركان سويا و كنز كانت تبحث عن أكمل، لتخرج إلى الجنينة ولكنها أيضا لم تجده لتردف:
-زمانه رجع الأوضة يا أسر، خلينا نروح نشوف.
ذهبت كنز مع أسر لغرفة أكمل ولكنها لم تجد سوى نهلة التي جرت نحو أسر تحتضنه قائلة:
-قلقتني عليك يا أسر، لو أكمل جه وملقكش هيزعق.
-كنت مع كنز.
ابتسمت له كنز لتنظر إلى نهلة و تبتسم لها بمجاملة لتتركهم و تغادر و تعود لغرفة أدم لتجد كلا من أكمل و أدم يتشاجران سويا أمام غرفة أدم لتصرخ بهما بقوة و هي تقول:
-ابعدوا عن بعض.
اقتربت منهم كنز لتبعدهم سريعا و تقف في منتصفهم، كان كلاهما يتنفسان بصعوبة لتنظر لهم كنز و هي تقول:
-أنتم عيال صغيرة؟
ليردف أكمل و هو لم يحيد نظره عن أدم:
-هو اللي بدأ.
ليردف أدم و هو ينظر لكنز:
-اللي زي ده محتاج يتربى شوية.
غضب أكمل فهو لن يتحمل إهانات عائلة الهواري تلك كثيرا، ليحاول تخطي كنز و ضرب أدم متناسيًا مركزه ولكن كنز أحاطته بذراعها لتتقدم منه قائلة بجانب أذنه:
-اهدأ.
لينفجر غضب أكمل بها بقوة جعلتها تتراجع للخلف قليلا فهو في غضبه يحرق اليابس بأكمله:
-لو نسيت مين أكمل الصالح أفكرك يا ابن الهواري و لا عاش و لا كان اللي يجي عليا كوني إني صابر و ساكت ده مش معناه إني ضعيف متنساش مين كان بيكسب التاني من صغره، أنت مجرد نكرة هتموت و تعيش نكرة كلكم نكرة يا عائلة الهواري ولو كان في راجل فيكم فهو مات و عهده انتهى.
ليزداد أدم غضبًا و يندفع نحوه لتصرخ كنز فهو كان على وشك أذيتها ليجذبها أكمل له لحمايتها.
ولكن ازداد الأمر سوءا حينما رأى أدم كنز بين أحضان أكمل ليزداد غضبه و ألم جرحه ليجذبها له بقوة و جعلها خلفه قائلا بنبرة أرعبتها حقا فهذا ليس أدم الذي تعرفه:
-خد ابنك و امشي قبل ما أقلب الترابيزة عليك يا ابن الصالح.
نظر أكمل لكنز ليأخذ نفسا عميقا و يغادر، بينما أدم التفت لكنز ليرى الدموع تغرق عيناها لتتركه و تذهب، كان الجميع يشاهدهم و يشاهد تلك المشاجرة القوية بين أولاد الصالح و الهواري.
أشار أدم لإحدى الممرضات لتأتي له و تساعده فقد فُتِح جرحه و نزف مرة أخرى ليدلف إلى غرفته مع الممرضة التي عالجت جرحه بخوف فهو كان غاضبا للغاية.
ذهبت كنز لتجلس في جنينة المشفى و هي تحاول أن تلتقط أنفاسها قد يبدو الأمر عاديًا للبعض ولكنه أصاب قلبها و جراحها.
دلف أكمل لغرفته ليجد كلا من أمه و ابنه بانتظاره، تنفست الصعداء و اقتربت منه تحتضنه ليقبّل رأسها جلس أكمل على الفراش و هو يشعر بالألم الذي كان يجاهد طويلا حتى لا يضعف أمام كلا من كنز و أدم ولكنه في الأخر ضعف أمامها بطريقة أخرى.
_________________________
حملها حسام بعدما فقدت وعيها ليصرخ بحراسه أن يأتوا و يأخذوا ذلك المجرم الذي حاول التعدي على ابنته، غادر حسام المنزل و هو مازال يحملها بين يديه لتقف أمل في الشرفة و تشاهده، صعد إلى السيارة ليؤمر السائق أن يذهب للمشفى ليطيع أوامره و بالفعل يذهب لأقرب مشفى كانت شذى قلقة للغاية عليها فهي كبيرة و مدركة بأن علياء ضحت من أجلها و حاولت حمايتها.
دلف بها للمشفى ليأخذها الطبيب منه بعد أن أنهى إجراءات الدخول للمشفى و ذهب ليجلس مع ابنته أمام غرفة الطواريء بصمت يبدو بأن شيئا بداخله تحرك من حمايتها لابنته.
_________________________
تنفست الصعداء عندما رأته أمامها، فهي ظنت بأنه تخلى عنها بعد ليلة أمس لتجده يقف بالمطبخ يعد له فنجانا من القهوة ليجدها تحتضنه من الخلف بقوة.
ابتسم أكمل ليلتف لها و يحتضنها مقبّلا رأسها بحب، ليتسائل قائلا:
-نمتي كويس؟
هزت كنز رأسها بالموافقة، لترفع رأسها له قائلة:
-أنت إيه اللي قومك من جمبي؟
-هو أنا كسلان زيك!
اغتاظت كنز منه لتقول:
-تصدق أنك رخم، أنا مش كسلانة علفكرة.
ضحك أكمل عليها ليتركها و يصبّ القهوة في الفنجان ليجذب كنز له و يغادر المطبخ و هو يرتشف من قهوته.
لتقول كنز و هي تنظر له و يبدو أنه يعشق القهوة بالصباح:
-مش غلط عليك.
-ساعات بنلاقي راحتنا في الغلط ده.
تعجبت كنز منه ولكنها لم تعلق، لتجده يفتح الشرفة فتشعر كنز بذلك النسيم الذي داعب خصلاتها و تبتسم.
تعالى رنين هاتف كنز ولكنها لم تستمع له، لتجلس مع أكمل بالشرفة ولكنه حان موعد رحيلها لتذهب إلى غرفتها و تجذب هاتفها و تجد العديد من مكالمات علياء لتقلق و تهاتفها مرة ولكنها لم تجيب لتكرر حتى تجيب لتستمع إلى أنفاس علياء المتعبة فيزداد قلق كنز عليها:
-مالك يا علياء؟ أنتِ كويسة؟
-بقى أنتِ يا كنز تنبسطي مع أكمل و تسلميني أنا لأهلك يا شيخة خسارة صحوبيتنا دِ.
-في إيه؟
-في إني بهرب من أدم اللي جه يسأل عليكِ ولكني مفتحتش ليه و هربت من الباب الخلفي و دلوقتي بجري.
-أنا جاية ليكِ.
أغلقت كنز الهاتف لتبدل ثيابها سريعا و تخرج لأكمل الذي كان بانتظارها ليراها تستعجله، ليتسائل عن الأمر:
-علياء بتجري من أدم.
جذبت كنز أكمل و غادرت الشقة سريعا.
-براحة.
استقلت كنز سيارة أكمل ليقودها نحو منزل علياء كما أخبرته كنز التي كانت تهاتف علياء قائلة:
-ارجعي و أنا في طريقي ليكِ.
-لو سمحت يا أكمل سرع شوية.
ليقود أكمل بأقصى سرعة لديه و هو يكاد أن يقتل علياء؛ فـ للمرة الثانية تعكر صفوه.
توقف أكمل على مقربة من منزل علياء التي تسكن به بمفردها بعد وفاة أبيها و أمها، لتهبط كنز سريعا و تترك أكمل لتذهب إلى علياء التي كانت تنتظرها ليصعدا سويا إلى الفيلا و تلتقط كلاهما أنفاسهم، فأدم قد سئم و ذهب لأنه لم يجد أحد يجيب.
صرخت كنز عندما ضربتها علياء بقوة قائلة:
-هو أنا هفضل على كدة علطول! شوفوا حل.
-عايزاني أروح أقف في وش بابا و أقوله أنا اتجوزت أكمل ابن عدوك و أكتر إنسان بتكرهه على وجه الأرض و لازم تقبله يكون فرد مننا.
شردت علياء في حل تلك المشكلة التي تقابل كنز التي وضعت رأسها على كتف علياء و هي تتخيل بأنها الآن تقف أمام أبيها و تخبره بزواجها من أكمل لتتلقى تلك الصفعة القوية على وجنتها.
اعتدلت علياء في جلستها لتنظر إلى كنز و تقول:
-طب ما تقولي لطنط عائشة.
- و هي ماما بتعرف تخبي حاجة عن بابا!
-يا ستي طول عمرك قرفاني.
ضربتها كنز على كتفها لتضحك كلاهما و تحتضنها علياء.
ابتسمت كنز و هي تتذكر علياء صديقتها، فهي ظلت بجانبها كثيرا و لم تتركها وحدها أبدا.
أزالت تلك الدموع التي تساقطت على وجنتيها لتنهض و تعود لغرفة أدم الذي مازال غاضب، لتجلس كنز على الأريكة المقابلة لفراشه ليتحدث أدم و يقول بحدة:
-كنتِ فين؟
نظرت له كنز لتستخدم أسلوبها البارد و تجيب عليه:
-في الجنينة.
-أنا هخرج من هنا امتى؟
-حد قالك إني دكتورة!
-بطلي برود.
-لما تبطل تتكلم معايا بنبرتك دِ.
حاول أدم تهدئة حاله فهو غاضب للغاية و لا يعلم ما سبب هذا، أبسبب كلمات ذلك الحقير أكمل أم بسبب احتضانه لها أم ماذا؟
نظر لها ليتحدث بتردد ظاهر في كلماته:
-أنتِ في إيه بينك و بين أكمل؟
نهضت كنز و هي تضع يدها بداخل جيبها و تقدمت من أدم لتميل عليه و تحاوطه بينها و بين السرير مما جعل أدم يتراجع للخلف قليلا، لتجيب كنز و تقول بنبرة باردة خالية من المشاعر:
-أدم متخليش علاقتنا تنتهي و بشكل وحش.
دلف الطبيب للغرفة لتبتعد كنز عن أدم ببطء و هي تنظر بداخل عيناه ليرتبك قليلا، تقدم الطبيب ليفحص أدم قائلا بعدما أنتهى:
-تقدر تخرج الصبح إن شاء الله.
اومأ له أدم ليغادر الطبيب و هو يشعر بأن الجو متوترا بالداخل، جلست كنز على الأريكة أمام أدم الذي حاول أن يتحدث كثيرا ولكن في كل مرة كان يسيطر عليه الارتباك و التوتر.
ليأتي الصباح عليهم، و مازالت كنز لم تنام بعد لتنهض و تساعد أدم حتى يغادرا.
استند أدم عليها ليخرج من الغرفة و يغادروا المشفى بأكملها مستقلين إحدى السيارات ليذهب بهم إلى منزل عائلة الهواري.
جرت سميرة إلى أدم تحتضنه فهي تخاف على ابنائها كثيرا، تركتهم كنز لتصعد إلى غرفتها ولكن جلال هتف باسمها لتتوقف بمكانها دون أن تلتفت لتحاول أن تأخذ شهيقا و زفيرا ببطء.
-تعبانة من السفر محتاجة راحة نتكلم  لما أصحى.
صعدت كنز جريا لغرفتها لتأخذ حماما بارد لعلها تأخذ طاقة تعينها على القادم، لتنهض و تبدل ثيابها لمنامة قطنية و تلقي بجسدها على السرير لتنام على الفور؛ فهي لم تنم لأكثر من ثلاث ليالِ.
على الجهة الأخرى،،
دلف الجميع لغرفة أكمل أثناء الزيارة، التفت الجميع حوله ولكنه كان يحتضن ابنه أسر.
-شد حيلك يا أكمل عشان ابنك يا حبيبي.
نظر أكمل لأفنان ليبتسم لها بامتنان، نظرت نور لجدتها لتسألها:
-ازاي عرفتِ إن أكمل مصاب يا تيتة؟
نظر لها أكمل باهتمام فهو نسي أن يسألها كيف علمت بمكانه، لتجيب هدى:
-شخص أتصل بيا و بلغني أن أكمل في خطر.
ليتحدث باسل بسخرية قائلا:
-و هو فاعل الخير ملقاش غيرك!
التزم الجميع الصمت ليقاطعه أكمل بسؤاله عن ورد التي لم تأتي، لتجيبه سندس و تقول:
-أه، تعبانة شوية مقدرتش تيجي.
اومأ لها أكمل ليتحدثا سويا عن عدة مواضيع مختلفة.
على الجهة الأخرى،،
كانت ورد تجلس على الأريكة حتى وجدت علاء بدأ يتحرك لتنهض و هي مازالت ممسكة بتلك السكينة، لتسمع علاء و هو يشعر بالألم أثر تلك الثمالة حاول علاء النهوض ليستند بظهره على السرير و مازالت الرؤية مشوشة لتبدأ في الوضوح تدريجيا لينظر حوله ليستغرب كثيرا فتلك ليست غرفته ليصرخ حينما رأى ورد ممسكة بتلك السكين.
-صحيت يا باشا؟
حاول علاء أن يتذكر ما حدث بالأمس ولكنه فشل، نظر علاء لورد لينهض و هو مستند على السرير ليقف أمامها و يحاول أن يقترب منها ولكنها تراجعت للخلف قائلة:
-ابعد يا علاء.
-أنا عايز أفهم أنا إيه اللي جابني هنا؟
-يا بيه كنت سكران و جيت على هنا.
حاول علاء أن يغادر ولكنها جذبته من ياقة قميصه لتنفجر غاضبة به قائلة:
-إيه يا حلو! هتهرب كدة.
-يا حبيبتي هبقى أجيلك بعدين.
ضربته بقوة على كتفه ليتألم فهي كانت غاضبة للغاية، ليبتعد عنها قائلا:
-حبيبتي بعدين بقى.
تركها ليغادر من الشرفة لتصرخ به ورد؛ فهي حقا غاضبة منه للغاية فليس هناك مبرر لما فعله.
_________________________
دلف الطبيب ليفحص علياء؛ لأنها لم تستيقظ بعد فخرج لحسام لينهض متسائلا عن الأمر:
-ماذا بها؟
-لا أعلم، سنفعل بعض الإشاعات مرة أخرى و حينها قد نتمكن من معرفة الخطأ.
اومأ له حسام ليغادر الطبيب مع ممرضته، ليقترب حسام من ابنته قائلا:
-حبيبتي روحي أنتِ.
-مش حرام نسيبها لوحدها.
-أنا هنا يا حبيبتي.
اومأت له شذى لتغادر مع حراس حسام الذي أخرج هاتفه و عمل بعض اتصالاته ليعلم من ذلك الشاب الذي حاول أن يتعدى على ابنته، ليهاتف أمل و يطمئن عليها.
-ألو يا حسام، علياء عاملة إيه دلوقتي؟
-بخير يا حبيبتي متقلقيش.
-أرجوك يا حسام طمني عليها، و فين شذى دلوقتي؟
-جاية في الطريق يا حبيبتي.
-طب أنت كويس؟
-أيوه متقلقيش.
-المهم خليكِ مع شذى و قريبين من الحراس.
-حاضر متنساش بس تطمنني.
-طيب خلي بالك من نفسك.
أغلق الهاتف و تقدم من زجاج الغرفة ليراها مستلقية على فراش المرضى و يبدو على وجهها الإرهاق و التعب.
____________________________
كانت تجلس كنز بالحديقة لتجد أبيها يجلس بجانبها، شعرت كنز بالارتباك قليلا لتجد أبيها يشير إلى ذلك الخاتم الذي يزين يدها اليسرى.
-مين جابلك الخاتم ده؟
-علياء.
ضحك أبيها عليها ليردف:
-و هو أنتِ و علياء بتحبوا بعض للدرجة دِ!
توترت كنز لتحاول أن تجد كذبة أخرى حتى رأت علياء تأتي نحوهم لتنظر لأبيها و تقول:
-ده كان خاتم علياء يا بابا و هي نسيته معايا.
خلعت كنز الخاتم لتتقدم من علياء سريعا و تضعه بيدها قائلة:
-مش نسيتي الخاتم بتاعك معايا.
نظرت علياء لعمر لتومأ برأسها، نهض عمر بعدما حيى علياء لتبتسم له و تراه يغادر لتجلس بجانب كنز و تتنفس الصعداء قائلة:
-هو أحنا هنفضل في كدة كتير! أنا و أكدب على عمر بيه!
أتت لهم عائشة و هي تضحك لتحيي علياء و تقبّل كنز، لتبتسم لها كنز و تجلس بينهما قائلة:
-مفيش عريس يا علياء؟
-منين بس؟
ضحكت عائشة عليها فيبدو أنها تريد الزواج سريعا لا تعلم مخاطره، لتحتضن كنز أمها و تقول:
-ماما، هو إيه سبب عداوة عائلتنا مع عائلة الصالح؟
-العداوة دِ من زمان قبل ما أنا و والدك نتولد حتى.
قاطع حديثهما كلا من حازم و أدم الذين أتوا للتو من الشركة التي يعملوا بها كمتدربين.
-آه يا ضهري آه.
جلس حازم أرضًا و هو يشعر بالألم يغزو جسده، ليجلس بجانبه أدم و هو يوجه حديثه لعائشة:
-كان لازم تتجوزيه يعني!
نظرت له كنز لتضربه بغيظ قائلة:
-و هي مالها؟ أتجوزته و لا متجوزتوش هو عمك أحنا مالنا.
ضربه حازم هو الأخر قائلا:
-عندها حق ده أنت غبي.
ضحكت عائشة و علياء على منظر أدم الغاضب، ليتركهم و يدلف لغرفته لتذهب خلفه كنز و هي تقول:
-تؤبرني عمري.
ضحك أدم عليها ليمسك الوسادة و يضربها بها، لتضحك عليه و تتركه و تذهب فهي لا تحب أن ترى أحد حزينا.
دلفت كنز لغرفتها لتجد هاتفها يرن، جذبته كنز لتغلق الباب و تجيب على الهاتف.
-عايز إيه؟
-تعرفي تيجي بكرة؟
-هشوف و أقولك.
-طيب هنتظرك.
-باي.
ابتسمت كنز و هي تغلق معه لتذهب لخزانة الثياب و تبحث عن فستان يليق بها حتى وجدت فستانا باللون البنفسجي بدرجة فاتحة تتناسب مع بشرتها تركته كنز على الاريكة لتدلف للمرحاض و هي تضع بعض الكريمات على وجهها كنوع من النظافة الشخصية.
دلفت للغرفة عمتها لتصرخ حينما رأت كنز و هي واضعة إحدى الكريمات على وجهها، انتفضت كنز من مكانها و هي ترى عمتها لتردف:
-شكلي وحش!
-إيه اللي أنتِ حاطاه ده! امسحي اللي في وشك و تعاليلي.
نظفت كنز وجهها لتذهب إلى عمتها التي أحضرت بعض الكريمات الخاصة بها لتبدأ في تنظيف بشرتها، ليضحكا سويا حتى دلفت ليلى للغرفة و هي تلعن المذاكرة لتردف سميرة:
-بنت روحي ذاكري.
-هو مفيش غيري بتذاكر في البيت ده! و كمان بكرة أدخل الجامعة و ارتاح.
ضحكت كنز بقوة حتى سعلت لتردف بعدما هدأت:
-عايزة أشوف الراحة اللي في الجامعة.
-شوفي يا ماما بتتريق عليا.
-كنز عيب.
ضحك كلاهما على ليلى التي اغتاظت منهم و تركتهم لتذهب إلى جدها جلال الذي يهون عليها قليلا.
استيقظت كنز من نومها و هي تتذكر تلك الأيام التي كانت بها السعادة تمليء قلبها.
نهضت كنز لتنظف وجهها و تهبط لجدها، دلفت إلى غرفة مكتبه لتجد عمها شريف يجلس معه.
-حضرتك كنت عايزني؟
-أه، روح أنت يا شريف و ظبط الأمر مع حازم هو عارف هيتصرف ازاي؟
اومأ شريف له و كاد أن يغادر حتى توقفت كنز أمامه قائلة بهمس لم يسمعه سواه:
-خلي بالك من شركتي.
نظر لها شريف بغيظ و كان يحاول أن يتمالك غضبه حتى لا يخطيء، ليتقدم من كنز خطوة و يردف بنفس نبرتها:
-و مش هقولك تاني، فاطمة كانت مشتركة معايا.
تركته كنز لتتقدم من جدها و تقبّل يده و تجلس بجانبه، ليغادر شريف و هو يبحث عن طريقة حتى يتمكن من ارجاع ممتلكاته.
_________________________
"مرت عدة ايام دون أحداث جديدة سوى أن علياء قد استعادت وعيها مرة أخرى و كانت تحت رعاية طبية كاملة في المشفى".
دلفت أمل إلى غرفة المشفى و احتضنت علياء و أردفت بحماس:
-مش حسام قرر أننا نرجع مصر.
ابتسمت لها علياء بمجاملة لتكمل أمل حديثها:
-و أنتِ جاية معانا.
اتسعت ابتسامة علياء و هي تقرر استغلال تلك الفرصة، فها هي ستعود إلى موطنها مرة أخرى.
دلفت شذى مع أبيها لغرفة علياء، جرت شذى إلى علياء لتحتضنها اقتربت أمل من حسام لتنغزه حتى يتقدم و يشكر علياء ولكنه كاد أن يغادر حتى جذبته أمل و هي تقول:
-علياء شكرا أنك انقذتي شذى بنتنا.
اومأت لهم علياء ليغادروا جميعا، و يستعدوا للسفر.
استقلت علياء الطائرة معهم و هي على وشك البكاء من كثرة الفرحة المفرطة التي تسيطر عليها.
استقل حسام السيارة التي كانت بانتظاره في المطار هو و عائلته ليبدأ السائق في القيادة نحو المنزل.
دلف حسام للمنزل و معه زوجته، لتصرخ عزة بفرح حينما رأته و جرت نحوه بقوة لتحتضنه.
أتت سندس لتتقدم من أمل و تحتضنها و خلفها ورد التي احتضنت كلا من أمل و علياء.
-وحشتني يا حبيبي.
-أنتِ أكتر يا عزة.
ضحكت عزة و جذبت ابنها ليدلف، أتت نور و وقفت على بُعد منهم لتراها أمل و تتساءل عنها:
-دِ بنت خالتك أفنان نور يا حسام.
سلم عليها حسام لتبتسم له بخفوت و تتركهم و تغادر، صعدت علياء لغرفة سامي القديمة و هي تقرر أن تغادر المنزل في أقصى وقت.
ليأتي الصباح بعد نهار طويل على أبطالنا و قد عاد أكمل مع ابنه و أمه و قد تعافى قليلا.
ليستيقظ أكمل صباحا و يبدل ثيابه لبذلة رسمية بقميصها الأبيض و يغادر غرفته ليقابل حسام و يحتضنه، تساءل أكمل عن سامي ليحزن حسام و يقول:
-سامي مات من فترة.
حزن أكمل هو الأخر ليربت على كتف حسام قائلا:
-البقاء لله، أسف إني مكنتش أعرف أنت عارف الظروف.
اوما له حسام ليبتسم له و يخرجا سويا للحديقة، ليأتي حارس يهرول إلى حسام قائلا:
-هربت.
تساءل أكمل عن الأمر و هو ينظر إلى حسام بتعجب:
-هي مين؟
-علياء.
استغرب أكمل كثيرا فكيف بعد وفاة سامي مازالت علياء تمكث معهم، ليطلب حسام السيارة و يأتي معه أكمل الذي لم يتركه وحده.
كانت تجري علياء في أرجاء الكمبوند و هي خائفة أن يجدها حسام قبل أن تهرب، كانت تنظر خلفها بخوف لتنظر أمامها و تجد سيارة قادمة نحوها بسرعة كبيرة و تصرخ لتحاول تفاديها ولكنها وجدت خلفها حسام.
كانت كنز تنظر بهاتفها لتغلقه و تنظر أمامها لتجد فتاة لم تتعرف عليها و سيارة أخرى لتوقف السيارة في اللحظة الأخيرة، كادت علياء أن تسقط مغشيا عليها من هول الموقف.
.
.
بقلم/سلسبيل كوبك.
.
يتبع:::::::::::::::::::::::::::::::
___________________________

ضحايا المنتصف..حيث تعيش القصص. اكتشف الآن