الفصل السابع..

834 45 64
                                    

نكمل روايتنا(ضحايا المنتصف)بقلم سلسبيل كوبك.
الفصل ال٧..
__________________________
صُدِم أكمل مما حدث، ظل على حاله لدقيقة يستوعب الموقف جرى نحو السيارة السوداء سريعا ولكنه لم يستطع اللحاق بها وقف بمنتصف الطريق و هو يحاول أن يلتقط أنفاسه، و قبل أن يخرج هاتفه ليحادث أحدهم وجد من يختطفه هو الأخر كـ كنز.
لم تستطع كنز أن تكمل صراخها بسبب ذلك الرشاش الذي أُلقي بوجهها، فسقطت نائمة.
كانت الفرحة تمليء قلوبهم، فاليوم زفاف ابنة عائلة الهواري ليلى.
لم يشعر أحد بغياب كنز، فالمكان كان مليء بالناس.
ابتسمت ليلى لأحمد الذي أخبرها بحبه لها للتو، فهما قد عانوا قليلا حتى يتزوجوا فقام أحمد بخطبتها لعامين بسبب بعض الظروف.
انتهى الزفاف، و ذهبت العائلة إلى المطار لكي تودع ليلى و أحمد فهما سيقضون شهر عسلهم بالخارج.
لاحظت ليلى غياب كنز أثناء توديعها لعائلتها، فأردفت متسائلة عنها:
-فين كنز؟
نظر الجميع حولهم ليتأكدوا من تواجد كنز ولكنهم لم يجدوها، فأردف أدم مطمئنا لهم:
-هتلاقيها تعبت شوية فرجعت البيت، أكيد هتتصل بيكِ متقلقيش.
اومأت ليلى رأسها و صعدت على متن الطائرة مع أحمد متناسية كل ما يشغل ذهنها لتستمتع  بحياتها الجديدة مع أحمد.
عاد الجميع إلى المنزل، تفقد أدم غرفة كنز و سأل الخادمات عنها.
تساءل جلال:
-لقيتها؟
-لا يا جدي، بس أكيد زمانها جاية اطلع ارتاح و الصبح نسألها هي كانت فين.
-طب اتصل بيها كدة.
-اتصلت يا جدي ولكنه مغلق.
أردف حازم قائلا:
-وعلاء برضو مش هنا.
قلقت فاطمة و حاولت الاتصال بابنها.
-هتلاقوه مع صحابه، يلا يا فاطمة نطلع نرتاح.
صعدت فاطمة مع شريف و هي مازالت قلقة.
-اطلع نام يا أدم مش هتفضل مشغول على ست كنز كدة.
صعدت سميرة  للأعلى و خلفها أدم الذي حاول الاتصال بكنز عدة مرات أخرى.
بمنزل عائلة الصالح،،
لم يشعر أحد بغياب أكمل سوى أسر الذي تساءل عنه و هو قلق.
-يا حبيبي أكيد عنده شغل و زمانه جاي.
-لا أنا عايز بابا.
جلست كلا من نهلة و ورد بجوار أسر لعله ينام، ولكنه ظل يتساءل عن أكمل حتى غفى بمكانه.
بعد منتصف الليل،،
كانت كنز تحرك رأسها يمينا و شمالا دلالة على بداية استيقاظها أثر ذلك المخدر، تشعر بصداع كبير يجتاحها حاولت أن تفتح عيناها ولكنها لم ترى سوى السواد أثر تلك القطعة التي تغطى عيناها.
حاولت التحرك اصطدمت بأحدهم، فابتعدت سريعا و هي تشعر بقدميها حرة فحاولت النهوض ولكنها وجدت يدها مكبلة.
-حد هنا؟
لم تسمع ردا، فاعتدلت في جلستها على أمل أن يأتي أحدهم لتفهم ما الأمر.
كان أكمل يحاول أن يفتح عينه ولكنه لا يستطيع أثر تلك القطعة التي تغطى عينه هو الأخر، و كل ما يجول بخاطره كنز و هي تُختطف، فأردف قائلا:
-كنز!
اندهشت كنز و تحدثت هي الأخرى:
-مين؟
-أكمل.
-أنت اللي خاطفني!
-إيه الهبل ده! و أنا يوم ما أخطف حد هخطف مجنونة زيك!!
صمتت كنز لبرهة، ثم أردفت قائلة:
-طالما مش أنت اللي خاطفني فكني بقى.
-أنا مربوط و كمان في حاجة مستفزة على عيني.
-آآه، يعني أنا يوم ما اتخطف اتخطف معاك عملت إيه في حياتي عشان ابقى مع البني آدم ده في مكان واحد.
-على أساس أنا مبسوط أني معاكِ، ده أنا كاره نفسي.
صمت كلاهما لفترة، كل واحد منهم يفكر كيف سيخرج من هنا ولما خُطفوا سويا.
-بقولك.
-خير؟
-قربي لعندي كدة أحاول أشيلك اللي على عينك ده.
-ده اللي هو ازاي؟
-ياستي قربي هنشوف.
حاولت كنز الاقتراب من أكمل و هي لا تستطيع تحديد مكانه حتى اصطدمت به، فوقفت على ركبتيها أمامه متسائلة:
-وبعدين؟
اقترب منها أكمل و هو يحاول إزالة تلك القطعة بأسنانه حاول عدة مرات حتى نجح الأمر، فتنهد بعمق بينما هي نظرت له ثم نظرت حولها تستكشف المكان.
-دورك.
نظرت له ثم اقتربت منه لتحاول هي الأخرى ولكنها فشلت.
-حتى فاشلة في دِ!
-مسمحلكش أنا مش فاشلة.
-ياستي امشي كدة و أنتِ مش عارفة تعملي حاجة.
حاولت كنز مرة أخرى حتى أزالتها و تراجعت للخلف أثر اندفاعها.
نظر أكمل حوله وهو يحاول أن يعرف أين هم ولكنه لم يستطع، ولكن المكان يبدو بأنه نظيف.
-و دلوقتي؟
-نعرف إيه سر اختيارنا احنا الاتنين سوا.
-قصدك إيه المشترك بينا؟
اومأ بصمت و هو يبحث عن مخرج بعيناه، كانت تفكر كنز ما الذي يربطها بأكمل.
-مش لازم حاجة بتربطني بيكِ، ممكن حاجة بين العائلتين.
-معرفش.
حاول أكمل النهوض فاستطاع بالرغم من أن يده مكبلة، نظرت له كنز و هي تحاول أن تنهض مثله ولكنها لم تستطع.
حاول أن يفك يده و كان يبحث عن أداة حادة لقطع ذلك الحبل الذي يقيد يده من الخلف
بعد بحث دام لمدة ساعة لم يجد أداة حادة ولكنه وجد علبة أعواد ثقاب.
جلس أرضا و هو يحاول أن يشعل أحدهم و قربه من الحبل كرر حركته كثيرا حتى استطاع فك قيوده و نهض و هو يأخذ نفسا عميقا.
كانت كنز تنظر بغيظ، حينما التقت عيناها بعينه حتى أبعدت عيناها بضيق فابتسم و اقترب منها مردفا:
-تحبي أفكلك الحبل؟
-لا.
-متبقيش مغرورة وقولي لو عايزة.
-قولتلك لا مش عايزة حاجة منك.
رفع كتفيه بلامبالاة مردفا و هو ينهض:
-براحتك، محدش خسران غيرك.
اقترب من الباب ليحاول فتحه ولكنه مغلق بقوة تنهد أكمل و اقترب من كنز و هو يحرر يدها بصمت و دون أن ينظر لها.
تفحصت يدها وهي ترأها حمراء أثر الحبل، أرجعت رأسها للخلف و خلعت حذائها الذي يؤلم قدميها، و أردفت بنبرة محبطة:
-مين اللي خاطفنا؟
لم يجيب عليها فقد شعر بخطوات أحدهم بالخارج، وقف بجانب الباب مستعدا للهجوم.
فُتِح الباب و هجم أكمل على من دلف و أبرحه ضربا حتى سقط أرضا، نهضت كنز لتذهب نحو أكمل كادوا أن يخرجوا حتى وجدوا العديد من الحراس، بحركة تلقائية دفع أكمل كنز خلفه فبالرغم من عداوتهم ألا أنه إنسان شرقي يدافع عن فتاة.
تقدم شخص منهم و هو يرفع بيده الهاتف نحو أكمل، التقطه أكمل بحذر و وضع الهاتف على أذنه و أقتربت منه كنز حتى تسمع من يتحدث.
-ألو.
أردف المتحدث قائلا:
-معلش هتبقوا ضيوف عندي يومين.
-مرضيتش يا كنز تبقي لوحدك، فجبتلك ونس.
نظرت كنز إلى أكمل الذي عقد حاجبيه و تساءل:
-و أنت مين؟
-مش مهم مين، المهم أنكم معززين مكرمين و مش هيحصلكم حاجة طول ما أنتوا محافظين على هدوئكم.
جذب الحارس الهاتف و صديقه و أغلقوا الباب بإحكام مرة أخرى.
أخذت كنز الغرفة ذهابا و إيابا و هي تفكر من المستفاد من تلك المؤامرة، و كذلك أكمل الذي جلس قلقا على ابنه.
_____________________
"مرت ثلاث ليالِ، علم الجميع بخطف كلا من كنز و أكمل و أصبحوا يبحثون عنهم بكل مكان".
دلفت كنز للغرفة بعد أن قضت حاجتها و جلست بجانب أكمل الذي تساءل سريعا عن الحال:
-مفيش أي صور تقدر تدل البيت ده تبع مين.
-هتجنن ليه أنا و أنتِ اتخطفنا سوا؟
كانت كنز تشعر بالهبوط أثر قلة الأكل، فهي كانت ترفض تناول الطعام الذي يتقدم لهم.
دلف أحد الحراس الذي ألقى بوجه كلاهم مادة مخدرة و ذهب بهم أمام قصر الصالح و غادروا سريعا فكان الجو ليلا.
تعرفوا الحراس على أكمل و كنز و دلفوا بهم للداخل ليخبروا الجميع الذي صُدِم.
استيقظ أكمل و نهض ليجد نفسه جالسا على الأريكة و بجانبه كنز فحاول جعلها تستيقظ حتى فتحت عينها لتنظر حولها و تصرخ لرؤيتها لعادل و باسل و تردف قائلة:
-دخلت النار و لا إيه!
غضب عادل منها بينما ضحكت كلا من نهلة و ورد و أسر الذي يحتضن أبيه بقوة معبرا له عن اشتياقه، ثم ذهب لكنز يحتضنها ليصدم الجميع بفعلته.
نهضت كنز لتغادر المنزل الذي تمقته و تعود لمنزلها، ليجري عليها علاء يحتضنها وهو سعيد بعودتها ليردف بصوت مرتفع:
-كنز رجعت كنز رجعت.
أتى الجميع أثر صوت علاء و التفوا جميعا حول كنز التي كانت مرهقة للغاية.
-كنتِ فين؟
-معرفش كل اللي أعرفه إني اتخطفت أنا و اللي اسمه أكمل.
لوت سميرة فمها بسخرية و هي تردف:
-اتخطفتِ برضو.
تنهدت كنز بعمق و هي تنظر لجدها الذي تقدم منها ليأخذها بين أحضانه و يربت على ظهرها و يصعد بها للأعلى حتى ترتاح و يتحدث معها.
ألقت كنز بجسدها على السرير لتنام بعمق و هي مرهقة و متعبة، ليتقدم منها جدها و يخلع حذائها و يقوم بتغطيتها لتنام للصباح.
في الصباح،،
كان يجلس الجميع يفكر بعدما أخبرتهم كنز بما حدث، حتى اعتدلت كنز في جلستها و هي تتحدث:
-أنتوا مضيتوا العقود مع عدنان بيه؟
-أه.
-العقود دِ فين؟
-في خزنة الشركة، اشمعنا؟
نهضت كنز لتبدل ثيابها استعدادا للذهاب للشركة لتتحقق من أمرا ما، ذهبت مع أدم و حازم.
على الجهة الأخرى،
كان أكمل يرتب ثيابه مع ابنه استعدادا للذهاب، فهو قام بحجز تذكرة عودة لـِ لندن بالأمس فهو ليس لديه أحد سوى أسر ابنه لن يحتمل أن يصيبه أي مكروه أثر عداوة عائلته.
كانت تجلس نهلة تبكي بجانبه فهي لا تريده أنا يغادر فهي تحبه كثيرا.
-أكمل.
تنهد أكمل و نظر لابنه قائلا:
-روح لعمتك يا أسر دلوقتي.
جرى أسر نحو غرفة ورد، أغلق أكمل الباب و نظر لأمه يحثها على الحديث.
-أنا عارفة أن قلبك تعبان طول ما أنت هنا ولكن برضو فكر فيا أنا أمك هتسبني و تمشي مليش حد غيرك، أبوك زي ما أنت شايف شغل علطول أنت سندي يا أكمل.
-قولتلك سافري معايا.
-طب ازاي! و أختك؟ و جدك و أبوك و العائلة.
ابتسم أكمل بسخرية و جلس بجانب أمه على الفراش متحدثا:
-أهل مين اللي بتفكري فيهم كل واحد في حياته كل واحد أناني عايز يضمن فلوس أكتر.
احتضنت نهلة ابنها و هي تتحدث:
-صدقني الكنز في الأهل دول، متخليش ابنك بعيد عننا يا أكمل.
نهض أكمل و هو ينظر من شرفة غرفته مردفا:
-أسف يا أمي بس لازم أبعد، كنت فاكر أنه بعد تمن سنين الدنيا هتتغير ولكن مفيش حاجة اتغيرت.
_________________________
كانت تعمل كنز حتى اكتشفت سر اختطافها و نادت لأدم حتى تخبره.
-حازم مشي؟
-من بدري، راح شركته.
-عدنان بيه هو اللي عمل كدة.
لم يفهم أدم فتساءل:
-ازاي؟
-أنا اللي كنت معترضة على البنود اللي في العقد تبع شركتهم ولكنه مشي كلامي.
-وبعدين؟
-لما بعدني عن الطريق قدر يغير البنود و خلاكم توقعوا أن الشحنة تدخل بنسبته لللي هو عايزها.
-طب وليه خطف اللي اسمه أكمل معاكِ!!!
-عشان أنتم و عائلة الصالح هتكتشفوا غيابنا و ساعتها مش هتبقوا مركزين في الورق و لا البنود و أنتوا بتمضوا.
سبّ أدم ذلك المدعو عدنان على تفكيره و ما فعله بهم.
تنهدت كنز و هي تفكر في طريقة لحل تلك الصفقة، بينما أكمل كان يقف بسيارته أمام المطار ليترجل منها مع ابنه ليغادر ذلك الوطن المؤلم بذكرياته.
-إيه يا كنز مش هتروحي؟
-هروح بس كمان شوية امشي أنت.
-مالك؟
-مفيش يا أدم، هتمشى شوية بعربيتي.
-تمام على راحتك.
غادر أدم الشركة و خلفه كنز الذي استقلت سيارتها و هي تشعر بصداع يجتاحها حتى وصلت لها رسالة بها عنوان تحفظه عن ظهر قلب ولكنها تعجبت عندما علمت بأن علاء يتواجد هناك.
قادت سيارتها إلى تلك العمارة التي ترددت إليها كثيرا في الماضي، أوقفت سيارتها و كادت أن تترجل منها حتى وجدت أمامها أكمل هو الأخر يترجل من سيارتها ولكن يبدو عليه الغضب لأول مره تراه بذلك الغضب منذ فترة طويلة فهو بطبعه هاديء، ولكن حينما يغضب يمكنه حرق اليابس بأكمله.
اقتربت منه بخطى بطيئة استمع لها أكمل وهو يعلم صاحبة تلك الخطوات لينظر لها و تخاف من غضبه.
اقترب منه يجذبها من ذراعها بقوة و يتحدث بنبرة أخافت كنز التي لم تراه غاضبا هكذا منذ زمن طويل.
-عارفة لو ابن عمك عملها حاجة هقتلك و أقتله يا كنز.
دفعها ليصعد إلى الطابق الثالث وخلفه كنز التي لا تفهم شيء.
طرق أكمل على إحدى الشقق بقوة و غضب جحيمي ليردف بقوة و غضب:
-افتح يا ابن الهواري و حياة أمي لأقتلك.
ارتجفت ورد و هي داخل الشقة من غضب أخيها، تمسكت بعلاء الذي كان يبدو قلقا ثم نظر لها ليأخذها بين أحضانه مطمئنا لها:
-مش هسيبك يا ورد صدقيني مش هسيبك أنا بحبك و أنتِ بتحبيني هأخدك و نمشي بعيد عنهم كلهم.
كُسِر الباب أثر ذلك الوحش المخيف الذي مستعدا لتدمير كلا من يقف أمامه و ما زاد غضبه تواجد أخته بين أحضان رجلا غريبا و الأدق عدوا لا يمكنه الوثوق به أبدا.
دلفت كنز خلف أكمل لترى ابن عمها يحتضن ورد تقدمت منه بذهول وقد أبعدت ورد عنه التي جلست على الأريكة وهي تبكي بقوة خجلا من أخيها، وخوفا على حبيبها.
ذُهِل الجميع من تصرف كنز التي صفعت علاء بقوة على وجهه مرددة ببعض الكلمات التي لم يفهم مغزاها سوى واحد فقط:
-بتستغلها يا علاء! بتستغل حبها ليك عشان مين؟ و عشان إيه!!! عشان أبوك!
وضع علاء يده مكان الصفعة ونظر لكنز مردفا:
-كنز أنا بحبها.
-و اللي بيحب بيحب في النور.
تقدم أكمل من ورد فهي السبب التي جعلته يلغي سفره عندما وصلت له رسالة بها عنوان الشقة و صورة لها مع علاء وهما يدلفان لتلك العمارة، جذبها له بغضب حميمي وكاد أن يصفعها من فعلتها التي لربما تنتهي بهلاك ودمار؛ لأنه حُرِم الحب على تلك العائلتين.
تقدمت منه كنز وهي تمسك يده تمنعها مردفة:
-بدل ما تتشطر على أختك روح شوف عائلتك اللي سايباها كدة من غير مراقبة.
-عارفة هعمل إيه يا كنز؟
نظرت له ثم إلى علاء الذي تراجع للخلف أثر اندفاع أكمل اتجاهه و هو يسدد له بعض الضربات.
صرخت ورد وهي تبكي، و حاولت كنز أن تبعد أكمل عنه ولكنه دفعها أرضا لتصطدم رأسها بحافة المنضدة الزجاجية.
صرخ علاء باسمها وجرى لها خوفا:
-كنز كنز ردي عليا سمعاني؟
فتحت عيناها وهي تحاول أن تقاوم ذلك الألم الذي يجتاح مؤخرة رأسها لتردف:
-أنا كويسة.
ساعدها علاء لتجلس على الأريكة وينظر لها أكمل وهي تبادله نظراته، ليعرف كلاهما الأخرى المغزى.
-حبك مرفوض يا ابن الهواري ولو شوفتك قريب من ورد هقتلك.
-هأخدها وههرب بيها من هنا و من عالمكم الأسود.
غضب أكمل مرة أخرى و تقدم منه ليضربها ولكنها نطقت باسمه لينظر لأخته التي تبكي و تترجاه أن يترك حبيبها:
-أرجوك سيبه.
دفعه أكمل ليجلس بجانب كنز، تقدمت ورد من أخيها لتردف بخوف و بكاء:
-هو بيحبني و أنا بحبه، فين المشكلة؟
صرخ عليها بقوة و هو يردف:
-في الحرام يا بنت الصالح؟
هزت رأسها بقوة نافية ما يقوله:
-والله ما حصلت حاجة بينا و دِ تاني مرة نتقابل هنا في الشقة دِ.
-لو محصلش النهاردة هيحصل بكرة و لو محصلش بكرة هيحصل في أي وقت.
-و المفروض اصقفله و لا أعمله إيه، و هو هيبقى مصدر أذى ليكِ.
-ازاي أثق فيه أو أثق في عائلته، ردي عليا.
-ثِقّ في حبي ليه.
صمت الجميع عند تلك الجملة متسائلين أنفسهم، ألتلك الدرجة تحبه؟ أو ألتلك الدرجة غبية؟
-مفيش حب بيدوم.
نظر أكمل لكنز التي نهضت لتكمل حديثها:
-نهايتكم معروفة و هي لاما حد منكم يموت لاما حد منكم يخون و أعتقد النهايات مش هتعجبكم.
-حبيتم بعض؟ وبعدين؟ هتفضلوا تحبوا في السر؟
-زي ما قولتلكم مفيش حب في الضلمة و اللي بيحب لازم يحب في نور.
-للأسف، حبكم مرفوض في قانون عائلتي الصالح و الهواري.
نظرت لأكمل الذي كان مؤيدا لحديثها، جذبت كنز علاء لتغادر تلك الشقة و خلفها أكمل مع أخته التي ما كان بيدها سوى البكاء و علاء الذي ينظر لها بضعف لقلة حيلته الآن.
توقفا الاثنان أمام العمارة لتنظر كنز لأكمل و تخونها عَبْرَاتها لتسقط إحداهن على وجنتيها بصمت و تتركهم لتتجه إلى سيارتها و كذلك أكمل الذي يفتح الباب لأخته لتستقل و يلتف هو الأخر ليستقل سيارته.
____________________________
كانت متعبة للغاية و تجلس في المدرج بجانب صديقتها علياء التي تحاول إفاقتها ولكنها لم تستطع لينتبه لهم دكتور المادة ليصعد للأعلى حتى يرأها و تفقد حرارتها ليجدها مرتفعة ليردف باسمها بقلق:
-كنز!
لم يجد إجابة منها، لم يتردد ليحملها و يخرج بها من القاعة إلى عيادة الجامعة ليتهامس الجميع على ما حدث بالجامعة، و كيف حمل الدكتور أكمل طالبته كنز!
.
.
بقلم/سلسبيل كوبك.
.
يتبع:::::::::::::::::::::
_________________________

ضحايا المنتصف..حيث تعيش القصص. اكتشف الآن